* بقلم نائب رئيس حزب التجمع عاطف المغاورى في خضم الأحداث الأخبار التي تتوارد علينا ، من تجبر الولاياتالمتحدة ، والسعى إلي إذكاء روح الاحتراب والاقتتال والانقسام بين أبناء أقطار الأمة العربية ، وفي ظل تصاعد التهديدات و التحركات للقوي الإقليمية والدولية ، وتسابقها لمزيد من الهيمنة والسيطرة علي مفاصل وخيرات ، وإرادة الأمة في العراق، سوريا ، ليبيا ، اليمن الذى كان ملقباً بالسعيد ، وفي القلب من ذلك تمادي إسرائيل فى ارتكابها المزيد من الجرائم العنصرية فى حق الشعب الفلسطينى.. وفي محاولة للتخفف من الضغوط ، جلست لمشاهدة إعادة مسلسل زيزينيا .. للرائع والمبدع الراحل أسامة أنور عكاشة وتصادف الحلقة المذاعة ….. تتضمن مشاهد “لعودة بعض المتطوعين من أبناء منطقة الزنانيري ” الشيخ عبد الفتاح و عزوز أبو شامة وزيارة الشيخ عبد الفتاح لمنزل الست نعيمة للاطمئنان علي أطفاله اللذان استودعهما …. لدي الست نعيمة والدة الدكتور فتحي مرسال …. الذى سبق له الذهاب الي فلسطين متطوعا لمقاتلة العصابات الصهيونية ، لمنع سقوط وضياع فلسطين ، والحوار الذي دار بين الدكتور فتحي ( ابن احد الوطنيين من أبناء حي الزنانيري ) مع الشيخ عبد الفتاح عند مغادرته منزل الست نعيمة .. وسؤاله ما هي أخبار فلسطين ؟ للاطمئنان علي مجريات الأمور والمهمة المقدسة التى ذهب من أجلها فتحى مع غيره من المتطوعين .. وكانت إجابة الشيخ عبد الفتاح الصادمة لفتحي وطموحه القومى ( بعنا فلسطين بعد ما بعنا الأندلس ….!!) والرواية تدور أحداثها فى 1948 ولكن ما أشبه الليلة بالبارحة مما طرح وبشكل مفزع .. من واقع الأحداث والتصرفات والأفعال وردود الأفعال .. وأصبح القديم .. الجديد لجريمة عمرها (71) عاماً .. بخلاف ما سبقها من تقسيمات ومؤامرات .. عرفها العرب .. ولم يعملوا فى مواجهتها بقدر ما علموا .. وتكمل الست نعيمة صاحبة الروح الوطنية ||.. لقد عملها الصهاينة ، ويرد عليها ابنها فتحى مرسال ( لكن إحنا كملنا الخيبة ) . وكان لوقع هذا الحوار على عقلى .. وتقديرى للأمور فى ظل ما تتعرض له القضية الفلسطينية من محاولة شطب .. وتصفية .. من خلال الاعتداء على ثوابتها .. القدس وحق العودة .. وتضييق الحصار على الشعب الفلسطينى من خلال سياسات القتل والهدم .. والاعتقال والحصار المالى من خلال قرصنة دولة الاحتلال ومطاردة الولاياتالمتحدة بإداراتها المختلفة للشعب الفلسطينى ، وحقوقه .. وفى مواجهة كل العرب بما سبق طرحه فى قمتهم ببيروت 2002 ما سمى بالمبادرة العربية التى لم يلتفت لها العدو الصهيونى .. وراعيته الولاياتالمتحدة .. ناهيك عن سياسات التضييق والمحاصرة التى يتعرض لها أبناء الشعب الفلسطينى فى المهاجر واللجوء .. ودفعهم إلى الهجرة .. ومن لجوء إلى لجوء .. ومعهم حلم العودة إلى أرض الآباء والأجداد ، من العراق بفعل من جاءوا من طهران صاحبة فيلق وجمعة القدس على الدبابة الأمريكية التى تحاصر إيران .. بعد أن سلمت العراق لرجال طهران .. ومن ليبيا .. بعد ان دمرتها قوات النيتو لتحريرها من القذافى باعتبار ليبيا أرضاً أوروبية .. وفى سوريا اختلف كل الأضداد على كل شئ .. ولكن اتفقوا على تدمير سوريا .. وتشريد شعبها ما بين النزوح واللجوء وفى القلب منه شعب فلسطين الذى كتب عليه اللجوء القصرى .. بفعل الجريمة الصهيونية .. المخطط لها والمنفذة من قبل القوى الاستعمارية القديمة الحديثة .. ومؤخراً .. الإجراءات التعسفية ضد العمالة الفلسطينية .. باعتبارها عمالة أجنبية فى البلدان العربية .. ذهبت بإرادتها للعمل والتكسب ، ولم يكتب عليها اللجوء قصراً .. بالدم والنار وتجاهل الأشقاء .. وتتم كل هذه الإجراءات فى ظل الترويج للتوطين .. المدفوع الثمن من ما طرحه كوشينر صهر ترامب ورئيس الفريق الأمريكى الصهيونى لرعاية إسرائيل والقضاء على كل ما هو فلسطينى .. من خلال صفقة القرن التى يروج لها من قبل الإدارة الأمريكية وبعض العرب ، وآخرها أحد حلقات المؤامرة ما سمى بورشة المنامة .. بمشاركة أطراف عربية فى الترويج للوهم الأمريكى .. وكوشنير يقرع مسامعهم .. بموت ما يسمى بالمبادرة العربية ( الأرض مقابل السلام ) ، وتأتى عبارات صاغها المبدع أسامة أنور عكاشة فى ظل انعقاد ما وصف (بمنتدى غاز شرق المتوسط ) الذى عقد مؤخراً بالقاهرة .. الذى عقد تحت عنوان انه بعد اكتشافات الغاز بها فى السنوات الأخيرة ، الأمر الذى يفتح آفاق التعاون بين دول المنطقة فى مجال الطاقة والغاز ، وتحويل الموارد الكامنة فى المنطقة لفرص استثمارية حقيقية لصالح الشعوب والأجيال القادمة .. وبمشاركة إسرائيل التى اغتصبت كل ماهو فلسطينى وجعلت حياة الفلسطينين إلى جحيم دائم .. وتمنع لبنان من استغلال ثروته ، وفى الوقت الذى لجأت القيادة الفلسطينية .. بعد ما طال الصبر على الاعتداءات والتهديدات الصهيونية على المؤسسات والقيادات والأفراد .. والحجر والبشر .. إلى إلغاء الاتفاقيات الموقعة مع الجانب الصهيونى .. فى ظل صمت عربى .. وهذا ما أعلنه مجلس الوزراء الفلسطينى – تنفيذاُ لقرار سابق للهيئات القيادية الفلسطينية ، فلسطينالمحتلة المحاصرة تقاطع السيد الأمريكى ، والأطراف العربية .. تتحدث عن التحالف الاستراتيجى مع السيد الأمريكى ، القيادة الفلسطينية التى تعيش على ويلات الاحتلال والاعتداءات .. تعلن عن وقف العمل بالاتفاقيات الموقعة مع الاحتلال بعد أوسلو .. والعرب يتحدثون عن التطبيع والسلام مقابل السلام .. والتحالف مع العدو الصهيونى فى مواجهة الخطر الإيرانى المزعوم .. هل حقاً باع العرب فلسطين وشعبها ؟!