أثار إعلان الهيئة الوطنية المصرية للإعلام برئاسة «حسين زين»، عن توقيع بروتوكول تعاون يتيح لمنصة Watch it الرقمية الالكترونية الخاصة احتكار وتسويق أرشيف وتراث التليفزيون المصري،، حالة من الجدل فى الوسط الاعلامى والفنى، حيث يعتبر هذا هو التعاون الثانى بين الهيئة والشركة المتحدة للخدمات الإعلامية برئاسة «تامر مرسي»، والمالكة لمجموعة إعلام المصريين، ومجموعة دي ميديا الإعلامية، حيث يقضي بإتاحة المحتوى الذي أنتجه أو سوف ينتجه التلفزيون «حصريا»ً على هذه المنصة الالكترونية والتي أطلقتها الشركة المتحدة للخدمات الرقمية قبل بدء شهر رمضان، ووفقا للبروتوكول فإن التطبيق الجديد سيحصل على حقوق البث الحصري لمكتبة التليفزيون،وتستحوذ الشركة مالكة التطبيق على عدد من القنوات الفضائية المصرية التي تسيطر على الإنتاج الدرامي والتليفزيوني، من خلال تطبيق Watch it، لإذاعة الإنتاج الدرامي فى رمضان مقابل اشتراك شهري. من جهته، حاول «حسين زين»، رئيس الهيئة، شرح وتوضيح الموقف بشكل افضل،حيث اكد أن البروتوكول هو جزء من مسؤوليتهم نحو حماية حقوق المحتوى الإعلامى المصري، وإعادة تقديمه بطرق حديثة تعظم عوائده،وهو نفس ما اشار اليه « تامر مرسى»، رئيس مجلس إدارة مجموعة المتحدة للخدمات الإعلامية، فى بيان صحفى اصدره مؤخرا، فقد ذكر إن شركات إنتاج المحتوى العالمية، أو القنوات المتخصصة فى مختلف المجالات اتجهت إلى حماية حقوق الملكية الفكرية للمحتوى من خلال منصات رقمية مثل منصة Watch iT وبصورة حصرية. وتباينت ردود الفعل حول الصفقة، ما بين مؤيد ومعارض، فقد اكد رئيس الاذاعة الاسبق، «حمدي الكنيسي»،، أن هذا لم يكن له أي تأثير سلبي على قناة ماسبيرو زمان، وتراث الإذاعة، مشيراً إلى انها خطوة جيدة لتنظيم حقوق بثه الإلكتروني، وأن تحصل الهيئة على مقابل ذلك، بدلا من سرقته عبر كثير من منصات القرصنة، دون سيطرة من أحد، مشددًا على انه من أنصار حقوق الملكية الفكرية وبالتأكيد لم يكن فى العقود القديمة إشارة لحقوق النشر الرقمي، وهذه المسألة يمكن أن ينظمها القضاء، والهيئة ستلتزم بقرار القضاء فى هذه النقطة، موضحا ان هناك أوجه استفادة عدة ستكون من نصيب أرشيف التليفزيون بواقع هذه الاتفاقية، والتي ستعمل على وضع قيود صارمة أمام سارقي المحتوى عبر المنصات المُختلفة، بشكلٍ يُسهم فى إهدار ملايين الجنيهات، لصالح «ماسبيرو»، إذ كانت هناك العديد من القنوات الفضائية كانت تستخدم بعض الأعمال التليفزيونية سواء أفلام أو مسلسلات أو لقطات، دون وجه حق، فضلًا عن وجود قنوات التي تُنصف «بير السلم» تستنزف هذه المواد الأرشيفية كنوعٍ من السرقة المُباشرة، وكذلك تدشين قنوات عشوائية عبر موقع الفيديوهات الشهير «يوتيوب»، بشكلٍ ينتهك حقوق الملكية، ويحصدون منه ملايين الجنيهات دون أحقيتهم للمحتوى من الأساس. ومن ابرز المعارضين، الشاعر الغنائي «أيمن بهجت قمر»، والذى علق على الاتفاق عبر صفحته الشخصية على فيسبوك،بالتحذير من إتمامه،مؤكدا على انه وكل أبناء المؤلفين القدامى والمبدعين لم يتنازلوا عن حقوق الديجيتال الخاصة بكل أعمال آبائهم، وأي بيع أو اتجار فيها من خلال أي أبليكيشن أو موقع سيتم اتخاذ جميع الإجراءات القانونية، وساندته فى الرأى، أميرة سيد مكاوي فى منشور لها على فيسبوك، قائلة : « تراث ماسبيرو إنتاج الدولة، يعني ملك الشعب، وليس ملك أي شخص آخر»، مضيفة هل يجوز توقيع اتفاق يتضمن الاستحواذ على حق البث الإلكتروني دون إذن من أصحابه؟، مشددة على رفضها الاتفاق كمواطنة وابنة مبدع، وهناك من يرى ان انتاج التليفزيون والذى تعرضه» ماسبيرو زمان» حق للجميع،واذا كان مطلوب تطويره فيكون من خلال ماسبيرو زمان نفسها بدلا من الاتفاق مع شركة خاصة، الامر الذى يعكس مشكلة ما فى تفكير مسئولى ماسبيرو فى التطوير والاستثمار، وفقا لما أعلنه السيناريست «عمرطاهر»، والذى يرى ان التراث لا يجب أن يخرج من مكانه، مؤكداً أن استغلال المادة الأرشيفية يمكن أن يتم عبر بيع حق بث أجزاء منها بالدقيقة، كما تفعل المحطات العالمية التي تبيع حق استغلال الدقيقة لمرة واحدة بمئات الدولارات.