سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
100 مليار دولار تجنيها العصابات سنويًا.. و 50 مليون طفل فروا من الحروب :ننشر تقرير “مافيا الإتجار بالبشر” الذي فاز بمسابقة منظمة العمل الدولية بالقاهرة
حصل الزميل محمد خيرالله، محرر شئون القوى العاملة والهجرة، في بوابة الأهرام الإلكترونية، على جائزة أفضل تقرير صحفي في مسابقة التميز الإعلامي التي نظمتها منظمة العمل الدولية، وذلك للمرة الثانية على التوالي.وجاء تكريم “خيرالله” في المسابقة عن تقرير تحت عنوان “مافيا الاتجار بالبشر.. 100 مليار دولار تجنيها العصابات سنويًا.. وتقارير: 50 مليون طفل فروا من الحروب”..كان مكتب منظمة العمل الدولية بالقاهرة قد نظم مؤتمرا صحفيا بحضور وزير القوى العاملة محمد سعفان، وتم إعلان أسماء الفائزين في المسابقة التي نظمتها منظمة العمل الدولية تحت عنوان “التناول اﻹعلامي التوعوي للهجرة غير النظامية”. وسلم محمد سعفان وزير القوى العاملة، وإريك أوشلان القائم بأعمال مدير مكتب منظمة العمل الدولية بالقاهرة، شهادة تقدير لمحرر بوابة اﻷهرام ﻷفضل تقرير صحفي في الصحافة الإلكترونية…وتنشر الأهالي نص التحقيق “الفائز” . ========================================== ** مافيا الاتجار بالبشر.. 100 مليار دولار تجنيها العصابات سنويًا.. وتقارير: 50 مليون طفل فروا من الحروب - الإعلانات - “حيرة وقلق يجتاحان عقل كل سيدة تترقب مصير مجهول لزوجها أو نجلها أو قريب تركها وذهب إلى ظلمات أمواج البحر الهائج بحثًا عن “لقمة العيش”. نتيجة حتمية تنتظرها تلك المرأة في شغف، بعد أن اتخذ – ممن تربطه بها صلة القرابة – قراره بتخطي الحواجز، وغض الطرف عن القوانين المنظمة، حتى يدق هاتفها برقم مجهول يطالبها بتسلم جثمانه ملفوفًا بعلم مصر داخل صندوق خشبي، عاد لموطنه دون تحقيق أهداف تذكر، ليبقى ملف الهجرة غير الشرعية، أو الاتجار بالبشر، القضية الأهم ضمن ملفات أخرى تواجهها الدولة ويراها البعض أنها ضمن قضايا الأمن القومي. دموع أم: كانت تجلس دامعة العينين تبكي فقيدها الصغير، تتذكر كيف استقبلت جسده المبلل وملابسه الممزقة، بعدما غرق أثناء محاولته الهجرة في مركب صغير لخارج البلاد بحثًا على الرزق. ظلت “أم أحمد” تجلس ليالي طويلة أمام البحر تشكي فقيدها، وتدعو الله أن يعيده إليها حتى تكرم مثواه، بعد غرقه في حادث مركب رشيد، الذي راح ضحيته المئات، باكية حين يجول بخاطرها كلمات ابنها الذي رغب بجمع الأموال كما فعل أصدقاؤه ممن سبقوه إلى الضفة الثانية من المحيط. تحكي “أم أحمد” عن مأساة زوجها، وسوء حظه بالعمل الذي أضطر إلى تركه وتضررت حالتهم المادية على أثره، وحين قرر صغيرها السفر استدانت الأسرة لتجمع له ثمن التأشيرة، ولم تكن تعلم أنه سيذهب بعيدًا عنها، ولن يعود إلى أحضانها مرة أخرى، وانهارت باكية، قائلة: متخيلتش إني هستلم ابني جثة أكلها سمك البحر”. صدمة أرملة: لم تكن تعلم الفتاة العشرينية أن فلذة كبدها سيواجه مصيرًا مجهولًا، ليفارق حضنها ويقع فريسة بين أيدي تجار الأعضاء البشرية، بعد أن اضطرته الظروف لترك مدرسته ليعمل “صبي ميكانيكي” داخل ورشة لم يكن يعلم أنها غطاء لتاجر أعضاء بشرية. قام صاحب الورشة بنسج الخيوط حول الطفل – الذي لم يتعد عمره ال 8 سنوات – حتى فرق بينه وبين أمه، لتكون نهايته بين أيدي تجار الأعضاء البشرية. مكافحة الهجرة غير الشرعية: “أهلك .. حلمك .. حياتك .. لا للهجرة غير الشرعية”.. شعار حملة أطلقتها اللجنة الوطنية التنسيقية لمكافحة ومنع الهجرة غير الشرعية والاتجار بالبشر، والمنظمة الدولية للهجرة في مصر، منذ عدة أشهر؛ لمكافحة الظاهرة التي تصنف عالميًا ب “الاتجار بالبشر”، في محاولة منهم لمحاربتها وتجفيف منابعها. تقول السفيرة نائلة جبر رئيس اللجنة الوطنية التنسيقية لمكافحة ومنع الهجرة غير الشرعية والاتجار بالبشر، التابعة لإشراف مجلس الوزراء: ” إن ملف الاتجار بالبشر وخاصة الهجرة غير الشرعية يمثل تحديًا إنسانيًا كبيرًا علينا مواجهته بكل قوة بالتعاون مع كافة الجهات المختصة لحماية شبابنا. وتؤكد”جبر”، أن الهجرة غير الشرعية وفقًا للتعريفات الدولية هي دخول المهاجر إلى بلد من خلال خرق القوانين، أوالمكوث ببلد بعد الفترة المسموح بها، وتوضح.. أسباب تلك الظاهرة كثيرة منها: الهروب من أعمال عنف أو نزاع مسلح أو استغلال جنسي أو ظروف اقتصادية. وتشير.. هجرة الشباب تعرضهم لممارسات استغلالية وإساءة المعاملة والاتجار فيهم، لافتة إلى أن 91% من الأطفال القصر الذين هاجروا إلى إيطاليا تعرضوا لأشكال من الاتجار أو الممارسات الاستغلالية الأخرى. وترى”جبر” أيضًا أن هناك حتمية لمعالجة الأسباب الجذرية التي تدفع الأطفال القصر إلى الهجرة غير الشرعية، وأن اللجنة الوطنية لمكافحة هذا النوع من الهجرة لديها استراتيجية وطنية 2016 – 2021 تتضمن رفع مستوى الوعي بمحافظات مصر بمخاطر الاتجار بالبشر وتقدم أيضًا سبل المنع والوقاية. “اللجنة تسعى أيضًا إلى إدراج مسألة الاتجار بالبشر في الأنشطة التعليمية، ودعم التنمية كأساس لمكافحة الاتجار بالبشر، وتعزيز التواصل مع برامج مكافحة الفقر والعدالة الاجتماعية”- حسب نائلة. وتضيف.. مصر تسعى إلى إنشاء مشروعات توفر آلاف فرص العمل للشباب بما يقضى على ظاهرة البطالة التي تعد سببًا رئيسيًا لدفعهم للمغامرات غير محسوبة، موضحة أن نسبة الفقر في المحافظات الأكثر تصديرًا للهجرة تصل إلى 36% في الفيوم، و30% في البحيرة، فيما تسجل محافظة كفر الشيخ 18%، وأن المشروعات التي تنفذها الدولة ستقلص من نسب الفقر والبطالة لأدنى مستوى بفضل الطفرة المتوقع تحقيقها والمردود الاقتصادي لها. انتهاك لحقوق الإنسان: أندريا دابيزي، خبير في ملف الاتجار بالبشر بالمنظمة الدولية للهجرة في مصر، يعلق هو الآخر : الاتجار بالبشر انتهاك صارخ لحقوق الإنسان، وله أشكال عديدة منها الاستغلال الجنسي والتسول ونزع الأعضاء وتجارة الأطفال، مشيرًا إلى أن مواجهة هذه القضية الخطيرة تحتاج تكاتف كافة أجهزة الدولة. يوضح “دابيزي”، أن تقارير منظمة الأممالمتحدة توصلت إلى أن 7 من 10 أشخاص يعبرون البحر المتوسط وليسوا لاجئين بسبب الحروب ولكنهم مهاجرون لأسباب اقتصادية، مشيرًا إلى أنه من بين هؤلاء الأشخاص من يتعرضون للاستغلال والتجارة بهم لأنهم في موقف ضعف. وبحسب الخبير- منظمة الهجرة الدولية تعمل في بلدان كثيرة من بينها مصر لمكافحة الاتجار بالبشر، لافتًا إلى أن المنظمة نجحت في مساعدة 7 آلاف من ضحايا الهجرة، من بينهم سيدات وأطفال. جريمة وطنية منظمة: أما المستشارة إنجي السمنودي، خبيرة بملف الهجرة غير الشرعية باللجنة الوطنية التنسيقية لمكافحة ومنع الهجرة غير الشرعية والاتجار بالبشر، فتشدد على أن الاتجار بالبشر جريمة وطنية منظمة وتحتل المرتبة الثالثة في الخطورة بعد جرائم السلاح والمخدرات، موضحة أن منظمة الأممالمتحدة قدرت حجم الأرباح التي تجنيها عصابات الاتجار بالبشر بنحو 100 مليار دولار على مستوى العالم في العام الواحد. وتؤكد: “ظاهرة الاتجار بالبشر ومن بينها الهجرة غير الشرعية، تبناها المجتمع الدولي لأنها جريمة تشمل العالم كله وليس مصر فقط، مشيرة إلى أنه تم وضع اتفاقيات دولية وإنشاء منظمات دولية لمكافحة هذه الجريمة”. “عملية الاتجار بالبشر تقوم بالأساس على استغلال الظروف المعيشية الفقيرة والوضع الاقتصادي السيئ للضحايا، ولكن مصر شاركت في الاتفاقيات الدولية وشكلت لجانًا تهتم بهذا الملف، كما تم وضع القانون رقم 64 لسنة 2010 الخاص بمكافحة الاتجار بالبشر، لكنه سيئ الحظ لأنه وضع وقت قيام ثورة يناير ولم ينتبه أحد له”- ما أضافته “السمنودي”. وتشير إلى أن أكثر جرائم الاتجار بالبشر التي تحدث في مصر تتمثل في بيع الأعضاء البشرية وزواج القصر وعمل الأطفال والهجرة غير الشرعية، مؤكدة أنه لابد من التنمية الاقتصادية ونشر أفكار استثمارية شبابية تقوم على أساس المشروعات الصغيرة ومتناهية الصغر لوأد تلك الجرائم. تقرير المنظمة الدولية للهجرة: وفقًا لتقارير صدرت عن المنظمة الدولية للهجرة في مصر، فقد بلغ عدد المصريين المهاجرين إلى إيطاليا في عام 2016 نحو 1.645، والقصر المصاحبين لذويهم 118، والقصر المنفردين 2.467. وتثبت التقارير أيضًا أن الطريق المركزي للبحر المتوسط وطريق غرب المتوسط يمثلان محكًا على المستويين الإنساني والسياسي حيث ‘نهما من الطرق الرئيسية التي تمر عبر شمال إفريقيا والبحر المتوسط إلى أوروبا، ومنذ عام 2015 وصل نحو 492.901 ألف من المهاجرين واللاجئين وطالبي اللجوء إلى أوروبا من هذين الطريقين، وبحلول الأسبوع الثالث من أكتوبر عام 2017 بلغ عدد الأفراد الذين وصلوا إلى إيطاليا وإسبانيا عبر الطريق المركزي للمتوسط 111.166 ألف شخص وعبر طريق غرب المتوسط 13.977 ألف شخص. وأشارت التقديرات، إلى نزوح 50 مليون طفل على الصعيد العالمي منهم ما يقدر بنحو 28 مليون طفل فروا من بلادهم بسبب العنف وانعدام الأمن، ويمثل الأطفال حاليًا نحو 17.9% من جملة المسافرين إلى إيطاليا عبر الطريق المركزي للمتوسط وفي عام 2016 بلغت نسبة الأطفال غير المصحوبين والمنفصلين عن ذويهم 92% من الأطفال الذين وصلوا عبر الطريق المركزي للمتوسط. احصائيات للمصريين المهاجرين حسب الفئة العمرية وذكرت التقارير أيضًا، أن نسبة من لقي حتفه منذ عام 2014 في مياه البحر المتوسط من المهاجرين واللاجئين وملتمسي اللجوء بنحو 15.190 ألف شخص، مما يدل على خطورة طريق البحر المتوسط الذي وصف بحاصد الأرواح، حيث إن 93% من جميع حالات الوفاة المسجلة حتى الآن وقعت في الطريق المركزي للبحر المتوسط. أطروحات واتفاقيات، ومساعٍ دولية تجاهد في محاربة رحلات الموت المحقق للهجرة غير الشرعية، فهل ستنجح تلك التوجهات أم سيظل حلم الهرب من الفقر والبطالة والبحث عن تأشيرة غرق هو الخيار الأقرب لشباب يبحث عن فرصة عمل؟… سؤال ننتظر إجابته خلال الأيام والشهور المقبلة. المصدر .. http://gate.ahram.org.eg/News/1643368.aspx