أقل من شهر.. جدول امتحانات الشهادة الإعدادية 2024 بمحافظتي القاهرة والجيزة    حى شرق أسيوط يزيل التعديات على مرسى نهر النيل ب«الدوان تاون»    من 8 ل12 ساعة.. قطع المياه عن عدة مناطق بمحافظة الدقهلية مساء السبت المقبل (تفاصيل)    الأسهم الأوروبية تنخفض عند الإغلاق مع استيعاب المستثمرين للأرباح الجديدة    بوتين يعلن اعتزامه زيارة الصين الشهر المقبل    الأهلي يختتم استعداداته لمباراة مازيمبي الكونغولي    موقف ثلاثي بايرن ميونخ من مواجهة ريال مدريد في دوري أبطال أوروبا    مباحث الفيوم تلقي القبض على المتهمين بإشعال النيران في فتاة بسبب خلافات الجيرة    طرح البوستر الرسمي لفيلم السرب    مسرح فوزي فوزي بأسوان يشهد احتفالات ذكرى تحرير سيناء    هالة صدقي: «صلاح السعدني أنقى قلب تعاملت معه في الوسط الفني»    تخصيص غرف بالمستشفيات ل«الإجهاد الحراري» في سوهاج تزامنًا مع ارتفاع درجات الحرارة    عضو بالشيوخ: ذكرى تحرير سيناء تمثل ملحمة الفداء والإصرار لاستعادة الأرض    بفستان أبيض في أسود.. منى زكي بإطلالة جذابة في أحدث ظهور لها    بالفيديو.. ما الحكم الشرعي حول الأحلام؟.. خالد الجندي يجيب    لماذا حذرت المديريات التعليمية والمدارس من حيازة المحمول أثناء الامتحانات؟    وزارة التموين تمنح علاوة 300 جنيها لمزارعى البنجر عن شهرى مارس وأبريل    فيديو.. مسئول بالزراعة: نعمل حاليا على نطاق بحثي لزراعة البن    الجيش الأردني ينفذ 6 إنزالات لمساعدات على شمال غزة    الكرملين حول الإمداد السري للصواريخ الأمريكية لكييف: تأكيد على تورط واشنطن في الصراع    أنطونوف يصف الاتهامات الأمريكية لروسيا حول الأسلحة النووية بالاستفزازية    "أنا مشجع كبير".. تشافي يكشف أسباب استمراره مع برشلونة    عامل يتهم 3 أطفال باستدراج نجله والاعتداء عليه جنسيا في الدقهلية    الأهلى يخسر أمام بترو الأنجولي فى نصف نهائى الكؤوس الأفريقية لسيدات اليد    المغرب يستنكر بشدة ويشجب اقتحام متطرفين باحات المسجد الأقصى    تشكيل الزمالك المتوقع أمام دريمز الغاني بعد عودة زيزو وفتوح    يمنحهم الطاقة والنشاط.. 3 أبراج تعشق فصل الصيف    في اليوم العالمي للملاريا.. أعراض تؤكد إصابتك بالمرض (تحرك فورًا)    6 نصائح لوقاية طفلك من حمو النيل.. أبرزها ارتداء ملابس قطنية فضفاضة    سبب غياب حارس الزمالك عن موقعة دريمز الغاني بالكونفيدرالية    استجابة لشكاوى المواطنين.. حملة مكبرة لمنع الإشغالات وتحرير5 محاضر و18حالة إزالة بالبساتين    دعاء يوم الجمعة.. ساعة استجابة تنال فيها رضا الله    تشيلي تستضيف الألعاب العالمية الصيفية 2027 السابعة عشر للأولمبياد الخاص بمشاركة 170 دولة من بينهم مصر    بيان مشترك.. أمريكا و17 دولة تدعو حماس للإفراج عن جميع الرهائن مقابل وقف الحرب    دعاء الاستخارة بدون صلاة .. يجوز للمرأة الحائض في هذه الحالات    مدرب صن دوانز: الفشل في دوري الأبطال؟!.. جوارديولا فاز مرة في 12 عاما!    مصادرة 569 كيلو لحوم ودواجن وأسماك مدخنة مجهولة المصدر بالغربية    إصابة سيدة وأبنائها في حادث انقلاب سيارة ملاكي بالدقهلية    جامعة حلوان توقع مذكرتي تفاهم مع جامعة الجلفة الجزائرية    رد فعل غير متوقع من منة تيسير إذا تبدل ابنها مع أسرة آخرى.. فيديو    تحرير 498 مخالفة مرورية لردع قائدي السيارات والمركبات بالغربية    طريقة عمل مافن الشوكولاتة بمكونات بسيطة.. «حلوى سريعة لأطفالك»    ضبط عامل بتهمة إطلاق أعيرة نارية لترويع المواطنين في الخصوص    محافظ كفر الشيخ يتابع أعمال تطوير منظومة الإنارة العامة في الرياض وبلطيم    "ميناء العريش": رصيف "تحيا مصر" طوله 1000 متر وجاهز لاستقبال السفن بحمولة 50 طن    أمين الفتوى لزوجة: اطلقى لو زوجك لم يبطل مخدرات    مشايخ سيناء في عيد تحريرها: نقف خلف القيادة السياسية لحفظ أمن مصر    مستقبل وطن: تحرير سيناء يوم مشهود في تاريخ الوطنية المصرية    أبطال سيناء.. «صابحة الرفاعي» فدائية خدعت إسرائيل بقطعة قماش على صدر ابنها    محافظ قنا: 88 مليون جنيه لتمويل المشروعات الصغيرة ومتناهية الصغر خلال العام الحالي    فن التهنئة: استقبال شم النسيم 2024 بعبارات تمزج بين الفرح والتواصل    هيئة الرعاية بالأقصر تعلن رفع درجة الاستعداد تزامنا مع خطة تأمين ذكرى تحرير سيناء    معلق بالسقف.. دفن جثة عامل عثر عليه مشنوقا داخل شقته بأوسيم    حدث ليلا.. تزايد احتجاجات الجامعات الأمريكية دعما لفلسطين    الفندق عاوز يقولكم حاجة.. أبرز لقطات الحلقة الثانية من مسلسل البيت بيتي الجزء الثاني    الاحتفال بأعياد تحرير سيناء.. نهضة في قطاع التعليم بجنوب سيناء    أحمد موسى: مطار العريش أصبح قبلة للعالم وجاهز لاستقبال جميع الوفود    الزكاة على أموال وثائق التأمين.. الإفتاء توضح أحكامها ومتى تجب    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الثقافة فى البحيرة بلا منشآت أو اعتمادات مالية.. مكافأة عضو الفرق الفنية10 جنيهات فى العرض!.. و38 موقعًا ثقافيًا يبحث عن أماكن للنشاط
نشر في الأهالي يوم 16 - 07 - 2018

تمتلك البحيرة مقومات هائلة لعمل ثقافى واسع التاثير، بالاضافة الى تاريخ ممتد وتراث حضارى كبير واسماء مضيئة فى كل مجالات الثقافة والفن وحركة ثقافية وادبية لم تبدأ بمقهى المسيرى الشهيرفى الأربعينيات او بظاهرة أدباء الرصيف فى الستينيات لكنه تسبق ذلك بكثير وتتعدد جوانبها بين الادب والفن الشعبى والمسرح والموسيقى العربية تلك المحافظة التى قدمت لمصر رموزا ثقافية وفنية عديدة منها محمد عبد الحليم عبد الله وامين يوسف غراب واسماعيل الحبروك وفاروق جويدة ومحمد صدقى وتوفيق الحكيم ومحمد نوح وكارم محمود ومحمد عبد المطلب هى حتى الان لا تزال تقدم عقولا قادرة على الابداع شريطة ان يتوفر المناخ الثقافى الذى يسمح بذلك.. البحيرة رغم كل تلك المقومات صارت تعانى مؤخرا من عدة ازمات فنية وثقافية فى اطار العمل الثقافى الرسمى – رغم امتلاك مدينة دمنهور بنية ثقافية هائلة منها مكتبة مصر العامة ومركز الابداع الفنى اضافة الى دار الاوبرا – الا ان بقية مدن وقرى المحافظة تخلت من اى مقومات للعمل الثقافى.
ويؤكد محمد مصطفى البسيونى مدير فرع ثقافة البحيرة، ان المحافظة تمتلك 38موقعا ثقافيا لا يوجد بينها مكان يصلح لتقديم خدمة ثقافية سوى قصر ثقافة المحمودية بينما نلجأ فى بقية المواقع الى التعاون مع مراكز الشباب مضيفا انه يوجد تحت الانشاء قصور للثقافة فى دمنهور ووادى النطرون وابو المطامير. ويضيف البسيونى، ان البحيرة تمتلك 9 اندية أدب و4 فرق للمسرح وفرقتين للموسيقى العربية وفرقتين للفنون الشعبية.
وحول انشطة الفرق الفنية، يؤكد احمد عبد الناصر مدير المكتب الفنى لفرع الثقافة ان الفرق شهدت تراجعا وهى الان فى حالة اعادة بناء من جديد، مشيرا الى الفرقة القومية للفنون المسرحية التى تحقق نجاحات كبيرة رغم الظروف الصعبة التى تواجهها والتى من اهمها عدم توفير مكان لاقامة بروفاتها مما اضطرهم الى اللجوء لإحدى قاعات الأفراح لعمل بروفة بعد رفض المسئولين منح مسرح قاعة مجمع دمنهور الثقافى التابع للمحافظة.
ويضيف عبد الناصر، ان فرق الموسيقى والفنون الشعبية تواجه نفس المشكلة منذ اكثر من عامين، مشيرًا الى استضافة مكتبة مصر العامة لموظفى قصر ثقافة دمنهور بعد اخلاء القصر الذى كان فى سينما النصر الصيفى واعادة بناء فرع ثقافة البحيرة.
تمتلك محافظة البحيرة، واحدة من اعرق الفرق القومية للفنون الشعبية، والتى أنشأها وجيه اباظة محافظ الاقليم، فى الستينيات واحتلت الفرقة مكانة عالمية طوال العقود الماضية وكانت سفيرا رئعا للفن المصرى وجابت دول العالم تقدم العروض وحصلت على جوائز دوليه عديدة. والآن تبدلت الاحوال وتراجع الاهتمام الرسمى بالفرقة، مما ادى الى تردى اوضاعها واكد اعضاؤها ان اللائحة المالية للفرق الفنية تحتاج الى اعادة نظر والتى تقضى بان مكافأة عضو الفرقه عن البروفة او العرض 10جنيهات وإجمالى ما يحصل عليه الراقص او الممثل 120 جنيها شهريا. فى الوقت الذى تراجع تماما الدعم المقدم من المحافظة، وطالب أعضاء الفرق الفنية باعادة دعم المحافظة للثقافة الى سابق عهدها خاصة وان تقليدا كان قائما لسنوات طويلة بتخصيص 1% من حصيلة صندوق الخدمات لدعم الانشطة الفنية والثقافية. ولايتوقف الامر عند فرقة الفنون الشعبية، بل يمتد الى فرقة الفنون المسرحية صاحبة التاريخ الطويل والتى فقدت القدرة على تحقيق نفس التألق والتوهج بسبب نقص الامكانيات.
ويؤكد الناقد والمترجم سيد إمام، أن الثقافة فى البحيرة جزء من حالة التردى العام الذى يطال كل مناحى الحياة فى مصر الآن حيث تسيطر أجواء المحسوبية وعدم التقدير الصحيح للدور الذى يمكن أن تلعبه الثقافة فى حياة الجماهير، والغياب التام لثقافة الاستنارة التى دشنها رواد كبار مثل طه حسين ولطفى السيد وسلامة موسى وقاسم أمين، لكى تحل محلها الثقافة البدوية المتخلفة المعادية للعصر الوافدة من شبه الجزيرة العربية، مشيرا الى انه فى دمنهور مثلاً دار أوبرا- هى إحدى دور ثلاث فى عموم مصر- ولك أن تتصور أن مجلس إدارتها لا يضم أحداً من رموز المدينة الثقافية فى الوقت الذى يضم فيه من ليس لهم علاقة باى عمل ثقافى طوال حياتهم واشار امام بان الأمر مقصود بالطبع!! أيضاً مكتبة دمنهور التى يضم مجلس إدارتها أشخاص لا ذكر لهم على الإطلاق و دون أن يضم مجلس إدارتها – أيضاً – ولو واحداً فقط من رموز الثقافة فى المدينة، وهى رموز معروفة على مستوى الوطن ككل مؤكدا ان الأمر ليس صدفة على أى حال!. وأضاف إلى هذا كله إيمان متجذر لدى المسئولين جميعاً و بلا استثاء يرى فى الثقافة نشاطاً هامشياً لا يتوجب الالتفات إليه. وتابع الناقد الكبير قائلا: إن البحيرة أحد أقاليم مصر المهمة الغنية بموارده المادية ومواهبه الإبداعية معاً. لقد عاشت البحيرة، شأنها شأن الوطن فى مجمله تقلبات ثقافية متنوعة، وكانت فى بعض لحظات تاريخها، عبر منتدياتها المتعددة، إنعكاساً لثقافة الوطن السائده ولا سيما معاركه الأدبية بين جيل التقليديين وجيل المحدثن، الثورة الرومانسية التى حمل لواءها أحمد زكى أبو شادى و خليل مظران و ابراهيم ناجى، مدرسة الديوان التى حاولت تخليص الشعر العربى من بعض قيوده و الخروج على المألوف الشعرى الذى كانا سائداً فى ذلك الوقت، المعارك التى خاضها طه حسين مع الأزهر و الثورة التى أحدثها نشر كتاب "فى الأدب الجاهلى" و ما تلاه من تبعات لا تزال آثارها باقية إلى الآن.. محمود تيمور و محمود البدوى و أمين يوسف غراب و ريادتهم لفن القصة القصيرة.. كانت قهوة المسيرى هى المنتدى الأهم فى الأربعينيات و الخمسينيات التى تدار فيها المعارك الأدبية بين المؤيدين للتقليد و أنصار التجديد. كانت القهوة ملتقى لكبار الأدباء حيث حل ضيفاً عليها الكثير من رموز الثقافة فى مصر، و دارت بين راعيها عبد المعطى المسيرى مراسلات و محاججات مع بعض هذه الرموز و على رأسهم طه حسين الذى كتب بنفسه مقدمة العمل القصصى الوجيد الذى جادت به قريحة صاحب المقهى. تلا ذلك حالة من الركود الشديد بعد موت المسيرى و تفرقت أنشطة المقهى على عدة بؤر صغيرة لعل أهما ما يعرف بجماعة أدباء الرصيف التى كانت تضم مجموعة من الزجالين والتى لم تكن عدوى التجديد قد طالتهم بعد، حيث كان أغلب أعضائها من الأميين.. كان أعضاء الجماعة يتداولون فيما بينهم، و يجتروا بلا انقطاع موروث الأدب الشفاهى بكل مفرداته التى ورثوها عن الآباء. واضاف إمام، أنه فى السبعينيات ظهر جيل جديد منفتح على تراث الحداثة قرأ أدونيس و صلاح عبد الصبور و حجازى و عفيفى، واطلع على سارتر و جويس وتى إس إليوت وباوند وبيكيت وجورج شحادة و همنجواى وفوكنر وأداموف. كانت تلك هى اللحظة الأهم بعد لحظة المسيرى بكل تأكيد، وقاد هذه الحركة ثلاثة شبان: ابراهيم العشرى وصلاح اللقانى والسيد إمام. وسرعان ما انقلب الحال واختفى أنصار المعسكر التقليدى دون ضجة تذكر. لقد أصابتهم معارف الحداثة فى الصميم، و كانت أسلحتهم القديمة فى الجدل و الحجاج قد صدئت من فرط العادة و التكرار.
واصلت هذه الحركة عملها الى أن حانت فرصة التسعينيات وما تلاها حيث أصبحت دمنهور للمرة الثانية ساحة لاستقبال المجددين فى الشعر و القصة. استقبلت مثلاً إيمان مرسال وأحمد يمانى ومجدى الجابرى ومحمود الحلوانى وياسر عبد اللطيف ومسعود شومان..ثم حلمى سالم وجمال القصاص ورفعت سلام وماجد يوسف ويسرى العزب ومحمود عوض عبد العال وأحمد عبد المعطى حجازى من بين آخرين. و توجت هذه المرحلة باستضافة مؤتمر أدباء مصر فى الأقاليم الذى حضره فاروق حسنى و تولى رئاسته المفكر الكبير عبد الوهاب المسيرى وشهد فعالياته الدكتور أسامة الباز المستشار السياسى للرئيس فى ذلك الوقت.. شهدت هذه اللحظة أيضا أربعة مؤتمرات كبرى باسم البحيرة هى على التوالى: مؤتمر على الجارم، مؤتمر محمد عبد الحليم عبد الله، مؤتمرأمين يوسف غراب انتهاءً بمؤتمر محمد يوسف القعيد. ويشير إمام، إلى أن التاريخ الأدبى والثقافى له إيقاع تماماً مثل موج البحر، مرة فوق ومرة تحت..مرة تصطخب فيه الأمواج و مرة تهدأ حد الموت.. هذا بالضبط ما حدث بعد موجة التسعينيات الصاخبة وما تلاها من أجواء. سيطر التقليديون الجدد وأمسكوا مرة ثانية بزمام الأمور. وما كان لهذا المناخ أن يدوم طويلاً، حيث ظهر على الساحة جيل جديد من المبدعين الجدد الذين تخرجوا من أجواء التسعينيات وما تلاها على رأسهم عمر الشيخ وسعيد عبد المقصود ومحمد خميس واصلوا موروث الحداثة، بل وما بعد الحداثة ولا سيما فى الشعر.. فضلاً عن جيل أخر تماس مع ثقافة العصر على رأسهم عمر مكرم وعماد عامر وبعضهم أصبح جزءاً لا يتجزأ من سياق قصيدة النثر المصرية حيث يمارسون إبداعاتهم المؤثرة بإخلاص شديد. ومن عباءة هذا الجيل أيضاً برز جيل أحدث على رأسه عمرو العزالى ونوال شلباية ومحمد القلينى. لقد تولى جيل الشيخ وسعيد عبد المقصود وبهجت صميدة مهمة وصل ما انقطع على يد التقليدين فتولوا – ومعهم المثقف الواعى محمود دوير- إقامة ثلاث فعاليات ضخمة فى مدينة دمنهور هى استضافة معرض الكتاب الدولى لأول مرة ثلاث مرات متتالية، و مواصلة معركة بناء قصر ثقافة دمنهور بالإضافة إلى العديد من الفاعليات فى مكتبة مصر التى يتولى إدارتها المجتهد أحمد هواش.
من جانبة قال لشاعر عمرو الشيخ ان العمل الثقافيّ فى البحيرة مثله مثل العمل الثقافيّ فى مصر ككل، وهو أنّه عديم الأثر خارج نطاق النخبة المبدعة المثقفة المصرية وذلك نابع من ان الدولة غير جادّة فى وضع خطط ثقافيّة حقيقيّة تؤثر فى صناعة وعي عام فى المجتمع.
وليس الأمر إلا مجرد فعاليات تقليدية تتم استجابةً للواجب الوظيفى الروتيني التكراري، لكن ليس لدينا خطاب ثقافيّ حقيقيّ يستطيع تشكيل فكر ثقافيّ حقيقي مستنير، أو التصدّي لفكر متطرف.
أن وزارة الثقافة فى مصر من خلال موظفيها تستغلّ إبداع بعض المبدعين المثقفين أساسا، فمثلا ينشرون إبداعات الأدباء فى النشر الإقليمي، ويقيمون العروض المسرحيّة والفنون الشعبيّة، ومعارض الفن التشكيلي، وكل هذا مجرد سوق ضيقة تعرض بضاعة المبدعين للمبدعين فقط، لكن أن تقوم مديريات الثقافة بدورها فى تثقيف غير المبدعين، أو تهتم بتسويق جيد لمنتجاتها فهذا لا يحدث ولا يشغل بال أي مسؤول أو مبدع ينتظر فتات المؤسسة. ويتسائل الشيخ هل حققت القوافل الثقافية التي تذهب إلى القرى شيئًا أكثر من سد خانات ورقية وظيفية تجعل الموظف يقول قمنا بعمل تسع قوافل مثلا مؤكدا ان الاجابة بالقطع لا، هل صنعت تلك القوافل وعيًا ما لأهل تلك القرى؟! بالقطع لامفاهيم وخطط وزارة الثقافة تحتاج إلى نسف شامل لاعتيادها الفشل ويكفيك نظرة على الشارع المصريّ لترى شبابا متأمركا بجينز مقطوع، أو جلابيب وهابيّة قصيرة، أو اضمحلال عقلي أقصى ما يتابعه أصحابه أغنيات المهرجانات.
ويشير الشيخ الى عدم قدرة وزارة الثقافة منع طوفان الثقافات الوهابية والتركية والغربية فى نفس توقيت انحسار الثقافة والهوية المصرية. و يضيف الشيخ ان من أهم المعوقات علاوة على انعدام التخطيط والرؤية والهدف. فقر التمويل بشكل مؤسف لا يليق بكرامة أي مبدع يتعامل مع المؤسسة، و الحذر الأمني الذي صار هاجسا لا يفارق مكاتب موظفى الثقافة فى عموم مصر.
ربما لو كان المسئول التنفيذي الأول فى محافظة ما كالبحيرة مهتما بالعمل الثقافى نلمس نتيجة ذلك ولنا فى الدكتور محمد سلطان محافظ البحيرة السابق، الأسوة الحسنة فكان داعما للعمل الثقافى بكل طاقاته موفرًّا له كل الإمكانات مادية وإدارية وأمنية من أجل ضمان نجاحه، وخير دليل على ذلك معرض دمنهور الأول للكتاب 2016 فى ولايته، هذا المعرض الذي بدأ كبيرا، ولكن للأسف مع رحيل د.سلطان إلى الإسكندرية واجه المعرض أزمات على رأسها سلبية وعدم اهتمام نادية عبده محافظ البحيرة الحالي التي لا تهتم إطلاقًا بأي عمل ثقافى اللهم إلا حضور جزء من افتتاحه. واشار الشاعر، إلى ان معوق آخر شديد الغرابة والأهميّة ألا وهو المبدعون أنفسهم وخاصة الأدباء، أو قل معظم الأدباء إذ من الصعب أن يذوبوا فى خدمة عمل جماعي ما، فإما الاستفادة المباشرة، والظهور فى لقطات الوجاهة وإما المقاطعة أو التعويق أو التشنيع.
مؤكدا إن بصيص النور يبقى فرديًّا كبعض شباب مديرية ثقافة البحيرة، وشباب مكتبة مصر العامة بدمنهور وإدارتها المخلصة المستنيرة، وبعض المبدعين الذين تركوا بصمات مضيئة فى تاريخ البحيرة، مما يعني أن أي عمل ثقافى ناجح فى البحيرة هو وليد جهد أفراد تصادف وجودهم متعاصرين سواء كانوا مسؤولين أو مبدعين.
من جانبه قال الشاعر بهجت صميدة، إن الثقافة فى البحيرة جزء من كل فهي تتبع الهيئة العامة لقصور الثقافة ولا تتحرك إلا بأمرها، وبميزانيتها الضعيفة المخجلة؛ مما يعطل كثيرًا من الأنشطة، ويبدو أن ذلك مريح لكثير من الموظفين سواء فى القاهرة أو فى الأقاليم.
وبالنسبة للعمل للثقافة فى البحيرة، فالموظفون بها ككل البشر فيهم المحب لعمله الحريص عليه، وفيهم من لا يدرك خطورة دوره وأثر الثقافة فى المجتمع، لكنني بصفة عامة لا ألومهم ؛ فهم ليسوا الدرجة الأولى ولا حتى الثانية فى سلسلة متصلة من التقصير. واشار صميدة، الى غياب الرؤية لدى الهيئة العامة لقصور الثقافة حتى مع رئيسها الجديد أحمد عواض الذي لم نسمع له حسًا ولا خبرًا ولم نرَ له حسنة رغم ما قيل وقت توليه المنصب نهاية العام الماضي عن رؤيته المغايرة، والتفاؤل بقدومه، ورغبته الأكيدة فى التجديد لكنها للأسف كلمات لا يحاسب عليها أحدٌ أحدًا ويذكرني ذلك بالنكتة الشهيرة " إن المحاسبة فى مصر ليست موجودة إلا فى كليات التجارة.
واضاف صميدة أن البحيرة تشهد نهضة أدبية بارزة تتمثل فى العديد من الأمور منها: فوز عدد كبير من مبدعيها بجوائز على مستوى مصر والعالم العربي، وإصدار العديد من الأعمال الإبداعية والنقدية والمترجمة المهمة، وكذلك فى إقامة معرض دمنهور للكتاب فى دوراته الثلاث بما أحدثه من تحريك للمياه الراكدة. لكننا نؤكد أن ما وصل إليه الأدباء والكتاب فى المحافظة كان بجهودهم الفردية، ولكي تقوم الثقافة بدورها الحقيقي فهي بحاجة إلى ميزانية حقيقية ووعي بخطورة دورها وأظن أن الميزانية والوعي وجهان لعملة واحدة ولن يحدث عمل حقيقي دونهما، ولابد أن يدرك الجميع أن الثقافة قاطرة التنمية البشرية، أو هكذا يجب أن تكون.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.