كتب محمد صفاء الدين: في ظل عدم انتشار الوعي الأثري والتاريخي، ومع امتلاء مصرنا الحبيبة بالتاريخ والحضارة وكثير من الأماكن والتراث والحكايات التي تدور حولها القصص قررت جريدة الأهالي، التابعة لحزب التجمع الوطني التقدمي الوحدوي، أن تنشر كل يوم حكاية عن تاريخ مصر المشرف وقصص الأماكن التي يزورها الكثير من المواطنين دون أن يكون لديهم معرفه بقصتها. "جامع أحمد ابن طولون" أو المسجد الطولوني يعد ثالث أقدم المساجد في مصر،وهو أحد المساجد الأثريّة الشهيرة بالقاهرة. أمر ببناؤه أحمد بن طولون مؤسس الدولة الطولونية سنة 263ه/877م، حيث قام ببناء عاصمة جديدة بمصر أطلق عليها اسم القطائع، وأمر ببناء قصره الضخم، ثمّ داراً للإمارة، وملعب، ومستشفيات، وبيوت، وجامع ضخم وهو جامع أحمد بن طولون الذي يعد نموذجاً فريداً في العمارة الإسلامية ودليلًا قوياً على ازدهار الحضارة الإسلامية في مصر بالعصر الطولوني، تلك الفترة التي استطاع ابن طولون تحويل مصر من ولاية تابعة للخلافة العباسية إلى دولة ذات حكم ذاتي. يرجع سبب بناء هذا المسجد هو شكوى المصليين من ضيق مسجد العسكر ( الذى زال مع زوال مدينة العسكر والتي كانت تشغل حي زين العابدين "المدبح" حاليًا) ، حيث قام ابن طولون بإقامة هذا المسجد في عام 876 م، ودامت فترة بنائه حوالي سنتين وتم بناء المسجد على مساحة حوالي ستة فدادين، فوق جبل يسمى يشكر، وسط مدينة القطائع، في دولة مصر، حيث كلف بناءه ما يقارب المائة وعشرين ألف دينار، وتمت مراعاة الجوانب الهندسية أثناء بنائه حيث ينفرد بمئذنة معمارية فريدة، وتكاد تكون الوحيدة في العالم الآن على هذا الشكل، كما تعتبر المئذنة الوحيدة في مصر ذات السلم الخارجي، وهى مكونة من 4 طوابق وبنيت على طراز ملوية مسجد سامراء بالعراق، ويبلغ ارتفاعها عن سطح الأرض 40.44م.