تحقيق: دنيا القليبى احتفل العالم فى شهر اكتوبر الماضي باليوم العالمي للغذاء، تحت رعاية منظمة الأغذية والزراعة والصحة (fao) التابعة للأمم المتحدة، متزامنا ذلك مع إحتفال 150 بلداً حول العالم أعضاء فى المنظمة بذكرى تأسيس (fao) عام 1943… ويأتي هذا لاحتفال من جانب تلك البلدان لرفع الوعي والثقافة الغذائية من أجل مواجهة ظاهرتي الجوع وإهدار الطعام خدمة لأهداف التنمية المستدامة لتحقيق التنمية المستندامة بحلول 2030.. ولعل ثقافة وقف « هدر الطعام» والتبذير فى مصر ومعظم الدول العربية تحتاج إلى وقفة وتحليل ونصائح أو روشتات عاجلة لمنع التبذير المستمر سواء كان ذلك الموارد الطبيعية أو الحية أو الصناعية. وحسب دراسة حديثة أجرتها (fao) سنة 2016 فى مجال هدر وتبذير الطعام تبين وجود 3ر1 مليون طن من الطعان يهدر أو يفقد كل سنة فى جميع أنحاء العالم وهي لا تعتبر من النسب الضئيلة بل كارثية فهي تعادل ثلث الطعام المنتج للإستهلاك البشري ولهذه الاحصائيات أثار سلبية خاصة على بلدان أفريقيا الجنوبية. الاقتصاد ولوحظ أن مجموع الأغذية التي يتم فقدها أو تجديدها قبل أن تصل إلى المستهلك تؤثر سلبا على الاقتصاد وتوازن الأمن الغذائي العالمي، وهدر الطعام أو تبذيره هو من السلبيات التي أصابت البلدان العربية خاصة فى شهر رمضان لما يعانيه من إهدار كبير للغذاء. ولتفادي قدر الإمكان هذا التبذير وخفض نسب الهدر يقترح بعض الخبراء التنسيق مع وكالات الأممالمتحدة والمنظمات الدولية الأخرى وأصحاب المصلحة فى أرجاء العالم بما فى ذلك القطاع الخاص والمجتمع المدني. وتشير المعلومات الرسمية أن تبذير الطعام لا يعتبر هو الخسارة الوحيدة ولكن هناك تبعات أخرى منها إهدار لموارد أساسية موازية فى مجال الصناعات الغذائية التي تستهلك من الطاقة والماء والبترول وغيرها. نصائح واستندت مؤسسة Masse Dussepdnf مع عدد من الجهات والوكالات ثنائية ومتعددة الأطراف والمؤسسات المالية وشركاء من القطاع الخاص على أربعة ركائز للإنفاق وتفادي التبذير للأطعمة أهمها : زيادة الوعي بشأن آثار الفقد والهدر والوصول بحلول لمعالجة الأزمة، وتطوير السياسات الاستراتيجية والبرامج اللازمة لمعالجة مشكلة هدر وفقد الأعذية. استهلاك رهيب ! الدكتورة سعاد الديب مديرة جمعية حماية المستهلك فى مصر قالت إن المواطن اليوم يستهلك الطعام فوق احتياجاته وهذا يعود لعادات وتقاليد والمناسبات المتعددة عند العرب والتي يكثر فيها الطعام، فالمستهلك فكريا مرتبط بها ويعتبر أن كثرة الطعام وتنوعه أهم ما يميز احتفالاته ومناسباته دون الأخذ بعين الاعتبار مصير الطعام الباقي فإذا هو يستهلك فوق طاقته الشرائية وقدرة استيعاب معدته!! وتضيف أيضا نحن نشتري الكم وليس الكيف أي أننا لا نتجاوز قدرات استيعابنا وليست علينا التباهي بالكثرة لاصطناع الكرم. وقد قامت جمعية حماية المستهلك بالعديد من الأنشطة من أجل ترشيد الاستهلاك وعدم إهدار الطعام ووضع خطط وبرامج لتوعية المستهلك خاصة فى ظل فروق اقتصادية صعبة وذلك من خلال توعية المستهلك بشراء المنتجات التي سيستهلكها وزرع ثقافة الاستهلاك العقلاني خاصة عند أطفالنا وتعويد المعدة على كميات محددة حسب احتياجات الجسم فالاكثار يعود بالسلب على صحتنا، والقيام بندوات توعوية للمستهلك خاصة قبل المناسبات والأعياد.