ولعله من المفيد التعرف على شخصية هذا القائد الذي كان متعاليًا على الجميع وربما ظل كذلك حتي الآن، . وهو المقدم عبود عبد اللطيف حسن الزمر مقدم بالمخابرات الحربية والاستطلاع.. والمتهم الثاني من بين 202 متهم فى قضية اغتيال الرئيس السادات. (كان المتهم الاول الشيخ عمر عبدالرحمن).. وتكون محاولة تعرفنا عليه عبر أقواله أو بالدقة اعترافاته أمام النيابة. ونقرأ أنه "منذ سنة سابقة توصل من قراءاته فى كتب السلف إلى ضرورة الجهاد والقتال فى سبيل الله لتحرير البلاد من قبضة الذين يحكمون بغير ما أنزل الله، لأن الاسلام غير مطبقة أحكامه ولم يبق منه سوي اسمه، ولذلك فكر فى الخروج على الحكومة القائمة وخلعها وتنصيب نفسه إماما مسلما، وعندما التقي مع محمد عبدالسلام فرج تولدت بينهما فكرة تأسيس التنظيم بهدف اقامة الدولة الاسلامية لتحكم بشريعة الله واتفقا على أن يكون للتنظيم مجلس شوري انبثقت منه ثلاث لجان.. لجنة الدعوة ولجنة العدة واللجنة الاقتصادية، وكانوا يعدون الشباب فكريا بقراءة كتب السلف والعقائد والفقه والشريعة ثم يدربونهم على الرياضة البدنية والأمن والطوبوغرافيا". وقال عبود أمام النيابة "انه كان مسئولا عن وضع الخطط وحركة العمل والتدريب وجمع المعلومات. وانه كلف نبيل المغربي بالبحث عن مكان يصلح للتدريب على الرماية وجمع معلومات عن السنترالات ومبني مباحث أمن الدولة، وان محمد عبدالسلام فرج أخطره انه قد استطلع منزل وزير الداخلية وقدم له رسما كروكيا للمنزل، وانه قام بنفسه بجمع معلومات عن كل رفاق الرئيس السادات بالقناطر الخيرية. وكي يحافظ التنظيم على سريته قام هو بوضع عدد من المبادئ تلخص قواعد الامن فى التنظيم،ومنها أن من حسن اسلام المسلم أن يترك ما لا يعنيه اي أن اي عضو فى التنظيم غير مطلوب منه أن يعرف غير نفسه والتكليفات المكلف هو بها وعدم التحدث فى شأن التنظيم مع الأهل والاصدقاء، وعدم عقد لقاءات فى المساجد كما كان معتادا لاحتمال أن يكون بها وسائل تنصت سرية، وأن يستعان بالرموز عند كتابة معلومات واعطاء اسماء سرية لبعض أعضاء التنظيم. وقال انه وضع خطة لإعداد أفراد وتدريبهم وإعداد أسلحة للقيام بعمليات قتل لبعض الشخصيات السياسية لتفجير الثورة الشعبية. وبدأ فى وضع خطة التنفيذ كما وضع أسلوبا للأمن استقاه من خدمته بالجيش، وكانت الأوراق المتضمنة لهذا الاسلوب تدرس للمجموعة وتحرق، وانه أعد شفرة، وقال انه تبرع شخصيا بأربعة آلاف جنيه للتنظيم ثم عرض عليه محمد عبدالسلام فرج فكرة مهاجمة محلات ذهب مملوكة لمسيحيين واختاروا محلا بشبرا الخيمة، وقام نبيل المغربي بمعاينة المحل.. ووصف عبود الزمر الواقعة تفصيلا وكيفية تنفيذها. ثم قرر أنه اشتري مجموعات اسلحة من حصيلة بيع الذهب. وقال انه على إثر مهاجمة منزله يوم 25 سبتمبر 1981 هرب واقام فى شقة مفروشة، وهناك ارسل له محمد عبدالسلام فرج رسالة مضمونها أن خالد الاسلامبولي قرر اغتيال السادات اثناء العرض العسكري فاعترض فى البداية ثم اقنعه محمد عبدالسلام فرج بأن خالد الاسلامبولي وزملاءه سوف يقتلون حتما على يد الحرس الرئاسي وأن علاقتهم بالتنظيم لن تظهر فوافق. ومضي قائلا إن فى 5 اكتوبر حضر إليه محمد طارق ابراهيم موفدا من محمد عبدالسلام فرج وعرض عليه خطة الاستيلاء على أسلحة نارية من كتيبة يعمل بها صبري حافظ (رقيب متطوع بكتيبة الدفاع والحراسة) بعد وضع منوم فى الشاي لطاقم الحراسة بالكتيبة ووافق وكلف عبدالله سالم باحضار المنوم من الصيدلي أيمن الدميري..وفشلت الخطة (فقط أتوقف لاحظ أن الزعيم عبود الزمر يعترف بجميع التفاصيل على جميع من عملوا معه). ومضي الزمر فى اعترافاته قائلا إن محمد طارق ابراهيم أعد خطة للاستيلاء على مبني الاذاعة والتليفزيون وطلب اعداد الافراد اللازمين للعملية، وأنه قرر كسر حاجز الخوف لدي الشعب فقرر فى 5 اكتوبر أن يقوم عدد من الاعضاء بالقاء عبوات ناسفة اعدها هو على عربات الأمن المركزي. وأن طارق الزمر ابلغه أن امراء مجموعات الصعيد سيقومون بعمليات لتحريك الجماهير، ويواصل عبود الزمر معترفا على نفسه فقال انه بعد حادث الاغتيال حضر له أمين يوسف الدميري وصديقان له وطلبوا منه ايقاف العمل بالصورة التي يسير عليها لأن تصعيد الموقف لن يكون فى صالح المسلمين وانهم فى امكانهم تهريبه إلا انه رفض هذا الرأي واستدعي طارق محمود وكلفه بنقل المتفجرات والاسلحة التي كان محمد عبدالسلام فرج يخفيها فى شقته ووضع جزءا منها طرف صديقه امين الدميري وجزءًا آخر طرف ابراهيم رمضان. وانتهي عبود الزمر من اعترافاته قائلا "انه فى صباح 13 اكتوبر 1981 سمع صوت كسر باب الشقة فألقي قنبلة باتجاه الباب والقي طارق الزمر قنبلتين قبل أن يقوم بتسليم نفسه ثم قام بحرق بعض الاوراق الخاصة بالتنظيم. باختصار اعترف الزعيم والقائد عبود الزمر بكل شيء على كل شخص.. وحتي على نفسه. ونواصل.