أعربت الأمانة المركزية لحزب التجمع، عن انزعاجها الشديد من الحرب الإعلامية المتصاعدة بين وسائل الإعلام المصرية والسعودية التى اتسمت بالرعونة والانفعالات الطائشة، فى أعقاب تصويت مصر لصالح مشروع القرار الروسى فى مجلس الأمن بشأن سوريا. ودعت فى اجتماعها السبت الماضى وسائل الإعلام العربية كافة، والسعودية والمصرية خاصة، بالتحلى بروح المسئولية فى هذه الظروف الحرجة التى تمر بها المنطقة، والتى تصارع فيها دول عربية فى القلب منها مصر والمملكة العربية السعودية مخططات استعمارية ضارية، تستهدف اسقاط دولها وتفتيتها وادخالها فى معارك مذهبية وطائفية وهامشية لتمرير مخططاتها المعلنة، ولمواصلة نهبها لثروات المنطقة وحماية أمن إسرائيل. وفى هذا السياق يود حزب التجمع التأكيد على ما يلى: أن تصويت مصر فى مجلس الأمن متسق تمامًا مع السياسة المصرية المعلنة والمعروفة للأشقاء داخل السعودية، والقائمة على وقف كل الصراعات الدموية فى سوريا بعد خمس سنوات من بدئها عجزت جميع الأطراف عن تحقيق نصر بها، ووقف دعم الفصائل الدينية المسلحة المتباينة المصالح، والسعى لحل سلمى عبر المفاوضات تحمى الدولة السورية وتحول دون تقسيمها، وترك مستقبل النظام السورى رهنا بإرادة الشعب السورى وحده دون سواه. وفى هذا الاطار لا يرى التجمع أى تناقض فى تصويت مصر لصالح مشروعى القرارين الفرنسى والروسى لأن بكليهما ما ينطوى على جوهر الموقف المصرى الداعم للوقف النهائى لاطلاق النار، والانتقال للمفاوضات. أن هناك خلافًا بين موقفى مصر والسعودية بشأن عدد من أزمات المنطقة، كما هو الحال فيما يجرى فى اليمن وليبيا فضلا عن سوريا، تثبت التطورات الميدانية كل يوم صواب الرؤية المصرية التى تضع مجمل الأمن القومى العربى فى صلبها، وهو ما دعاها لطرح الاقتراح بتشكيل القوة العربية المشتركة لحماية هذا الأمن. والتجمع إذ يؤمن بأن صلابة العلاقات بين الدولتين وتنقيتها من الخلافات العابرة هى صمام الآمان لحماية الأمن القومى العربى من التفتت والانهيار، يحذر من خطورة استخدام الضغوط الاقتصادية لتحديد المواقف السياسية، لما يحمله ذلك من اساءة للشعبين وللعلاقات التاريخية الممتدة بين بلديهما، ويطالب باحترام الارادة السياسية المستقلة لكل منهما، ومنع كل الاطراف العربية والاقليمية والدولية التى تنتظر بفارغ الصبر فصم تلك العلاقات وتحطيمها، من التلاعب بمصير بلدينا وتأجيج الخلافات بينهما، تنفيذا لمخططها الرامى لتفتيت دول المنطقة إلى كانتونات طائفية ومذهبية وقومية لتبقى إسرائيل هى أكبر قوة عسكرية ونووية فى المنطقة.