أقدمت تركيا على عملية غزو لسوريا بحجة مواجهة "داعش" والجماعات الإرهابية فى شمال سوريا، وأعلن الرئيس التركى "الطيب أردوغان" أن "تركيا نفد صبرها فى مواجهة المجموعات الإرهابية فى سوريا.. وتقوم حاليا بعمليات عسكرية ضد "داعش" و"الحزب الديمقراطى الكردستاني".. ولا يمكن إيجاد حل للأزمة السورية دون تدخل تركيا". وأى متابع لتطورات الأحداث فى المنطقة يدرك أن الغزو التركى لسوريا الذى بدأ يوم الأربعاء الماضى (31 أغسطس 2016) هو فى جانب رئيسى منه معركة بين طرفين إرهابيين، الطرف الأول هم الانفصاليون الكرد المتجمعون فى "وحدات حماية الشعب الكردي" والذين تقدرهم بعض المصادر ب 50 ألف مقاتل، والطرف الثانى هو "الجيش السورى الحر" الذى تكون من أربع مجموعات إرهابية هي.. "لواء صقور الجبل" و"نورالدين زنكي" و"لواء السلطان مراد" و"فيلق الشام" وفى معركة مدينة "جرابلس" الأخيرة شارك 1000 من المجموعات الإرهابية مع 250 من القوات الخاصة التركية فى الهجوم على المدينة، والهدف طبقا لمصادر تركية هو إقامة ما أسموه "درع الفرات"، أى إقامة منطقة آمنة بعمق 250 ميلا وعرض 55 ميلا جنوب الحدود السورية التركية لحماية اللاجئين السوريين. والأهم أن هذا الغزو يأتى فى سياق حلم أردوغان باستعادة الإمبراطورية العثمانية، والتى كانت سوريا جزءا منها، ودامت قرابة أربعة قرون "منذ أن سحق السلطان سليم الأول جيش المماليك فى معركة "مرج دابق" شمال حلب يوم 24 أغسطس 1516 وحتى انسحاب العثمانيين منها فى أعقاب الثورة العربية الكبرى والحرب العالمية الأولى فى أكتوبر 1918. وذكرنى "حلم" أردوغان بقصيدة "صلاح جاهين" الرائعة عام 1961 والتى لحنها وغناها "سيد مكاوي" قصيدة "تركى بجم" التى تقول: تركى بجم.. سكر إنسجم لاظ شقلباظ إتغاظ هجم أمان أمان.. تركى بجم دبور جبان.. من غير زبان زنان كبير.. يمضغ لبان يسمع نفير.. يخاف يبان أمان أمان.. تركى بجم سوس بازفان.. إقطع لسان عربى واقف لك ديدبان ادخل تموت.. جنات مكان أمان أمان.. تركى بجم سيكتير زمان.. سيكتير كمان أدخل ح نضرب فى الملان خليك تقول أنا جلفدان ولا ينفعوك الأمريكان وكانت تركيا فى ذلك الوقت تهدد سوريا وحشدت قواتها على الحدود السورية وأعلن "جمال عبدالناصر" أن تحرك جندى تركى واحد ضد سوريا ستعتبره مصر عدوانا عليها. وللأسف فلا الزمن هو الزمن، ولا العرب هم العرب فى الستينيات.