كتب علاء عصام لم تكن جرائم الإخوان محصورة فقط فى أعمال القتل والتفجير وتدمير الاقتصاد المصرى كما ذكرنا فى المقال السابق، ولكنها جرائم فى بعض الأحيان تمس الشرف وحرية العقيدة فهذه الجرائم لا تقل اهمية وخطورة عن سابقتها، وللحقيقة فتجربة على عشماوى احد قادة التنظيم الخاص مع الجماعة تبين لنا الى أى مدي لا يحترم هؤلاء الاديان ولا مشاعر الانسان وحقة فى الاختيار، ويذكر على عشماوى واقعة مثيرة للغاية حيث اجبروة على تطليق زوجتة وهو فى السجن لتتزوج من اخواني اخر مقيم داخل السجن بعد ان اتهموة بانه اعترف عليهم بعد تعذيبه فى حين ان كل اعضاء الإخوان اعترفوا على بعضهم البعض بكل سهولة ومثلما يقولون "من اول قلم". ولكن الامر لم يكن سببه الخيانة، فكل انسان حاول ان ينجوا بنفسه من الجماعة كان لابد وان يواجه مصير مأساوي وما يؤكد ذلك ما قاله عباس السيسي احد اعضاء الجماعة والمسؤل من الجماعة لإعادة على عشماوى للجماعة بعد ان قرر تركها، حيث يقول للأخير فى الصفحة 157 من المذكرات "دعنا مما سبق فكلنا اعترفنا، كلنا لم يخف شيئا وانت معذور بالتعذيب الذي حدث، لكننا نود ان نتاكد من نقطة واحدة وهي هل تنوى الاعتراف بالحكومة وتأييدها فى محاولة للخروج من السجن؟. فقال له على عشماوى .. "وهذا الامر متروك لي فى المستقبل وسوف افكر فيه واتخذ قرارى ولا استطيع ان التزم به من الان بأننى لن أفعل". وكان على عشماوى قد ضاق من الجماعة واخذ قراره خاصة بعد ان اصدروا فتاوى كثيرة تكفرة بحجة انه اعترف عليهم وكان يتعرض لمضايقات عدة حيث كانوا يذكرون عدد من االاحاديث النبوية والايات اثناء وجودة فى السجن معهم تكفرة وكان بالتاكيد يستشيط غضبا .. ويقول على عشماوى فى الصفحة 157 تحت عنوان يسبوننى بالقرأن والحديث .. "فقد كانوا يسبوننى بالأيات القرانية والأحاديث النبوية . كنت اينما اسير اسمع من يوجه إلي الشتائم وكان هذا شيئا غريبا _ ومازلت استغربه حتى الأن _ فكيف يمكن ان تستعمل ايات الله واحاديث الرسول فى السب ، كنت اذا مررت أمام أحد منهم أسمعه يتلو "فمثله كمثل الكلب ان تحمل عليه يلهث او تتركه يلهث" وتسمع اخر يقول "وذلك مثال المنافقين"، وكان هذا اسلوبا ممجوجا ولا اظنة عملا اسلاميا. وطبعا لا اعفى على عشماوى من المسؤلية مهما حاول ان يبرر لانه انتهج العنف وكان مسؤل جماعة الإخوان للتنسيق مع اعضاء الجماعة فى الخارج وكان يأتى لهم بالسلاح والمال لتسهيل ما كانوا يفعلوه من جرائم ضد الوطن والمواطن. ولكن ما جاء فى مذكرات على عشماوى يفسر لنا كل ما فعله الإخوان على منصتي رابعة والنهضة وما قاله مشايخهم فى قنواتهم وحتى الان يقولوة، فهم يكفرون ويغتابون حتى الان كل من خرج عليهم او انتقدهم، ولم يقف الامر عند هذا الحد بل طلقوا على عشماوى من زوجتة مثلما ذكرت فى البداية وزوجوها من انسان اخر مقيم فى السجن وكأنها سلعة او قطعة لحم يبيعوها ويأكلوها ويمصمصوها لخدمة اهداف الجماعة. ويذكر على عشماوى فى مذكراتة فى الصفحة 160 تحت عنوان "زوجتى تطلب الطلاق".. كان نتيجة تلك الفتوى أن فوجئت بأن زوجتى _ التى كنت قد تزوجتها قبل أن أدخل السجن بفترة وهى شقيقة الأخ احمد عبدالمجيد _ جاءت تطلب الطلاق. ولم يؤلمني هذا الامر، فقد كنت أتوقعة. جاءت بالمأذون معها، وجلست عند مأمور السجن وتم الطلاق فى هدوء وإمعانا فى الايذاء والايلام فانهم كانوا يقولون لي إنها لم تطلق لمجرد انك محبوس وقد زوجوها بالفعل من أحد الإخوان الموجودين فى السجن، وعقدوا العقد وهو مسجون، وكأنهم بهذا يقولون لي إننا طلقناها لموقفك من الجماعة. ومع هذا فإنني ظللت كما أنا لم أسب أحدا منهم ولم اتحدث فى شأنه ولم أطعنه من الخلف وكنت اري انني سوف اقول الكلمة الأخيرة انشاء الله. وما اشبه اليوم بالبارحة فلا يجب ان نستغرب ابدا عندما نسمع احد قياداتهم الحاليين وهو المحامي صبحي صالح عندما قال فى احد المؤتمرات الانتخابية للإخوان منذ سنوات قليلة "على الاخواني ان يتزوج اخوانية"، فهذه ضمانة لأن لا يخرج عنهم، وتمكنهم من انشاء اجيال اخوانية اخري تسمع كلامهم وتحارب من اجلهم وبذلك يقوي التنظيم اكثر واكثر، وحتى لو كان ذلك على حساب الدين نفسه فلم يامر الله المسلم بان يتزوج من اخوانية بل اعطي الله لنا الحق فى التزوج من ابناء الديانات السماوية الاخري لانه يعلم ان الاسلام سينتشر بالحب واحترام الاخر لا بالقتل واقحام الدين فى السياسة.