«مستقبل وطن».. أمانة الشباب تناقش الملفات التنظيمية والحزبية مع قيادات المحافظات    تفاصيل حفل توزيع جوائز "صور القاهرة التي التقطها المصورون الأتراك" في السفارة التركية بالقاهرة    200 يوم.. قرار عاجل من التعليم لصرف مكافأة امتحانات صفوف النقل والشهادة الإعدادية 2025 (مستند)    سعر الذهب اليوم الإثنين 28 أبريل محليا وعالميا.. عيار 21 الآن بعد الانخفاض الأخير    فيتنام: زيارة رئيس الوزراء الياباني تفتح مرحلة جديدة في الشراكة الشاملة بين البلدين    محافظ الدقهلية في جولة ليلية:يتفقد مساكن الجلاء ويؤكد على الانتهاء من تشغيل المصاعد وتوصيل الغاز ومستوى النظافة    شارك صحافة من وإلى المواطن    رسميا بعد التحرك الجديد.. سعر الدولار اليوم مقابل الجنيه المصري اليوم الإثنين 28 أبريل 2025    لن نكشف تفاصيل ما فعلناه أو ما سنفعله، الجيش الأمريكي: ضرب 800 هدف حوثي منذ بدء العملية العسكرية    الإمارت ترحب بتوقيع إعلان المبادئ بين الكونغو الديمقراطية ورواندا    استشهاد 14 فلسطينيًا جراء قصف الاحتلال مقهى ومنزلًا وسط وجنوب قطاع غزة    رئيس الشاباك: إفادة نتنياهو المليئة بالمغالطات هدفها إخراج الأمور عن سياقها وتغيير الواقع    'الفجر' تنعى والد الزميلة يارا أحمد    خدم المدينة أكثر من الحكومة، مطالب بتدشين تمثال لمحمد صلاح في ليفربول    في أقل من 15 يومًا | "المتحدة للرياضة" تنجح في تنظيم افتتاح مبهر لبطولة أمم إفريقيا    وزير الرياضة وأبو ريدة يهنئان المنتخب الوطني تحت 20 عامًا بالفوز على جنوب أفريقيا    مواعيد أهم مباريات اليوم الإثنين 28- 4- 2025 في جميع البطولات والقنوات الناقلة    جوميز يرد على أنباء مفاوضات الأهلي: تركيزي بالكامل مع الفتح السعودي    «بدون إذن كولر».. إعلامي يكشف مفاجأة بشأن مشاركة أفشة أمام صن داونز    مأساة في كفر الشيخ| مريض نفسي يطعن والدته حتى الموت    اليوم| استكمال محاكمة نقيب المعلمين بتهمة تقاضي رشوة    بالصور| السيطرة على حريق مخلفات وحشائش بمحطة السكة الحديد بطنطا    بالصور.. السفير التركي يكرم الفائز بأجمل صورة لمعالم القاهرة بحضور 100 مصور تركي    بعد بلال سرور.. تامر حسين يعلن استقالته من جمعية المؤلفين والملحنين المصرية    حالة من الحساسية الزائدة والقلق.. حظ برج القوس اليوم 28 أبريل    امنح نفسك فرصة.. نصائح وحظ برج الدلو اليوم 28 أبريل    أول ظهور لبطل فيلم «الساحر» بعد اعتزاله منذ 2003.. تغير شكله تماما    حقيقة انتشار الجدري المائي بين تلاميذ المدارس.. مستشار الرئيس للصحة يكشف (فيديو)    نيابة أمن الدولة تخلي سبيل أحمد طنطاوي في قضيتي تحريض على التظاهر والإرهاب    إحالة أوراق متهم بقتل تاجر مسن بالشرقية إلى المفتي    إنقاذ طفلة من الغرق في مجرى مائي بالفيوم    إنفوجراف| أرقام استثنائية تزين مسيرة صلاح بعد لقب البريميرليج الثاني في ليفربول    رياضة ½ الليل| فوز فرعوني.. صلاح بطل.. صفقة للأهلي.. أزمة جديدة.. مرموش بالنهائي    دمار وهلع ونزوح كثيف ..قصف صهيونى عنيف على الضاحية الجنوبية لبيروت    نتنياهو يواصل عدوانه على غزة: إقامة دولة فلسطينية هي فكرة "عبثية"    أهم أخبار العالم والعرب حتى منتصف الليل.. غارات أمريكية تستهدف مديرية بصنعاء وأخرى بعمران.. استشهاد 9 فلسطينيين في قصف للاحتلال على خان يونس ومدينة غزة.. نتنياهو: 7 أكتوبر أعظم فشل استخباراتى فى تاريخ إسرائيل    29 مايو، موعد عرض فيلم ريستارت بجميع دور العرض داخل مصر وخارجها    الملحن مدين يشارك ليلى أحمد زاهر وهشام جمال فرحتهما بحفل زفافهما    خبير لإكسترا نيوز: صندوق النقد الدولى خفّض توقعاته لنمو الاقتصاد الأمريكى    «عبث فكري يهدد العقول».. سعاد صالح ترد على سعد الدين الهلالي بسبب المواريث (فيديو)    اليوم| جنايات الزقازيق تستكمل محاكمة المتهم بقتل شقيقه ونجليه بالشرقية    نائب «القومي للمرأة» تستعرض المحاور الاستراتيجية لتمكين المرأة المصرية 2023    محافظ القليوبية يبحث مع رئيس شركة جنوب الدلتا للكهرباء دعم وتطوير البنية التحتية    خطوات استخراج رقم جلوس الثانوية العامة 2025 من مواقع الوزارة بالتفصيل    البترول: 3 فئات لتكلفة توصيل الغاز الطبيعي للمنازل.. وإحداها تُدفَع كاملة    نجاح فريق طبي في استئصال طحال متضخم يزن 2 كجم من مريضة بمستشفى أسيوط العام    حقوق عين شمس تستضيف مؤتمر "صياغة العقود وآثارها على التحكيم" مايو المقبل    "بيت الزكاة والصدقات": وصول حملة دعم حفظة القرآن الكريم للقرى الأكثر احتياجًا بأسوان    علي جمعة: تعظيم النبي صلى الله عليه وسلم أمرٌ إلهي.. وما عظّمنا محمدًا إلا بأمر من الله    تكريم وقسم وكلمة الخريجين.. «طب بنها» تحتفل بتخريج الدفعة السابعة والثلاثين (صور)    صحة الدقهلية تناقش بروتوكول التحويل للحالات الطارئة بين مستشفيات المحافظة    الإفتاء تحسم الجدل حول مسألة سفر المرأة للحج بدون محرم    ماذا يحدث للجسم عند تناول تفاحة خضراء يوميًا؟    هيئة كبار العلماء السعودية: من حج بدون تصريح «آثم»    كارثة صحية أم توفير.. معايير إعادة استخدام زيت الطهي    سعر الحديد اليوم الأحد 27 -4-2025.. الطن ب40 ألف جنيه    خلال جلسة اليوم .. المحكمة التأديبية تقرر وقف طبيبة كفر الدوار عن العمل 6 أشهر وخصم نصف المرتب    البابا تواضروس يصلي قداس «أحد توما» في كنيسة أبو سيفين ببولندا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



ما لا يعرفه الإخوان عن إلاههم المعبود (حسن البنا) قاتل وخائن ودجَّال.. استحل دماء المصريين باسم الدين


الحلقة الرابعة والأخيرة
مقدمة :
عندما نستعرض الأعمال الإرهابية التي مارستها جماعة الإخوان منذ نشأتها عام 1928 ولا تزال تمارسها حتى اليوم من قتل وتخريب وتدمير وسرقة أموال واستباحة جميع حرمات المصريين، لا بد أن نرجعها إلى الأساس العقائدي الذي زرعه حسن البنا مؤسس الجماعة، في عقول أتباعه، وتم تغذيته عبر 80 عامًا، وتأكيده ومحاولة تأصيله بدعاوى دينية باطلة ربما كان أخطرها ولا يزال أن هذه العمليات الإرهابية من قبل (الجهاد) ضد أعداء كافرين هم كل المصريين من غير أتباع الإخوان، ومن أجل استعادة دولة الخليفة الذي يكون مرشد الإخوان هو الخليفة فيها. لذلك لا يجب أن نستغرب أو تصيبنا الدهشة عندما نرى اليوم في اعتصامي رابعة والنهضة من الإخوان من قتل وتعذيب وسحل غيرهم من المصريين الذين صادف سوء حظهم وجودهم في هذه الأماكن، ناهيك بمظاهر الوحشية في قتل رجال شرطة كرداسة وغيرها وإطلاق ماء النار على جثثهم وسحلهم موتى في شوارع هذه المدينة وغيرها من المدن والقرى مثل (دلجا) في المنيا، و(الصف) في الجيزة.. وغيرها من المدن المصرية التي نكبت بوجود هذه الجماعة فيها. ومبعث عدم الدهشة والاستغراب أن حسن البنا ومن بعده سيد قطب وغيرهما من مرشدي الجماعة وأقطابها، أصَّلوا هذه الأفكار الهدامة في عقول تابعيهم على مدار العقود الثمانية الماضية، وأصبحت معتقدات راسخة في نفوسهم، كشفت عن نفسها بوضوح عندما تمكنت هذه الجماعة من حكم مصر في يوليو 2012 واستمرت لمدة عام، ثم استعرت حدة النزعة الدموية والوحشية المفرطة في نفوسهم عندما طردهم المصريون من الحكم وأزالوا نظامهم، وأسقطوا دولتهم الفاشية في 30 يونيو 2013، والإخوان في كل هذه الممارسات الهدامة إنما يستلهمون أقوال وإرشادات مؤسس جماعتهم حسن البنا ويتّبعونها عملًا بمبدأ السمع والطاعة لمن لا يخطئ ومنزَّه عن الهوى ورفعوه إلى مرتبة الرسل والأنبياء، وكذا من خلفه من مرشدي الجماعة وصولًا إلى محمد بديع الذي رسّخ في عقولهم فكرة هدامة وعدميَّة مفادها: إما حكم مصر.. وإما حرقها !!
سلوك حسن البنا.. صراع على الحكم، لا دعوة للهداية إلى الله
لقد اقتحم حسن البنا ميدان العمل السياسي معلنًا أن الإسلام “,”طاعة وحكم ومصحف وسيف“,”، وهو ما انعكس في شعار الجماعة “,”المصحف وسيفين وكلمة (وأعدوا)“,”. وهو ما دفع كثيرين إلى التساؤل حول مَن الذي سيستعمل السيف؟ وضد مَن سيجري الإعداد واستخدام السيف؟ وجاءت الإجابة سريعًا من ممارسات الجماعة تحت زعامة حسن البنا، والتي تمثلت في عمليات اغتيال متتالية ضد المسئولين في مصر من رجال حكم وأحزاب سياسية وشرطة وإعلام وكتّاب ومثقفين، وصولًا إلى محاولة الاغتيال الخسيسة لوزير الداخلية المصري في الشهر الماضي وما أعقبها من اغتيال كبار ضباط الشرطة .
ولعل سلوك البنا وجماعته، وحقيقته كدعوة للفتنة والصراع على الحكم لا دعوة للهداية تتبين من الآتي :
أ-اعترف قادة الإخوان في كتبهم ومذكراتهم بأنهم قد اكتشفوا أن أعضاء النظام الخاص يتم تدريبهم على إجادة استخدام السلاح والقنابل والمتفجرات، وأيضًا على اقتحام المباني والسجون، بما يتضمنه ذلك من أعمال إجرامية كرشوة الحراس وتخديرهم وتصنيع نسخ مقلدة من مفاتيح السجون والزنازين (راجع محاولة الإخوان اقتحام سجن مصر العمومي في نوفمبر 1948 في كتاب أحمد عادل كمال “,”النقط فوق الحروف ص179“,”). ولم يكن اقتحام سجن وادي النطرون والإفراج عن المساجين من قادة الإخوان في يناير 2011 بواسطة فرع الإخوان في غزة المسمى بحركة حماس، إلا تطبيقًا لنفس المفهوم القديم حول اقتحام السجون. ولأن هؤلاء الإخوان المدربين على الإرهاب كانوا يجهلون أبسط أمور دينهم، فقد صار الأمر مثارًا للاعتراض والسخرية، لذلك حاول حسن البنا معالجة هذا الأمر بسرعة، فكلّف الشيخ سيد سابق بوضع مذكرات لهم في الفقه تقنن لهم هذه الأعمال الإرهابية وتشرّعها باعتبارها (جهادًا في سبيل الله)، وهي المذكرات التي نقّحها الشيخ سيد سابق بعد ذلك وأصدرها في كتاب تحت اسم (فقه السنة) - راجع الكتاب السابق “,”نقط فوق الحروف“,” ص 300، وقد اعترف قادة الإخوان في كتبهم أيضًا بأن السلاح كان يستحوذ على كل اهتمام أعضاء النظام الخاص، ولو على حساب حرمة المصحف، فكانوا لا يتورّعون عن استخدام كلمة (المصحف) في الشفرة بينهم بمعنى المسدس أو الرشاش!! كما كانوا يخفون المسدسات داخل فجوات يصنعونها داخل المصاحف (كتاب “,”من قتل حسن البنا“,” محسن محمد ص 704 ).
كذلك اعترف قادة الإخوان بأن حسن البنا كان لا يتورّع عن الاستعانة بالبلطجية والخارجين على القانون في فرض دعوته وإرهاب المعارضين له، ويعترف بذلك د.محمود عساف أمين المعلومات بالجماعة في كتابه “,”مع الإمام الشهيد حسن البنا“,” ص60، حيث يذكر أن حسن البنا قد قرّب إليه (إبراهيم كروم)، الذي “,”عُرف بأنه فتوة السبتية والذي كان يفرض الإتاوات على المتاجر، وكان يقطع شارع السبتية راكبًا حصانًا أبيض وبيده النبوت الشهير وخلفه الأتباع راجلين“,”، وأوضح الكاتب أن إبراهيم كروم “,”فرض على أصحاب المتاجر التبرعات لجماعة الإخوان، فأعجب به حسن البنا وقرّبه وأخذ يستقبله في مقر إقامته، وتعلّق هو بالإمام وبدعوة الإخوان“,”.. وظل كذلك حتى انتهى به الأمر في معتقل الطور عام 1949 بعد مقتل حسن البنا (ص61 ).
ولعل ذلك يكشف حقيقة أن دعوة حسن البنا لم تكن دعوة إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة، وإنما كانت دعوة سياسية إرهابية تتستر بالدين وتفرض أفكارها وآراءها بالقوة، ولا تتورع عن الاستعانة بالبلطجية والخارجين على القانون لإرهاب المعارضين. فهل يختلف هذا المسلك من قبل حسن البنا عن مسلك خلفائه بعد ثورة 25 يناير 2011 -بديع والبلتاجي والعريان وعزت- الذين استعانوا بالبلطجية في البطش بمعارضي الجماعة، والسيطرة على صناديق الانتخابات، وحشد المعتصمين والمتظاهرين والإنفاق عليهم ببذخ لقطع الطرق والسكك الحديدية والمترو والكباري واقتحام أقسام الشرطة ومقرات الحكومة؟! إنه التأسّي بصنمهم المعبود حسن البنا .
ب- ولتنفيذ هذه الأعمال الإرهابية حرص حسن البنا على إنشاء جهاز سرّي خاص داخل جماعته، وكان أمر هذا الجهاز خافيًا عن الكثيرين من أعضاء الجماعة. وقد استند البنا في تبريره إنشاء هذا الجهاز بالزعم أنه ضد الإنجليز والصهاينة، ثم وسّع الدائرة ليقول إنه استهدف إرهاب أعداء الله، وتبقى المشكلة في تعريف مَن هم أعداء الله، فالإخوان يقررون أن أعداء الله هم تحديدًا أعداء الجماعة، وقد أوجز أحمد عادل كمال وهو من رجال هذا الجهاز السري، أهمية بل وحتمية وجود الجهاز السري في قوله بصراحة وبساطة “,”جماعة من غير جهاز سري مسلّح يحميها مجرد تهريج“,”. ويبرر حسن البنا تشكل هذا الجهاز بأن “,”الإخوان المسلمين يجب أن يكونوا أقوياء.. وسيستخدمون القوة العملية حيث لا يجدى غيرها“,”. ولكي يكون (الأخ) مستعد للقيام بعمل إرهابي يتعيّن إخضاعه لفكرة الطاعة العمياء، بحيث يكون “,”الأخ بالنسبة إلى المرشد كالميت بين يدي مغسّله“,”، وبحيث يمكن اقتياده دون أي مقاومة إلى ما يريده المرشد العام، وفي ذلك يقول “,”للقيادة في دعوة الإخوان حق الوالد بالرابطة القلبية، والأستاذ بالإفادة العلمية، والشيخ بالتربية الروحية، والقائد بحكم السياسة العامة للدعوة، والثقة بالقيادة هي كل شيء في نجاح الدعوات، ثم يشبه حسن البنا نفسه بالرسول إذ يختم كلامه عن نفسه كقائد وعن علاقة أعضاء الجماعة به بالآية الكريمة: “,”فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم، ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما“,”. وبهذا الجهاز السري أحكم البنا قبضته على الجماعة حتى إن المفكر الباكستاني حسن النووي قال في ذلك “,”إذا عطس البنا في القاهرة قال له أتباعه في أسوان يرحمك الله“,”. وكما يفعل الحكام المتحكمون إذ يصطنعون أجهزة تصارع بعضها البعض لتوازن بعضها البعض، فيصبح التحكم أكثر إحكامًا، كذلك فعل حسن البنا، فقد أقام في مواجهة الجهاز السري الخاص بقيادة عبد الرحمن السندي، جهازًا آخر أطلق عليه “,”جهاز الوحدات“,” ليضم فيه رجال الجيش والشرطة من أعضاء الجماعة، وتولى مسئوليته صلاح شادي، وكان ضابط بوليس. وكان من نتيجة الصراع داخل الأجهزة الأمنية في الجماعة أن قام السندي في 20 نوفمبر 1953 بتدبير مؤامرة لاغتيال الرجل الثاني من الجهاز الخاص (سيد فايز) وذلك بطريقة دموية حقيرة ودنيئة، إذ أرسل له علبة حلوى مفخخة بالمتفجرات في ذكرى المولد النبوي الشريف، فأطاحت به وأفراد من عائلته. أما عن قيمة جهاز الوحدات، فقد اتضحت عندما قام مكتب الإرشاد في 22 نوفمبر 1953 يفصل أربعة من أكبر قادة الجهاز الخاص، منهم السندي، فأرسل الأخير مجموعة من رجاله إلى منزل المرشد المستشار الهضيبي لإجباره على الاستقالة، ومجموعة أخرى لاحتلال المركز العام للجماعة وإعلان صالح العشماوي مرشدًا عامًّا .
مسئولية حسن البنا عن جرائم القتل والتخريب
تؤكد جميع الكتب والمذكرات الصادرة عن قادة الإخوان، وتؤرّخ لفترة رئاسة حسن البنا لجماعة الإخوان، مسئوليته الشخصية عن جميع جرائم القتل والتخريب التي تمت في عهده، وأنها كانت ليست فقط بعلمه ولكن بأوامر شخصية منه وبهدف واحد تمثل في قلب نظام الحكم القائم، ومقاومة كل من يعترض طريق الجماعة لتحقيق هذا الهدف وذلك باستخدام سافر للسلاح بكل أنواعه وبواسطة أعضاء تنظيمه الخاص والوحدات والذين بلغت أعدادهم نحو 13 ألف مقاتل ثم تدريبهم جيدًا في مناطق مختلفة من أرض مصر، وتحت ستار قتال اليهود في فلسطين .
وعن استغلال حسن البنا حرب فلسطين التي وقعت في النصف الأول من عام 1948 كغطاء لتسليح وتدريب عناصر النظام السري لتحقيق هدفه الرئيس وهو قلب نظام الحكم القائم في مصر آنذاك، وذلك في منطقة جبل المقطم من خلال سلسلة عمليات إرهابية قُتل فيها بالفعل الكثير من المصريين وأشاعت الذعر والإرهاب والفوضى وانعدام الاستقرار في مصر. ولقد حاول المرشد السابق عمر التلمساني إخفاء هذه الحقيقة في كتابه (ذكريات لا مذكرات ص 36)، حيث قال “,”لم يكن إنشاء النظام السري من أجل قلب نظام الحكم في مصر وقتل الوزراء، ولكن قام بالرأي الثاقب وحسن البصيرة للإمام حسن البنا من أجل التصدّي لإسرائيل“,”. ولم يذكر لنا التلمساني ما علاقة التصدي لإسرائيل بقيام الإخوان بقتل رئيس الوزراء أحمد ماهر في عام 1945 قبل الحرب في فلسطين بثلاثة أعوام؟ أو باغتيال رئيس الوزراء فهمي النقراشي باشا في عام 1948؟ أو باغتيال المستشار أحمد الخازندار في عام 1948؟ بل إن عمليات القتل والتخريب داخل المدن المصرية سبقت حرب فلسطين بست سنوات في عام 1942 بمنطقة الجمرك في إسكندرية، وفي 6 يونيو عام 1946 ببورسعيد وفي 10 ديسمبر 1946 في الإسماعيلية، وضد قسم شرطة الخليفة بالقاهرة في 29 يونيو 1947، وفي 17 فبراير 1948 ضد خصوم للجماعة في ميت غمر، وفي عام 1947 ضد فندق الملك جورج بالاسماعيلية، وفي 22 أكتوبر 1948 تم ضبط صناديق أسلحة وذخيرة في سراديب بمنزل عضو مكتب الإرشاد، الشيخ فرغلي بالإسماعيلية، وفي 25 مايو 1947 جرى اعتداء بأسلحة بيضاء من عناصر إخوانية على معارضين لهم في دمنهور، نفس الأمر في 3 فبراير 1948 ضد تلاميذ معارضين للجماعة في إحدى مدارس الزقازيق وإلقاء قنبلة على قسم للشرطة. وفي 24 يناير 1948 تكرر اعتداء عناصر من الإخوان على معارضين لهم في شبين الكوم أدّى إلى حادثة قتل. وفي 4 ديسمبر 1948 ألقى طلاب الجماعة في جامعة فؤاد الأول (جامعة القاهرة) قنابل على رجال الشرطة وإطلاق الرصاص عليهم وإشعال حرائق في مبنى كلية الطب، وفي 6 ديسمبر 1948 قام الإخوان في مدرسة الخديوية بإلقاء قنابل على رجال الشرطة.. وغير ذلك الكثير من الجرائم الإرهابية التي ارتكبت داخل المدن المصرية بتعليمات مباشرة من حسن البنا، وهو ما اعترف به العديد من قادة الإخوان الذين كذّبوا زعم التلمساني، وأكدوا حقيقة أن تدريب أعضاء التنظيم الخاص في منطقة المقطم على استخدام السلاح والمتفجرات لم يكن من أجل المشاركة في حرب فلسطين، وإنما من أجل تنفيذ عمليات إرهابية في مصر، وأن قادة الإخوان كانوا قد اتفقوا مع الشيخ أمين الحسيني مفتي فلسطين -وكان من الإخوان- على أن يشهد زورًا أمام المحاكم في حالة القبض على الإخوان بأنهم كانوا يتدربون من أجل التطوع في فلسطين وأن السلاح الذي يضبط معهم يخص تحرير فلسطين، وقد حدث ذلك فعلًا عندما تم ضبط مجموعة من الإخوان ومعهم أسلحة وذخائر يتدربون في المقطم في 19 يناير 1948، حيث شهد الشيخ أمين الحسيني لصالحهم فتم الإفراج عنهم (كتاب النقط فوق الحروف ص151 مصدر سابق ).
أما أخطر الجرائم الإرهابية من اغتيالات وأعمال تخريب التي تم تنفيذها بأوامر مباشرة من حسن البنا، فتتمثل في الآتي :
1- مقتل رئيس الوزراء أحمد ماهر باشا في 24 فبراير 1954 في قاعة البرلمان انتقامًا منه لإسقاط حسن البنا في الانتخابات .
2- مقتل المستشار أحمد الخازندار في 22 مارس 1948 لأحكام أصدرها ضد عناصر إخوانية على جرائم ارتكبوها في الإسكندرية، ولإرهاب القضاة حتى لا يصدروا أحكامًا مماثلة ضد الإخوان. وقد حاول البنا التبرؤ من هذه الجريمة، ولكن رئيس النظام السري الخاص (السندي) اعترف عليه أمام مكتب الإرشاد، وأنه أعطى الأمر بذلك إلا أن حسن البنا أفتى بعد ذلك بدفعة الدية لأهل الخازندار، ولكن لأن الحكومة قامت بذلك، فلا داعي أن تقوم الجماعة بدفع الدية !!
3- تفجير قنابل في جميع أقسام الشرطة في القاهرة وفي وقت واحد يوم 3 ديسمبر 1946 .
4- تفجير شركة الإعلانات الشرقية في وسط القاهرة في 12 نوفمبر 1948، وهو ما نجم عنه هدم وتخريب في المباني ومقتل بعض الأهالي ورجال الشرطة وجرح عدد غير قليل من الأشخاص .
5- مقتل اللواء سليم زكي حكمدار شرطة القاهرة في 4 ديسمبر 1948 .
6- مقتل رئيس الوزراء محمود فهمي النقراشي باشا في 28 ديسمبر 1948 ردًّا على قراره بحل جماعة الإخوان، بسبب ما كشفته حادثة السيارة الجيب في 15 نوفمبر 1948 التي ضبطت عندما قامت عناصر من الجماعة بنقل أوراق خاصة بالنظام الخاص السري كشفت عن مخططات لعمليات اغتيال وتخريب في المدن المصرية وخطة لمهاجمة البنك الأهلي وفروعه للاستيلاء على أمواله، وأسلحة ومتفجرات كانت تنقل إلى السيارة الجيب من إحدى شقق الإخوان بحي المحمدي إلى شقة أخرى بالعباسية، وبذلك انكشفت حقيقة النظام السري للجماعة، ولم يكن أمام النقراشي سوى حل الجماعة واعتقال أعضائها وتأميم ممتلكاتها، الأمر الذي ردَّت عليه الجماعة بتكليف أحد عناصرها بارتداء زي ضابط شرطة وقتل النقراشي في وزارة الداخلية .
7- تفجير نيابة محكمة الاستئناف في 12 يناير 1949 لمحاولة حرق وإتلاف أحراز قضايا الإخوان المحفوظة فيها .
ويمكننا من هذه الحادثة أن نعرف حجم الخداع والنفاق والتضليل الذي اتسمت به أخلاقيات وسلوكيات حسن البنا، عندما نقرأ بيان البنا الذي أدان فيه هذه الحادثة، ووصفه لمدبريها بأنهم صغار النفوس وأنهم “,”ليسوا إخوانًا وليسوا مسلمين“,”، وهو البيان الذي أثار الإخوان في السجون وهاجموا البنا لخيانته لهم رغم أن العملية تمت بأوامر مباشرة منه .
8- محاولة قتل إبراهيم عبد الهادي باشا رئيس الوزراء الذي جاء خلفًا للنقراشي باشا، وقام باعتقال الآلاف من الإخوان لذلك قررّوا التخلص منه بإطلاق النار على موكبه في أثناء توجهه إلى رئاسة الوزراء، ولكنهم أخطأوا في التعرف على موكبه فأطلقوا النار على موكب حامد جودة أحد الوزراء، ولكنه نجا .
وقد شرّع حسن البنا لاتباعه ارتكاب جرائم القتل والتخريب باعتبارها فرائض دينية تفرضها الشريعة الإسلامية، وهو ما اعترف به محمود الصباغ أحد قادة النظام السري الخاص في كتابه (حقيقة النظام الخاص) حيث كشف عن المبادئ التي أرساها حسن البنا لهذا النظام وحكمت سلوكياته الإرهابية، وأبرزها: يجوز اغتيال المشرك الذي بلغته الدعوة وأصر على العداء والتحريض على حرب المسلمين، ويجوز اغتيال من أعان على قتال المسلمين سواء بيده أو بماله أو بلسانه، ويجوز التجسس على أهل الحرب، ويجوز إيهام القول للمصلحة.. ولقد تبدو هذه الكلمات بريئة، لكن الخطورة تأتي إذا عرفنا ماذا يعني بالمسلمين وماذا يعني بالمشركين، فالمسلمون عنده هم جماعة الإخوان فقط أما المشرك فهو مَن يعارضها. ومن هنا تبرز حتمية رفض قيام أحزاب سياسية على أساس ديني، لأن الحزب الديني سواء إخوانيًّا أو سلفيًّا - يعتبر نفسه صاحب الموقف الإسلامي الصحيح، وأن قادته هم أهل الحل والعقد، وأن من والاهم قد والى صحيح الدين، ومَن عارضهم فقد عارض صحيح الدين، ومن يعارض صحيح الدين كافر، وأيضًا من أعانه ضد الجماعة كافر، والكافر في نظر الإخوان حلال الدم والمال والعرض .
جهاد الإخوان الحقيقي ضد الأنظمة الحاكمة، وضد بعضهم البعض .
وإذا استعرضنا مذكرات قادة الإخوان القدامى، فإننا سنفاجأ بأمر غريب يجمعهم جميعًا رغم النزاعات الشديدة التي كانت بينهم، وهو أنهم يتباهون بالقتل والإجرام عندما يتقاعدون. وإذا كانت الجماعة اليوم تواصل الكذب والادِّعاء بأنها لم تفعل هذا الفعل الإرهابي أو ذاك، لكن الإخوان في مذكراتهم يفضحون أنفسهم بأنفسهم، عندما ينشرون مذكراتهم متباهين بجرائمهم. فقد اعترفوا صراحة في هذه المذكرات أنهم كانوا يستهدفون القتل ونشر الرعب في مصر وترويع وإرهاب كل مَن يتصدّى لدعوتهم، وأن سلاحهم كان موجهًا إلى المسلمين من أهل مصر لا إلى اليهود في فلسطين، ولا إلى المحتلين الإنجليزي في مصر، فها هو القيادي الإخواني صلاح شادي أحد المسئولين عن الجهاز السري الخاص في عهد البنا يكشف عن حقيقة مهمة هذا الجهاز لمواجهة الحكام، فيقول: “,”النظام الخاص الذي نشأ عبد الناصر في أحضانه ليدفع طغيان فاروق هو نفسه الذي أبقاه قادة الجماعة ليدفعوا به طغيان عبد الناصر“,”. وهكذا يقرر صلاح شادي صراحة أن من حق الجماعة إذا اختلفت مع الحاكم ومارس ضدها ما يطلقون عليه “,”طغيانًا“,” أن تواجهه بالسلاح وهو المنهج الذي مارسوه في عهد عبد الناصر وما بعده في عهدي السادات ومبارك وحتى اليوم .
والمثير للدهشة في هذا الأمر أن الجهاز السري الخاص الذي زعم حسن البنا وما زال الإخوان يزعمون أنه أسس لمحاربة الاستعمار، قد تغيّب تمامًا عن معارك الكفاح المسلح ضد الإنجليز في منطقة القناة عام 1951، وقد تنصل المرشد العام حسن الهضيبي الذي خلف البنا في حديث له نشرته المصري في 3 يناير 1952 ونقله المؤرخ الإخواني محمود عبد الحليم في كتابه، من أي مشاركة في هذه المعارك، فقال: “,”كثر تساؤل الناس عن موقف الإخوان المسلمين في الظروف الحاضرة، كأن شباب مصر كله قد نفر إلى محاربة الإنجليز في القناة، ولم يتخلف إلا الإخوان.. ولا يزال بين ما فرضه الله عليهم من الكفاح وبين الواقع أمد بعيد والأمور إلى أوقاتها“,”. أما جهاد الإخوان الحقيقي فقد كان ضد الحاكم عبد الناصر آنذاك وليس ضد الإنجليز أو اليهود، وفي ذلك نجد محمود عبد الحليم في المجلد الثالث من كتابه “,”الإخوان المسلمون – أحداث صنعت التاريخ – رؤية من الداخل“,” المجلد الثالث، يخصص الفترة من 1952 وحتى 1971 أساسًا لتصفية الحساب مع عبد الناصر، وأيضًا لتصيفة الحسابات الإخوانية – الإخوانية، خصوصًا تصفية الحسابات مع مجموعة عبد الرحمن السندي قائد النظام السري، ويكشف عن حجم الصراعات الداخلية بين قادة الإخوان في عهد البنا وبعده، فنجده يصف هذه الفترة، قائلًا “,”ويعلم الله كم عانيت في إعداد هذا الجزء من مشقة نفسية وآلام تلذع القلب وتدميه، فأنا أكتب عن فترة كانت حالكة الظلام، والأشخاص خلالها يتحركون فيتخبط بعضهم في بعض، فربما أقبل أحدهم على آخر معانقًا وهو يظن أنه إنما يعانق صديقًا ولا يتبين إلا أخيرًا أنه إنما عانق العدو“,”. ونمضي معه وهو يحكي عن مرارة العلاقات بين الإخوان وبعضهم البعض، وكيف تصارعوا صراعًا حادًّا وعنيفًا، ونستمع إليه وهو يصف العلاقات بين من وصفهم حسن البنا “,”رهبان الليل وفرسان النهار“,”، فيقول “,”إنها لم تكن عاصفة كسابقتها، إنما كانت هذه المرة دوامة هائجة اخترقوا بها قلب الإخوان المسلمين في مهجته، فعميت من غبارها العيون، وداخت من دورانها الرؤوس، وذهلت بمفاجأتها العقول“,”. وهكذا نجد قادة الإخوان الأوائل في مذكراتهم يتبادلون الاتهامات والاتهامات المضادة، والأكاذيب والأكاذيب المضادة، وبما يعكس صراعًا شرسًا مليئًا بالشتائم الأبعد ما تكون عن آداب وأخلاقيات الإسلام الذي يتشدقون برفع رايته، بل إن الأمر لم يقتصر على تبادل الاتهامات والأكاذيب والشتائم، بل تعدّى إلى تدبير اغتيالات بعضهم البعض والقتل بأساليب رخيصة ودنيئة وخسيسة، ربما أبرزها اغتيال سيد فايز قائد جهاز سري بصندوق حلويات مفخخ بالمتفجرات .
والحقيقة أن جماعة الإخوان كانت تعتبر ولا تزال إلى اليوم أن الجهاز السري الخاص الذي أنشأه حسن البنا ورعاه طبقة مميزة داخل صفوفها، وكان أعضاؤه يتيهون على الجميع بحالة من الاستعلاء والاستقواء بوضعهم وجهازهم، ووصل الأمر إلى أن أحد الذين هاجموا بيت المرشد حسن الهضيبي محاولين إرغامه على الاستقالة قال للمرشد بعنف شديد: “,”لقد حضرنا لأننا تعبنا منك، لأنك لا تعرف كيف تقود الجماعة، ونحن لم نرَ منك خيرًا، وقد حضرنا لنطالبك بالاستقالة“,”. أما المرشد الذي صعق من هذا الهجوم فقد سأله “,”الأخ اسمه إيه؟“,” فأجاب في تعالٍ على مرشده “,”اسمي محمد حلمي فرغل من إخوان تحت الأرض“,”، ولا يخفي على أحد أن تسميته “,”تحت الأرض“,” هي التسمية المثلى للجهاز الإرهابي. ويعترف محمود عبد الحليم في كتابه بأن رجال الجهاز السري الخاص “,”يقتلون بعضهم البعض بوحشية.. ومهما بلغت الخصومة بين الإخوان فإنها ينبغي أن لا تصل إلى استحلال حرمة البيوت، فقد كان الإخوان يرون في ذلك خِسَّة ونذالة يربؤون بأنفسهم عنها، لكن مؤامرة السندي استحلت حرمة البيوت فاقتحمت على المرشد بيته، واستحلت دم أخ مخالف لهم في الرأي“,”. وهكذا تتأكد المقولة المأثورة “,”من يربي الثعابين السامة تلدغه“,”، ولكن عملية اللدغ هنا كانت متبادلة، ومن يطالع كتب مذكرات قادة الإخوان يمكنه أن يكتشف بسهولة أن الأخلاقيات الإخوانية التي زرعها حسن البنا في نفوس أتباعه كانت تفتقد تمامًا إلى خُلق الإسلام وآدابه، وأن ألفاظًا نابية واتهامات جارحة قد جرى تبادلها بشكل غير أخلاقي. ولعل حسن البنا -وهو الأدرى بأخلاقيات أتباعه الذين ربّاهم- كان صادقًا عندما قال “,”إنى والله لا أخشى عليكم حديدًا أو نارًا، ولا أخشى عليكم مالًا أو نساءً.. بل أخشى عليكم أنفسكم فلا تختلفوا“,”، لكن الإخوان رغم أنهم لم يكونوا قد أفاقوا من هول الاعتقال بعد مقتل حسن البنا حتى تصارعوا بشراسة على موقع السلطة الأبرز في الجماعة.. وهو موقع المرشد العام.. بل إن الصراعات حول هذا الموقع قد نشبت شرسة ودم حسن البنا لم يجف بعد وهم ما زالوا في السجون والمعتقلات .
حسن البنا يشرع القتل غيلة
تؤكد ممارسات الإخوان الإرهابية في أثناء فترة حكم مرشدها الأول حسن البنا وما بعدها وحتى اليوم أنهم اعتادوا الكذب في ما يتعلق بموضوع علاقتهم بالإرهاب، وأنهم يستندون إلى حجة فقهية غريبة ومريبة شرعها لهم البنا، تقول بأن “,”قتل أعداء الله غيلة هو من شرائع الإسلام، ومن خدع الحرب فيها أن يُسب المجاهد المسلمين، وأن يضلل عدو الله بكلام حتى يتمكن منه فيقتله“,”، كما أفتى البنا أيضا “,”يجوز إيهام القول (أي الكذب) للمصلحة “,”.
والدليل على ذلك أن البنا نفسه اتبع هو أيضًا ذات المنهج، حيث تجنب الصدق وقال عكسه عامدًا متعمدًا. حيث حاول التنصل من الأعمال الإرهابية التي ارتكبتها جماعته بأوامر منه وذلك على طريقة “,”من خدع الحرب أن يضلل المسلم عدو الله بالكلام حتى يتمكن منه فيقتله“,”. وبالطبع يدخل في إطار تصنيف البنا ل“,”عدو الله كل من هم ليسوا من الإخوان حتى إن كانوا من أكثر المسلمين إسلامًا وإيمانًا وإحسانًا. ولكن لم يدرك البنا حين قال ذلك أنه سيأتي في زمن لاحق بعض من رجاله ليكشفوا الحقيقة فيضعوه وبعد رحيله بسنوات عديدة في مأزق الاتهام بالكذب الفاضح يتضح ذلك في كذب حسن البنا عندما أنكر أن أحداث إلقاء قنابل ضد أقسام الشرطة في 24 ديسمبر 1946، وتم ضبط مرتكبيها من الإخوان وإدانتهم، ثم يأتي بعد ذلك أحد مؤسسي الجهاز السري الخاص -أحمد عادل كمال- لينكر مسئولية الجماعة ومرشدها عن هذه الأعمال الإرهابية. نفس الإنكار والكذب تكرر من جانب حسن البنا عن مسئوليته وجماعته عن محاولة نسف فندق الملك جورج بالإسماعيلية، ثم يأتي بعد ذلك بسنوات صلاح شادي أحد قادة الجماعة ليكشف حقيقة مسئولية الجهاز الخاص عن هذا المخطط، وبإشراف حسن البنا شخصيًّا. ثم يبرر البنا ضبط عدد من الإخوان يتدربون على أعمال قتل ونسف وتخريب في المقطم بدعوى أنها استعدادًا للاشتراك في حرب فلسطين في حين يؤكد أحمد عادل كمال في مذكراته أن موضوع التدريب للتطوع في حرب فلسطين كان غطاءً للتدريب على تنفيذ مخطط إسقاط نظام الحكم بالقوة.. ويبدو الكذب واضحًا في أقوال حسن البنا في ما يتعلق بحادثة اغتيال القاضي أحمد الخازندار، إذ يقول البنا “,”وكل ذنب الإخوان فيه أن أحد المتهمين شاع أنه سكرتير المرشد العام“,”، ولكن محمود الصباغ يكشف النقاب بعد ذلك عن أن البنا رأس لجنة تحقيق إخوانية أقرّت بمسئولية الجهاز السري عن القتل، وأن ذلك بموافقة البنا شخصيًّا .
وحتى بعد مقتل حسن البنا نجد الإخوان مستمرين في سياسة الكذب، فهم دائمًا يرتكبون الجرائم ثم يحاولون التنصل منها، مثل محاولة اغتيال عبد الناصر عام 1945 في ميدان المنشية، حيث ينفون مشاركتهم في هذه المحاولة ويعتبرونها خدعة ناصرية ومن اختراع خبير أمريكي!! ورغم اعتراف عبد اللطيف مرتكب الجريمة بأنه من الإخوان وأن مسئولي الجهاز السري إبراهيم الطيب وهنداوي دوير هما اللذان أعطياه المسدس والتكليف باغتيال عبد الناصر، إلا أن الإخوان لا يزالون يتنصلون من المسئولية، ولكن يأتي اللواء حسن أبو باشا، ليقرر أن قيادات الإخوان وعلى رأسهم المرشد العام قد اخفتوا فجأة قبل حادثة الاغتيال، وأنه عندما قام بتفتيش منزل أحد أعضاء الجهاز السري الخاص، وجد خطابًا “,”يذخر بقرارات المرشد السرية التي اتخذت في المؤتمر العاشر للجماعة والتي من بينها أن الجماعة يجب أن لا تسعى للقيام بأي عمل انقلابي إلا بعد أن تتحقق لها قاعدة قوية في الجيش والشرطة، وأن أي عمل سيقوم به الإخوان الآن لن تكون له نتيجة إلا بحورًا من الدماء يغرق فيها الإخوان“,” كما كشفت الأوراق عن وجود خطة أخرى صنعها الجهاز السري وصدق عليها المرشد العام تقضي باقتحام مجلس الوزراء واحتلاله والقيام بانقلاب، وخطة بديلة ثالثة تستهدف اغتيال مجلس قيادة الثورة بأجمعه .
ويقول الباحث الأمريكي ريتشارد ميتشل في كتابه (تاريخ جماعة الإخوان المسلمين): “,”ترجع قدرة البنا في إقامة التنظيم الحديدي إلى دراسته المتعمقة في تاريخ الحركات السرية التي نشأت في الدولة الإسلامية في عهود بني أمية وما تلاها، والتي ميزت نشاط الفرق الإسلامية المتعددة، خصوصًا الشيعة. حيث يورد ميتشل فقرات من قانون (التكوين) الذي تأسس الجهاز الإرهابي على أساسه وجاء فيه على لسان حسن البنا: “,”إن من أنواع الجنود من يجب أن يكونوا بعيدين عن النشاط الظاهري، وأن هذا النوع يجري تدريبه في حرص تام ولا يستخدم إلا في وقت الحروب العلنية“,”، وكان البنا يحذّر أتباعه من البوح بأي معلومات عن الجهاز قائلًا “,”خليِّنا زي الميَّة تحت التبن“,”. وتقوم الفكرة الأساسية للجهاز السري الخاص على أساس الطاعة المطلقة. ومن أقوال البنا حسن البنا أيضًا التي يشرع فيها القتل، تلك الأوراق التي ضبطت في حادثة العربة الجيب السابق الإشارة إليها: “,”أن القتل الذي يعد جريمة في الأحوال العادية يفقد صفته هذه ويصبح فرضًا واجبًا على الإنسان إذا استعمل كوسيلة لتأمين الدعوة“,”. ونقرأ أيضًا في نفس الأوراق ما يبرر به حسن البنا ارتكاب جرائم القتل، فيقول “,”إن الكلام لم يجد شيئًا، وكان لا بد أن نجيبهم بطريقة لا تخيب أبدًا، وهي الطريقة التي بممارستها سيتم لنا النصر، ألا وهي القوة، هكذا نجحت الثورات ونفذت الانقلابات، سنسعى جاهدين في ميداننا ونزيح من الطريق من يعترض طريقنا ويثنينا عن غايتنا“,”. ورغم البشاعة التي تتضمنها هذه الأوراق، والمعلومات التي توحي بأنهم كانوا يعدون لمجزرة حقيقية، نجد أحدهم وهو يتباهى بما احتوته هذه الأوراق قائلًا “,”إنها مفخرة يحس بها من يقرأها اليوم“,” (كتاب اللواء فؤاد علام – الإخوان وأنا) ولعل هذا الإصرار على الإرهاب المتوحش من جانب حسن البنا هو الذي دفع بعضًا من الإخوان -وبعد فوات الأوان- إلى إدانة الجهاز الخاص، فيقول فريد عبد الخالق وهو أحد القادة السابقين للجماعة “,”إن الفكرة خاطئة من أساسها، لأن الجناح العسكري ما أن شعر بقوته حتى بدأ يطغي على الجناح المدني، وحاول أن يفرض رأيه بالقوة، وهذا خطأ أي جماعة بها جهاز سري عسكري “,”.
هدف البنا ضرب مصر، وشغلها عن مواجهة إسرائيل
ولأن مصر كما وصفها حسن البنا بأنها القلب النابض للعالم الإسلامي - ولأن اليهود كانوا يعدون العدة منذ أربعينيات القرن الماضي للاستيلاء على فلسطين والقدس بصفة خاصة لجعلها عاصمة الدولة الإسرائيلية التي أعلنوها في 15 مايو 1948، فقد كان من الطبيعي أن يقوموا بضرب قلب العالم الإسلامي النابض في مصر ليسهل عليهم تنفيذ مخططاتهم في فسطين. وبالفعل تحرك حسن البنا -اليهودي الأصل والماسوني الهوية كما أثبتنا ذلك في الحلقة الأولى من هذا المسلسل- عن طريق التنظيم الخاص في عامي 1947 و1948 للقيام بسلسلة تفجيرات وقتل وإرهاب لنشر الفوضى والاضطرابات في ربوع مصر -على النحو الذي يقوم به الإخوان اليوم في عام 2013- لتشتيت جهود المصريين وتمزيقهم وإضعافهم وإلهائهم عن القيام بالدور التاريخي المنوط بهم في الدفاع عن المقدسات الإسلامية في القدس على النحو الذي قاموا به في معركة حطين 1897 وبها تم استعادة القدس من الصليبيين، ومعركة عين جالوت 1250 ضد التتار، ومعركة المنصورة عام 1285 ضد الجيش الفرنسي .
ولقد اعترف بعض قادة الإخوان في كتبهم ومذكراتهم بحقيقة ما حدث مع شباب الإخوان الذين تطوعوا لمحاربة اليهود في حرب فلسطين 1948، وأنهم فوجئوا بأن الشيخ محمد فرغلي (عضو مكتب الإرشاد) المسئول عنهم، أن تعليمات المرشد حسن البنا تأمرهم بالتوقف عن الهجمات ضد اليهود بدعوى أن هناك مؤامرة لتصفية المجاهدين (كتاب التاريخ السري لجماعة الإخوان المسلمين لعلي العشماوي ص95 ).
الإخوان يزعمون أن الاغتيالات السياسية فريضة دينية
من أبشع وأسوأ الدروس التي رسخها حسن البنا في عقول ونفوس أتباعه أن الاغتيالات السياسية سُنّة عن سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأن الرسول -حاشا لله- كان يرسل السرايا الخاصة لاغتيال أعداء المسلمين داخل بيوتهم، فنجد أحد قادة التنظيم السري الخاص -محمود الصباغ- يصف في كتابه (حقيقة التنظيم الخاص) ص 429 مهام الاغتيالات السياسية التي كان يكلف بها حسن البنا التنظيم السري بأنها (سرايا للجهاد). فكان يطلق على جريمة اغتيال النقراشي اسم (سرية قتل النقراشي باشا)، ويطلق على محاولة اغتيال إبراهيم عبد الهادي اسم (سرية محاولة قتل إبراهيم عبد الهادي) ص 450، وذلك تشبيه لها بالسرايا التي كان الرسول يرسلها في الفتوحات الإسلامية!! ثم يزعم في كتابه أن قتل النقراشي باشا كان “,”فريضة دينية وفرض عين على كل مسلم ومسلمة لاستمراره في التصدي للإخوان المسلمين“,” ص 312/314!! ثم يستطرد قائلًا “,”إن أعظم دور قام به الإخوان المسلمون في مصر هو الاغتيالات السياسية، وإن القاتل فيها مجاهد فدائي في سبيل الله“,” ص34 .
ولقد تحول أتباع حسن البنا من قادة الجهاز السري الخاص، ومن خلفهم من بعد مضي اليوم، إلى وحوش آدمية تستهين بالقتل وتستهويه وتتعطش للدماء وتستعذ بها، بل وتسخر حتى من المشاعر الإنسانية لأهل الضحايا، ويكفي أن تتوقف أمام مشاعر القيادي الإخواني أحمد عادل كمال عضو هذا الجهاز الإرهابي وهو يسخر من أنّات وآهات وصراخ زوجة المستشار الخازندار وهي تراه يسقط أمام أعينها قتيلًا برصاص الإرهابيين من الإخوان (ص174)، كما يسخر من النقراشي باشا وهو يسقط برصاص قاتله، فيصفه بما توصف به البهائم عند ذبحها (ص223)، ويسخر منه أيضًا محمود الصباغ في كتابه (حقيقة التنظيم الخاص)، ويهدد كل مَن يفكّر مثله في معارضة الإخوان بنفس المصير.. فيقول في ص 82 “,”إن النقراشي هو الذي قتل نفسه حين تجرأ وقام بتوقيع قرار حل الإخوان المسلمين “,”!!
كما تتأكد استهانة الإخوان بحرمة أموال المسلمين وثرواتهم ومصادر أرزاقهم حين تقرأ اعترافات علي عشماوي في مذكراته عن المؤامرة التي كانوا يعدون لتنفيذها عام 1965 عند القبض عليهم، فلقد كانوا يعدون لنسف المنشآت الاستراتيجية المهمة والمؤثرة بالدولة.. مثل مبنى الإذاعة والتليفزيون ومحطات الكهرباء والقناطر الخيرية، لأن ذلك “,”سيحقق الإظلام التام في القاهرة“,” ص219، أما نسف القناطر الخيرية فقد اعترض عليه البعض، لأنه سيعرّض الآلاف للموت غرقًا وتدمير البلاد وثرواتها .
وقد اعترف قادة النظام الخاص بأنهم أول من ابتكروا الوسائل والأساليب الحديثة للقتل الجماعي العشوائي، والتدمير الواسع بين المدنيين والمنشآت المهمة، وفي ذلك يقول علي عشماوي في كتابه ص64 “,”إن الإخوان المسلمين هم أول من ابتكر الحزام الناسف عام 1954 والذي يرتديه القاتل ليتحول إلى قنبلة بشرية“,”. كما قال عن السيارات المفخخة التي تستخدمها المنظمات الإرهابية في عملياتها على نطاق واسع في العديد من الدول العربية والإسلامية إنها “,”ابتكار الإخوان المسلمين، وأن أول من استخدمها هو صلاح شادي عضو النظام السري الخاص للإخوان المسلمين عام 1948 في عمليتين بتاريخ 5/6/1948، 19/7/1948 بتفجير عربة محملة بالمتفجرات داخل حي سكني حيث قتلت عشوائيًّا من قتلت من السكان والمارة“,”!! ويفتخر أحمد عادل كمال بذلك الاختراع الإرهابي فيقول في ص64 من كتابه “,”إن الرأي العام يدرك أن الإخوان هم أصحاب هذا النوع من العمليات على هذا المستوى“,” ثم يضيف معترفًا في ص62 “,”إن جماعة الإخوان المسلمين هي المسئولة عن أعمال العنف باسم الدين التي انتشرت في العالم الإسلامي بجميع صوره وأشكاله.. وإن جماعات الإرهاب التي خرجت من عباءة الإخوان المسلمين فكرًا واعتقادًا بعد أن تعلمت استخدام القنابل البشرية والسيارات المفخخة لتنشر العنف باسم الدين في كل البلدان الإسلامية وبلاد العالم “,”.
نهاية البنا من جنس عمله ..
وبعد أن قامت سلطات الدولة باعتقال العديد من قادة الإخوان في الصف الأول والثاني، وانهار الكثيرون منهم مدلين باعترافات كاملة، كان أخطرها تطوعهم بإدانة فكرة الجهاز السري الخاص وتكفير القائمين عليه، أصبح حسن البنا يعاني أكثر ما يعاني من حريته المفروضة عليه، وطالب المسئولين أكثر من مرة أن يضعوه في المعتقل، ولكنهم رفضوا، فقد اختمرت لديهم فكرة تصفيته سياسيًّا أولًا، وبعدها يصفّى جسديًّا .
ويصف د.رفعت السعيد في كتابه (حسن البنا – الشيخ المسلم) ص282 حال البنا في هذه المرحلة فيقول “,”وفي حريته كان الشيخ أكثر عذابًا من أتباعه المسجونين، فقد تركوه محاصرًا، عاجزًا، ضعيفًا، لقد انفرط عقد الجماعة والجهاز السري فقطعت خيوطه، والبناء الشامخ ينهار، و(رهبان الليل وفرسان النهار) يتساقطون تحت آلة التعذيب ليدلوا باعترافات كاملة تجر إلى الزنازين المزيد والمزيد من الإخوان، أما هو فقد حاصروا بيته واعتقلوا كل مَن يقترب منه، وصادروا سيارته.. وسحبوا خط تليفون منزله، والشيخ الذي كان ملء السمع والبصر أصبح يستجدي مقابلة مع رئيس الوزراء مقدمًا كل ما يستطيع من تنازلات، ويأبى رئيس الوزراء أن يقابله.. ووضع كهذا بالنسبة إلى رجل كحسن البنا هو قمة المأساة “,”.
وفي إطار هذه المأساة التي كان يمر بها حسن البنا كتب آخر رسائله “,”القول الفصل“,” التي حاول فيها الدفاع عن نفسه وجماعته، مبررًا أعمالها. ثم بدأ يتردى في هاوية التنازلات فيصدر بيانًا بعنوان “,”بيان الناس“,” يستنكر فيه أعمال رجاله ورفاق طريقه ودمغها بالإرهاب والخروج على تعاليم الإسلام.. ويعترف أنه “,”لا أستطيع أن ينكر الأخطاء التي ارتكبها الإخوان، وأنها قد هزّته إلى درجة أنه هو نفسه قد شعر بضرورة حل الجماعة“,”، ثم أصدر بيانًا آخر بعنوان “,”ليسوا إخوانًا وليسوا مسلمين“,” حيث يقول فيه “,”وإنني لأعلن أنني منذ اليوم سأعتبر أي حادث من هذه الحوادث يقع من أي فرد سبق له اتصال بجماعة الإخوان موجهًا إلى شخصي، ولا يسعني إزاءه إلا أن أقدم نفسي للقصاص وأطلب إلى جهات الاختصاص تجريدي من جنسيتي المصرية التي لا يستحقها إلا الشرفاء الأبرياء، فليتدبر ذلك من يسمعون ويطيعون“,”. وهو ما أثار الإخوان في المعتقلات ووجهوا له رسالة تهديد يقولون فيها “,”إذا كان هذا البيان صحيحًا فإن يوم الحساب آت بعد الإفراج عنا“,”. ثم كانت النهاية عندما سحبت السلطات الحراسة المحيطة به، واستدرجوه إلى جلسة مفاوضات أخيرة، وأطلقوا عليه الرصاص في 12 فبراير 1949، وكان المدبر الأساسي لقتله هو الملك فاروق الذي نافقه حسن البنا يومًا وطالب بالاحتفال بيوم مولده، كما نحتفل بيوم المولد النبوي!! وكان ذلك ثمن الولاء والمداهنة والرياء الذي اعتاده حسن البنا بتقديسه للملك يومًا ما، والتي قادت إلى نهايته، وكانت ثمرة ما قدمت يداه من تحريض على القتل والتخريب والتدمير باسم الدين. فكان الجزاء الذي تلقاه حسن البنا في نهايته من جنس عمله .


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.