عندما صرخ المبدع الكبير الراحل صلاح جاهين «الدرس انتهي.. لموا الكراريس»، كان يعني أن نجمع كراريس الزهور البريئة من تلاميذ مدرسة قرية بحر البقر المحملة ببقايا جثامينهم ودمائهم الطاهرة، نتيجة المجزرة الغادرة التي ارتكبتها إسرائيل وأمريكا عام 1970، لتضعها – كأسلحة فتاكة – في عيون: * الصهاينة العنصريين الجبناء الذين لم يستطيعوا أن يردوا علي حرب الاستنزاف الباسلة التي خاضها المقاتلون المصريون الأبطال، إلا بالعدوان الخسيس علي الأطفال والمدنيين. * الإدارات الأمريكية التي قدمت للصهاينة الطائرات والنابالم التي اقترفوا بها جريمتهم. * الرأي العام الغربي – الرسمي وليس الشعبي – المنحاز بخنوع غريب للجرائم الصهيونية. .. أما نظام الحكم التابع للمخططات الأمريكية – الصهيونية منذ ذلك التاريخ وعلي مدي أربعين عاما ثقيلة وكريهة، فلقد لبي نداء صلاح جاهين، ولكن وفق سياساته العميلة، بأن لُمّ الكراريس حتي يخفيها ومما تحمله من أدلة الجريمة البشعة، حرصا علي سلامه المزعوم مع إسرائيل وعلاقاته الاستراتيجية المشبوهة مع الولاياتالمتحدةالأمريكية. وبدلا من أن تتحول مدرسة بحر البقر التي وقع علي تلاميذها وتلميذاتها الشهداء هذا العدوان الهمجي رمزا مشرفا لنضال وتضحيات أبناء مصر وأطفالها ضد الجرائم الأمريكية والصهيونية المعادية لحقنا في التحرر والاستقلال والتنمية، بل لحقنا في الحياة، تم تهميشها – كما همش ذلك النظام التابع المذابح التي استشهد فيها عمال أبي زعبل والأسري المصريين العزل من السلاح في حربي 1956 و1967 – للدرجة التي استفزت جريدة الأهرام الحكومية أو كمال يقال «القومية»، وجعلها تنشر في 27/7/2007، أن مدرسة بحر البقر «سقفها معظمه بالبوص وجدرانها بالطوب الأخضر وخطوط الضغط العالي تمر من فوقها وتهدد حياة الجيل الجديد من تلاميذها». تري.. هل من شاءت لهم المقادير حكم مصر بعد ثورة 25 يناير النبيلة.. بأرواح وعيون ودماء أبطالها.. سيقومون باتخاذ الموقف الصحيح من بحر البقر.. ومن جميع تراث مصر الوطني..؟ نأمل ذلك