اليوم نودع عاماً هجرياً مضي.. وساعات قليلة ونستقبل عاما هجريا جديداً.. وقد قال الله تعالي لرسوله الكريم وذكر فإن الذكري تنفع المؤمنين. نحن نستعيد ذكريات الهجرة لانريد أن نكتفي بمجرد تبادل التهاني الشكلية ولا اجترار ذكريات الايام العطرة في تاريخ الاسلام والحديث المكرر والمعاد عن دروس هجرة الرسول صلي الله عليه وسلم من مكة إلي المدينة التي كانت انتقالاً بالدعوة وبداية لبناء دولة الاسلام وايذاناً بانتصار دعوة التوحيد علي دعاوي الشرك وسيادة نور الايمان علي ظلام الجهل. نحن نريد ان نستلهم ما حوته الهجرة وما أعقبها من جهد وجهاد في سبيل نشر الدعوة وإقامة الدولة.. وما كادت الامور تستتب للرسول صلي الله عليه وسلم في المدينة حتي بدأ رحلة عالمية الاسلام انطلاقا من هذا المحضر الكريم الذي تشرف بوجود النبي صلي الله عليه وسلم. علينا ان تتذكر ان النبي صلي الله عليه وسلم عاد إلي مكة بعد ثماني سنوات فقط من الهجرة.. وقد غادرها لايصحبه إلا رجل واحد هو أبوبكر الصديق وعاد اليها ومنه حيش قوامه عشرة ألاف رجل.. لكنه لم يفتحها بقوة السلاح بل بقوة الايمان.. بالقرآن بكلمة الهداية وبالمحبة.. وعندما قال أحد الصحابة: اليوم يوم الملحمة قال النبي صلي الله عليه وسلم بل يوم المرحمة. علينا ان نستعيد ؟؟؟ بأننا أمة صاحبة حضارة.. وقبلها نحن أمة صاحبة رسالة.. ويجب علينا أن نكون في مستوي هذه الحضارة وعلي قدر تلك الرسالة.. ولن يكون ذلك إلا بالعودة إلي المنابع الصافية.. القرآن الكريم وسيرة صاحب هذه الذكري العطرة النبي صلي الله عليه وسلم.. بهذا فقط يكون تعبيرنا عن الاحتفال بذكري الهجرة ذا معني وذا جدوي للأمة الاسلامية. وختاماً: قال تعالي "لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر وذكر الله كثيراً" الاحزاب أية "21"