بالأرقام، لطفي شحاتة يحسم صدارة الحصر العددي في الزقازيق ب71,214 صوتا    من الإسكندرية إلى القاهرة والعكس، جدول كامل لمواعيد قطارات اليوم الجمعة 19 ديسمبر 2025    ما حضرتش فرح ابنها، نجل حنان ترك يحتفل بزفافه بعيدًا عن الأضواء دون ظهور والدته (صور)    بعد قليل، ظاهرة فلكية ترى بالعين المجردة تزين السماء    الداخلية تضبط 20 شخصًا على خلفية مشاجرة بين أنصار مرشحين بالقنطرة غرب    نائب وزير الإسكان يبحث التعاون مع شركة كورية متخصصة في تصنيع مكونات محطات تحلية المياه والصرف الصحي    محمد منير يشعل تريند جوجل ب«مكاني».. أغنية الوحدة العربية تتوّج ختام كأس العرب 2025    مصطفى بكري: أناشد الرئيس السيسي تخفيف الأعباء عن الغلابة والطبقة المتوسطة.. الأسعار هارية الناس    عبد المنعم سعيد: الإعلان عن اتفاقية الدفاع المشترك بين مصر والسودان هو تفعيل لها    رئيس إدارة المديريات الزراعية: صرف الأسمدة سيضم 6 محافظات بموسم الصيف المقبل    مشاجرة عنيفة وألعاب نارية باللجان الانتخابية في القنطرة غرب بالإسماعيلية، والقبض على 20 متورطا    «مطروح للنقاش».. إعادة هيكلة الجيش الأمريكي وتغييرات البث الرقمي    أسعار الذهب اليوم الجمعة 19 ديسمبر في بداية التعاملات    كبير الأثريين: الحضارة المصرية عقدة اليهود الأزلية.. الهجوم على المتحف الكبير سببه أنه مشروع ناجح    العليا للتفتيش الأمني والبيئي تتابع إجراءات تشغيل البالون الطائر بالأقصر    مستشار الرئيس للصحة: لا يوجد وباء والوضع لا يدعو للقلق.. والمصاب بالإنفلونزا يقعد في البيت 3 أو 4 أيام    اللجنة العامة ببنها تعلن الحصر العددي لجولة الإعادة بانتخابات النواب 2025    اللجنة العامة للدائرة الثالثة بالإسماعيلية تعلن نتيجة الحصر العددي للناخبين    الحصر العددي الأول بلجنة طنطا رقم 1، نتائج فرز أصوات اللجان الفرعية    انفجارات في أوريول.. أوكرانيا تستهدف محطة كهرباء روسية    واشنطن تفرض عقوبات على سفن وشركات شحن مرتبطة بإيران    اجتماع رفيع المستوى في ميامي.. ويتكوف يلتقي الوسطاء لبحث ملف غزة    الحصر العددي للدقهلية: تقدم عبدالسلام وأبو وردة والجندي ومأمون وشرعان    بعد جدل أمني، تيك توك تبيع أصولها في أمريكا    سفير مصر في المغرب يكشف تفاصيل معسكر منتخب مصر قبل كأس الأمم    اللجنة العامة للدائرة الثالثة بالإسماعيلية تعلن نتيجة الحصر العددي للناخبين    بالأرقام، الحصر العددي للدائرة الثامنة بميت غمر    نجاة الفنان وائل كفوري من حادث طائرة خاصة.. اعرف التفاصيل    بناء القدرات في تحليل وتصميم نماذج العواصف الرملية والترابية بالشرق الأوسط    فوز «حسن عمار» في جولة الإعادة بالدائرة الأولى ب انتخابات مجلس النواب ببورسعيد    وكيل فرجاني ساسي يصدم الزمالك: سداد المستحقات أو استمرار إيقاف القيد    كأس عاصمة مصر - إبراهيم محمد حكم مباراة الزمالك ضد حرس الحدود    أمم إفريقيا - منتخب مصر يخوض مرانه الأول في المغرب    (اشتباكات الإسماعيلية) إهانات بين الكعب الأعلى: جيش أم شرطة؟.. وناشطون: طرفان في المحسوبية سواء    بالأرقام، الحصر العددي لجولة الإعادة بالدائرة الأولى بالمنصورة    محمد موسى عن واقعة نبش قبر فتاة: جريمة تهز الضمير قبل القانون    «لم يصلوا أبداً».. حكاية 7 أشخاص احترقت بهم السيارة قبل أن تكتمل الرحلة بالفيوم    رحلة التزوير تنتهي خلف القضبان.. المشدد 10 سنوات ل معلم صناعي بشبرا الخيمة    الزمالك يهنئ بنتايج والشعب المغربى بالتتويج ببطولة كأس العرب    رئيس الوزراء يرد على أسئلة الشارع حول الدين العام (إنفوجراف)    جوتيريش يدعو إلى توظيف الهجرة لدعم التنمية المستدامة وتعزيز التضامن الإنساني    فلسطين.. قصف مدفعي إسرائيلي يستهدف جباليا شمال قطاع غزة    مش فيلم.. دي حقيقة ! شاب مصري يصنع سيارة فوق سطح منزله مع "فتحى شو"    أزهر اللغة العربية    بميزانية تتجاوز 400 مليون دولار وب3 ساعات كاملة.. بدء عرض الجزء الثالث من «أفاتار: نار ورماد»    مصطفى بكري: الطبقة المتوسطة بتدوب يجب أن تأخذ حقها.. وننقد حرصا على هذا البلد واستقراره    ترامب يدعو أوكرانيا إلى التحرك سريعا لإنهاء الحرب    كونتي: هويلوند يمتلك مستقبلا واعدا.. ولهذا السبب نعاني في الموسم الحالي    هل يرى المستخير رؤيا بعد صلاة الاستخارة؟.. أمين الفتوى يجيب    هل عليَّ إثم لو لم أتزوج؟.. أمين الفتوى يجيب أحد ذوي الهمم    سنن يوم الجمعة: آداب وأعمال مستحبة في خير أيام الأسبوع    اللجنة العليا للتفتيش الأمني والبيئي تتفقد مطار الأقصر (صور)    وزير الأوقاف يكرم عامل مسجد بمكافأة مالية لحصوله على درجة الماجستير    محافظ الدقهلية يكرم أبناء المحافظة الفائزين في المسابقة العالمية للقرآن الكريم    المستشفيات التعليمية تناقش مستجدات طب وجراحة العيون في مؤتمر المعهد التذكاري للرمد    قبل صافرة البداية بساعات.. بث مباشر مباراة السعودية والإمارات في كأس العرب 2025 وكل ما تريد معرفته عن القنوات والتوقيت وطرق المشاهدة    الأردن يواجه المغرب في نهائي كأس العرب 2025.. كل ما تحتاج لمعرفته عن البث المباشر والقنوات وطرق المشاهدة أونلاين    وزير الصحة: الذكاء الاصطناعى داعم لأطباء الأشعة وليس بديلًا عنهم    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



المرأة العاملة.. "عمود" البيت المصري
التوازن بين العمل والأسرة.. سر النجاح
نشر في عقيدتي يوم 28 - 04 - 2015

لم يعد الحديث في عمل المرأة محل نقاش أو جدال بل أصبح أمرا مفروغا منه. ورغم ذلك هناك الكثير من القضايا والأمور التي يجب مناقشتها لأنها تؤثر في عمل المرأة ويجب البحث عن حلول لها.. من أجل ذلك كان هذا التحقيق.
تقول دعاء حاتم معيدة بكلية الاعلام بجامعة الأزهر: خروج المرأة للعمل ليس مشكلة في حد ذاته وليس سببا لضياع الأسرة والأولاد بالعكس هو يعطيها كثيرا من الخبرات الاجتماعية. يشعرها بتحقيق ذاتها وانجازاتها الشخصية التي تحققها لنفسها ولشخصها في العمل يعطيها كثيرا من الرضا عن الذات. وكثيرا ما يحقق لها فوائد مادية لها ولأسرتها تعينها علي متطلبات الحياة.
وتبدأ المشكلة اذا ما اختل التوازن بين البيت والعمل فاهمال أحدهما علي حساب الآخر.. ساعتها يبدأ الضغط النفسي والعصبي في التزايد علي المرأة فيؤثر عليها وعلي من حولها في البيت أو العمل أو كليهما.
وفي الحقيقة فان المرأة العاملة تحتاج الي الكثير من الدعم النفسي وتهيئة الظروف للنجاح في المهمتين داخل وخارج البيت وللإعلام الدور الأكبر في رفع مستوي تطلعات المرأة.. سواء تطلعات اجتماعية أو مادية أو أدبية مما جعلها تبحث عن ارضاء هذه التطلعات بأساليب مختلفة أهمها نزولها الي العمل.
وهنا عليها ان تحذر فالاعلام يجسد أحيانا كثيرة شخصيات نسائية بعيدة عن واقع المرأة المصرية العادية كما يناقش مشكلات لكن كثيرا من حلول هذه المشكلات لا تتلاءم مع المرأة المصرية بوجه عام وهنا تحتاج المرأة ان تكون أكثر وعيا في تلقيها لما تطرحه عليها وسائل الاعلام بوجه عام وما تطرحه عليها الدراما بشكل خاص.
المرأة الناضجة
وكلما كانت المرأة وكذلك زوجها أكثر نضجا كلما حققت المزيد من النجاحات في العمل وفي البيت علي وجه سواء وكلما زادت قدرتها علي تخطي الصعاب وتفادي المشكلات بلا خسائر أو علي الأقل بأقل خسائر ممكنة.
اقتحام كل المجالات
وتري ميادة ماهر صيدلانية ان نظرة المجتمع تغيرت تماما للمرأة العاملة أصبحنا نري المرأة تشغل كل المناصب الآن مثل الرجل ولم يعد دورها مقتصرا فقط علي البيت وتربية الأبناء فمن خلال تجربتي الشخصية أؤيد وأشجع كل امرأة أن تتمسك بحقها في العمل حتي وان كان مشروعا صغيرا خاصا بها تقوم به في المنزل فقط من باب كسب المال وأن يكون لها دخل خاص بها وليست فقط المرأة المعيلة هي التي بحاجة للعمل فخروجي واختلاطي بالمجتمع أحدث تغييرا جذريا في شخصيتي كل شخص أتعامل معه أتعلم منه شيئا جديدا وكلما مر الانسان بتجارب مختلفة تضيف له حتي وان لم تكن موفقة وهذا ما يجعلني اكتسب خبرات أكثر وتنعكس هذه الخبرات علي تربيتي لأبنائي وأيضا الاحساس بالنجاح واحراز الأهداف في عملي الخاص كان أكبر دافع لي ان أعزز في أبنائي منذ صغرهم ان ما يحتاجونه يمكن أن يصنعوه بأيديهم وألا يكونوا استهلاكيين فيكبروا علي هذا المبدأ.
في النهاية أحيي كل امرأة تعمل وتشعر بقيمة ما تفعله وأشجع كل امرأة لم تأخذ هذه الخطوة ان تخوض هذه التجربة الرائعة وتعلمها لأبنائها لتتحول لمجتمع ينتج أكثر مما يستهلك.
العمل عبادة
وتقول نهلة بدر الدين رئيس تحرير بالتليفزيون المصري العمل عبادة سواء للرجل أو المرأة وخروج المرأة للعمل يجعلها أكثر ذكاء وقدرة علي التعامل مع مفردات الحياة بايجابية.
والوحيدة التي تستطيع ان تحكم اذا كان العمل يناسبها أم لا هي المرأة نفسها لذا لا يجب اجبار المرأة علي البعد عن تخصص معين لمجرد أن المجتمع يراه محظورا عليها فقد تكون موهوبة وقادرة علي العطاء في هذا المجال لذا فان المرأة هي صاحبة القرار.
أضافت: العمل ليس مجرد الخروج للبحث عن المال.. بل العمل يوفر للانسان القدرة علي الاحساس بأن له قيمة في مجتمعه وانه قادر علي العطاء وتحقيق ذاته يبن أفراد مجتمعه اي انسانة لها الحق في اثبات ذاتها وقيمتها في مجتمعها.
وتري ان الأم لطفل حديث الولادة يجب أن تحدد أولوياتها وطبعا من أهم الأولويات والدور الأكبر الذي تقوم به هو طفلها.. وفي حالة الطفل حديث الولادة فنظريات التربية الحديثة ومتطلبات الطفل الفسيولوجية والنفسية تتطلب وجود الأم بجوار طفلها في أول عامين من عمره لأنها المرحلة التي يتكون فيها لدي الطفل الاحساس بالأمان لذا يجب ألا تنفصل الأم عن طفلها في هذه المرحلة واذا كانت ظروف عملها لا تسمح بهذا فيجب ان تترك الأم طفلها مع من تستطيع القيام بدور الأم البديلة والتي تخلق نوعا شديد الخصوصية من التواصل مع هذا الطفل مثل الجدة أو الخالة أو العمة. والحقيقة ان المرأة المصرية سواء كانت ربة منزل أو تعمل خارج المنزل هي امرأة عاملة لأن المهام التي تقوم بها داخل المنزل هي أسمي وأهم أنواع العمل التي يستطيع ان يقدمها انسان لبلده وهي تقديم جيل متميز نفسيا وجسديا وعلميا قادر علي خدمة وطنه والوصول الي أعلي درجات التقدم والنمو.
حق وواجب
وتقول ايمان بهي الدين مدير عام الاعلام بالمجلس العربي للطفولة والتنمية عمل المرأة هو حق وواجب وفق كل القواعد الانسانية والحقوقية والتنموية. وهو أيضا أمر لم يرفضه الدين. اذا مسألة ان تعمل المرأة من عدمه هو قرار يخصها لأنها تملك من العقل ما يجعلها تحدد اختياراتها السلمية وفق ظروفها الخاصة فهناك الملايين من السيدات اللائي فضلن عدم الخروج للعمل لظروف أسرية تخصهن وأيضا ملايين رحلن مع الزوج في رحلة الغربة من أجل حياة أفضل وهن مقتنعات بما يفعلن.
اذا عمل المرأة لا تحكمه قواعد عامة أو تقليدية بقدر ما هو قرار تحكمه ظروف خاصة بكل امرأة أما مسألة تأثير ذلك علي الأسرة فأظن اننا بحاجة الي دراسات عميقة تحدد اذا ما كان عمل المرأة هو السبب الرئيسي لما نشهده من تداعيات سلبية علي المجتمع ككل لسبب بسيط ان المرأة أو الأم لم تعد وحدها تربي أولادها فهناك الاعلام والثقافة والمؤسسة الدينية والمدرسة وغيرهم شركاء في التربية وبالتالي اذا أردنا اصلاح الأجيال القادمة علينا أن نعيد النظر في سياسات التنشئة داخل كل هذه المؤسسات بل وعلي الدولة ان تهييء للأم ظروف عمل أفضل من خلال توفير حضانات ودور رعاية لأطفالها الصغار بحيث يكون لديها احساس بأنها تعمل وأولادها في مكان آمن.
ومن جانب آخر ربما تثبت الدراسات أن عمل المرأة مفيد للاطفال لأن المرأة أكثر انفتاحا علي العالم الخارجي أو انها أكثر قدرة علي التعامل مع أطفالها وفق معطيات العصر من تلك المرأة التي أغلقت حياتها علي بيتها فقط.
وعما اذا كانت هناك أعمال محظورة علي المرأة فأنا أعتقد ان اقتحمت المرأة كل المجالات وأثبتت جدارتها.. ففي مصر اقتحمت المرأة كل المجالات وأثبتت جدراتها.. ففي مصر اقتحمت المرأة مجال القضاء متأخرة عن المرأة العربية في دول أخري ورغم ذلك أثبتت جدارتها.. واليوم البنت المصرية تدعو للالتحاق بالتجنيد لتنال هذا الشرف.. وهل يمكن لأحد أن ينسي دور المرأة المصرية في الثورات الأخيرة التي قلبت الموازين حتي صرنا نقول ان المرأة المصرية كانت البوصلة في تصحيح مسار الثورة فتحية للمرأة المصرية وتحية لنضالها العظيم.
وتري ايمان بهي الدين ان فكرة اعادة النظر في عمل المرأة مثل دعوة خلع الحجاب كلاهما صوت لا يعبر عن واقع المجتمع المصري. فماذا سنفعل بالمرأة المعيلة هل سنقول لها لا تعملي ولا تعيشي أنت ومن تعولين خاصة وان الدراسات أكدت أن أكثر من 25% من السيدات يعولن أسرهن.
فعمل المرأة لم نعد نملك معه رفاه الاختيار بل أصبح واجبا حتميا في ظل ظروف اقتصادية معلومة للجميع.
الإقرار.. أفضل
علي الجانب الآخر يري عادل عبدالكافي "أعمال حرة" ان جلوس المرأة في بيتها في وقتنا الحالي أفضل من خروجها للعمل لاسترجاع قيم وأخلاقيات المجتمع المصري التي انحدرت بشدة في الفترة الأخيرة. فلقد خرجت المرأة المصرية للعمل وانهارت القيم المجتمعية للشعب المصري وهذا ما نلحظه بشدة في الشارع المصري من انفلات أخلاقي. فيما مضي وحتي بدايات السبعينيات كانت المرأة في بيتها تربي أبناءها علي القيم الأصيلة التي تربينا ونشأنا عليها. كانت ترعي شئون بيتها وأسرتها وتحافظ علي العلاقة الطيبة مع جيرانها. وكان التفاف الأسرة المصرية حول "طبلية" الطعام في موعد يومي ثابت هو بمثابة اجتماع عائلي يومي يعرض كل فرد من أفراد الأسرة ما جد في يومه ويتخذ القرار الذي يصب في مصلحة جميع أفراد الأسرة الآن اختلف الوضع تماما فمن النادر أن يلتقي أفراد الأسرة علي طعام. وبالتالي أصبح لكل فرد من أفراد الأسرة عالمه الخاص الذي يعيش فيه والنتيجة تراجع القيم الأسرية والمجتمعية التي كانت سمة من سمات المجتمع المصري.
والسؤال: لماذا لا تقر الدولة قانونا بأن تعمل المرأة حتي سن ال 45 وتخرج من الخدمة بمعاش كامل؟ واذا كانت التقارير الدولية تقول ان متوسط انتاجية العامل المصري تبلع 20 دقيقة يوميا من اجمالي عدد ساعات العمل والمقدرة ب 8 ساعات وهو ما يعني نسبة 4.2% تقريبا. وعدد الموظفين بالجهاز الحكومي والذي يقدر عددهم بحوالي 5.7 مليون موظف كثير منهم بلا عمل حقيقي والشيء المضحك ان تقارير الأداء لمعظمهم هي الامتياز. أي ملهاة تلك التي نعيشها. وكلنا يعلم ان المرأة العاملة لا هم لها الا تعطيل مصالح البلاد والعباد ولا تجيد الا اشغال التريكو وتجهيز الملوخية والبامية. بالاضافة طبعا لحلقات النميمة التي لا تنتهي والخوض في أدق تفاصيل الحياة اليومية حتي ما يحدث في غرف النوم.
أضاف لماذا لا يكون عدد النساء العاملات مساء للكوتة التي طالبن بها في مجلس النواب وأقرها الدستور؟
فمثلا في محطة مترو سعد زغلول والتي تتجمع عندها العديد من الوزارات والمصالح الحكومية ووقت انتهاء العمل تجد طوفان من النساء العاملات بعضهن في حاجة لمن يساعدهن علي ركوب المترو اذ لا يستطعن المشي بمفردهن. فلماذا لا تريح المرأة وتستريح بمحض ارادتها وتتيح الفرصة لأبنائها في العصور علي وظيفة فمرتب واحدة منهن كفيل بتشغيل العديد من الشباب.
حياة نضال
يشير الدكتور محمد حسن غانم أستاذ ورئيس قسم علم النفس بكلية الاداب جامعة حلوان الي ان خروج المرأة للعمل أصبح من القضايا المفروغ منها خاصة وانها قد ناضلت لسنوات طويلة ولعل جهود قاسم أمين وهدي شعراوي وغيرها من الرائدات خير نموذج علي ذلك.
واذا كان البعض يستشهد ان فترة الستينيات كانت الأسرة متماسكة والأب يعود في وقت محدد يجمع حوله الأبناء لمناقشة كافة القضايا الا اننا لا يجب ان نرجع انحراف الأبناء في الوقت الراهن الي عمل المرأة فقط لأن المرأة في الستينيات كانت تخرج للعمل والتعليم ولكن ثمة متغيرات حدثت لعل أهمها: سفر معظم الآباء الي الخارج أو عمل الأب في أكثر من عمل في محاولة قد تكون يائسة لسد احتياجات الأسرة ولذا فالأب المسافر يجعل الأم هي التي تقوم بتربية الأبناء والاشراف علي شئونهم لكن هي بدورها تعاني من الحرمان من غياب الزوج فكيف نطلب من محروم أن يشرف علي محرومين مثله.
اضافة الي أن الأب الذي يعمل في أكثر من مهنة يستهلك وقته وطاقته في العمل وبالتالي يعود الي البيت مرهقا وبالتالي ينام أفضل من تناوله الطعام حتي يستطيع أن ينهض مبكرا للحاق بالعمل ليستطيع ايفاء احتياجات منزله. أيضا التغيرات التي حدثت في وسائل الاعلام وتحديدا التليفزيون وكان في الستينيات والسبعينيات والثمانينيات كان يعمل الي الثانية عشر مساء ثم يغلق الارسال وكان لا يوجد الا محطتان. الآن في عالم القضائيات نستطيع أن نفتح التليفزيون في أي وقت وتجد آلاف القنوات التي تجعل المتلقي يلهث خلف هذه القنوات.
أيضا التليفون المحمول والانترنت والذي يجعل الشاب يدخل في علاقات افتراضية مع الآخرين لدرجة اننا نجد الشاب في المحاضرة يتابع الفيس والانترنت والأخطر انه يقود سيارته وهو يتابع الفيس والانترنت ويؤدي الي حوادث.
الخلاصة اننا لا يجب ان نرجع عنف الأطفال والشباب واهمالهم الدراسة وتمردهم علي الكبار فقط الي عمل المرأة وانما يجب ان نتناول كافة المتغيرات التي أدت الي تمرد وعنف الشباب بدلا من التركيز علي جانب واحد من القضية.
عمل مشروع
ويشير الدكتور خالد بدير الباحث بكلية الدعوة الاسلامية جامعة الأزهر الي ان عمل النساء في العهد النبوي كان شائعا معروفا فقد عملت المرأة في تطبيب الجرحي. والقيام علي المرضي في جيوش المسلمين روي مسلم في صحيحه عن أنس رضي الله عنه قال: كان رسول الله صلي الله عليه وسلم يغزو بأم سليم ونسوة من الأنصار معه اذا غزا فيسقين الماء ويداوين الجرحي. وعن أم عطية رضي الله عنها قالت: "غزوت مع رسول الله سبع غزوات أخلفهم في رحالهم فأصنع لهم الطعام وأداوي الجرحي. وأقوم علي المرضي" "رواه مسلم" ولاشك ان خروجهن في الغزو كان مع أزواجهن أو محارمهن كما لا يخفي.
ومنهن من كانت تعمل في الزراعة والأعمال اليدوية فقد روي الشيخان عن أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنها قالت: تزوجني الزبير وما له في الأرض من مال. ولا مملوك. ولا شيء غير ناضج وغير فرسه. فكنت أعلف فرسه. واستقي الماء. وأخرز غربه. وأعجن.. وكنت أنقل النوي من أرض الزبير علي رأسي. وهي مني علي ثلثي فرسخ.
وكانت رائطة امرأة ابن مسعود رضي الله عنهما امرأة صناع اليد. فكانت تنفق عليه وعلي ولده من صنعتها.. رواه أحمد. "ومعني صناع اليد: أي ماهرة في العمل اليدوي" ومنهن من اشتغلت بالتعليم والفتوي. وهذا مشهور بين أزواجه صلي الله عليه وسلم. بل نص العلماء علي أن من حكم تعدد زوجاته صلي الله عليه وسلم أن يطلع الناس علي سيرته في تعامله معهن ليكون قدوة للأزواج في تعاملهم مع أهليهم وكان أشهرهن عائشة وأم سلمة رضي الله عنهما فهذه هي أهم الأعمال التي كان النساء يقمن بها. ضمن حدود الشريعة وضوابطها. ولاشك انه ستظل هناك مجالات أخري كثيرة في مجتمعنا المعاصر بحاجة الي أن تعمل فيها المرأة وذلك في حدود الضوابط التي وضعها الاسلام لعمل المرأة والتي تتمثل فيما يلي:
* أن يكون العمل موافقا لطبيعة المرأة وأنوثتها. ويقارب فطرتها اللطيفة الرقيقة. ويمنعها من الاختلاط بالرجال. كالعمل في تدريس النساء ورعاية الأطفال. وتطبيب المريضات ونحو ذلك.
* أن لايعارض عملها الوظيفة الأساسية في بيتها نحو زوجها وأطفالها وذلك بألا يأخذ عليها العمل كل وقتها بل يكون وقت العمل محدودا فلا يؤثر علي بقية وظائفها.
* أن يكون خروجها للعمل بعد إذن وليها كوالديها. أو زوجها ان كانت متزوجة.
* خلو العمل من المحرمات كالتبرج والسفور وغيرهما.
* أن تتحلي بتقوي الله سبحانه وتعالي. فهذا يكسبها سلوكا منضبطا وخلقا قويما يريحها أولا. ويريح الآخرين من الفتن ثانيا.
* أن تلتزم بالحجاب الشرعي. فلا تبدي شيئا منها لأجنبي الا ما لابد منه من الثياب الطاهرة. قال تعالي: "وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن ويحفظن فروجهن ولا يبدين زينتهن الا ما ظهر منها. وليضربن بخمرهن علي جيوبهن.." "النور: 31"
أضاف الدكتور خالد بدير ان الأصل في عمل المرأة الجواز والاباحة ومعلوم ان الشريعة الاسلامية مبنية علي درء المفاسد وجلب المصالح فاذا كان عمل المرأة فيه مصلحة فانها مأمورة بالعمل ولكن هذا الأمر يرجع الي حاجة المجتمع الي عمل المرأة به. كان عملها واجبا لأن ما لا يتم الواجب فهو واجب والا أصبح مندوبا. واذا كان عمل المرأة يؤدي الي مفسدة سواء كانت هذه المفسدة في طبيعة العمل من اختلاط وتبرج وسفور مما يؤدي الي مالا يحمد عقباه. أو كانت هذه المفسدة في هدم بيتها وعدم القيام بحقوقها الزوجية فضلا عن اهمال أولادها وتشريدهم وضياعهم لانشغال الزوجين بمهام الحياة. فان عمل المرأة في هذه الحال يدور بين الحرمة والكراهة بها لتربية المفسدة.
ونخلص من ذلك: ان عمل المرأة تدور عليه الأحكام التكليفية الخمسة. فقد يكون واجبا أو مندوبا أو مباحا أو حراما أو مكروها. ويرجع ذلك الي درء المفسدة وجلب المصلحة. ومدي التزام المرأة بالضوابط الشرعية سالفة الذكر من عدمه. والحكم يدور مع العلة وجودا وعدما.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.