البنك المركزي يطرح أذون خزانة بقيمة 55 مليار جنيه في هذا الموعد    15 شهيدا في مخيم النصيرات.. ومدفعية الاحتلال تستهدف رفح الفلسطينية    الاحتلال الإسرائيلي يخوض اشتباكات في حي البرازيل برفح الفلسطينية    غضب عارم داخل حكومة تل أبيب وتهديدات بالانسحاب.. ماذا يحدث في إسرائيل؟    واشنطن تدين إطلاق كوريا الشمالية لصواريخ باليستية    عاجل.. تطورات خطيرة في إصابة علي معلول ونقله للمستشفى    تشيلسي يستضيف بورنموث في الدوري الإنجليزي.. الموعد والقنوات الناقلة    عاجل.. «رياح واضطرابات شديدة».. «الأرصاد» تحذر من طقس الساعات المقبلة    حظك اليوم برج العقرب الأحد 18-5-2024 على الصعيدين المهني والعاطفي    سامح يسري يحتفل بزفاف ابنته.. ومصطفى قمر يغني في الفرح (صور)    5 معلومات عن عامر الصباح زوج الفنانة صابرين    عاجل.. موجة كورونا صيفية تثير الذعر في العالم.. هل تصمد اللقاحات أمامها؟    القومي للبحوث يوجه 9 نصائح للحماية من الموجة الحارة.. تجنب التدخين    الداخلية تكشف حقيقة فيديو الاستعراض في زفاف "صحراوي الإسماعيلية"    نصائح لمواجهة الرهبة والخوف من الامتحانات في نهاية العام الدراسي    رئيسا روسيا وكازاخستان يؤكدان مواصلة تعزيز الشراكة الاستراتيجية بين البلدين    مدرب نهضة بركان: نستطيع التسجيل في القاهرة مثلما فعل الزمالك بالمغرب    بن حمودة: أشجع الأهلي دائما إلا ضد الترجي.. والشحات الأفضل في النادي    بوجه شاحب وصوت يملأه الانهيار. من كانت تقصد بسمة وهبة في البث المباشر عبر صفحتها الشخصية؟    عاجل.. إصابة البلوجر كنزي مدبولي في حادث سير    الحكم الشرعي لتوريث شقق الإيجار القديم.. دار الإفتاء حسمت الأمر    خاص- تفاصيل إصابة علي معلول في مباراة الأهلي والترجي    "التنظيم والإدارة" يكشف عدد المتقدمين لمسابقة وظائف معلم مساعد مادة    مع استمرار موجة الحر.. الصحة تنبه من مخاطر الإجهاد الحراري وتحذر هذه الفئات    عيار 21 الآن بالسودان وسعر الذهب اليوم الاحد 19 مايو 2024    إيطاليا تصادر سيارات فيات مغربية الصنع، والسبب ملصق    تعزيزات عسكرية مصرية تزامنا مع اجتياح الاحتلال لمدينة رفح    رضا حجازي: التعليم قضية أمن قومي وخط الدفاع الأول عن الوطن    نشرة منتصف الليل| الحكومة تسعى لخفض التضخم.. وموعد إعلان نتيجة الصف الخامس الابتدائي    أصل الحكاية.. «مدينة تانيس» مركز الحكم والديانة في مصر القديمة    «يلا بينا».. باسم سمرة يروج لفيلمه الجديد «اللعب مع العيال»    باقي كام يوم على الإجازة؟.. موعد وقفة عرفات وعيد الأضحى 2024    شافها في مقطع إباحي.. تفاصيل اتهام سائق لزوجته بالزنا مع عاطل بكرداسة    محافظ بني سويف: الرئيس السيسي حول المحافظة لمدينة صناعية كبيرة وطاقة نور    بعد الانخفاض الكبير في عز.. أسعار الحديد والأسمنت اليوم الأحد بالمصانع والأسواق    "التصنيع الدوائي" تكشف سبب أزمة اختفاء الأدوية في مصر    عماد النحاس: كولر أدار المباراة بشكل متميز.. وغربال كان متوترًا    وظائف خالية ب وزارة المالية (المستندات والشروط)    بعد ارتفاعه.. سعر الدولار مقابل الجنيه المصري اليوم الأحد 19 مايو 2024    صرف 90 % من المقررات التموينية لأصحاب البطاقات خلال مايو    اليوم السابع يحتفى بفيلم رفعت عينى للسما وصناعه المشارك فى مهرجان كان    نقيب الصحفيين: قرار الأوقاف بمنع تصوير الجنازات يعتدي على الدستور والقانون    أخذتُ ابني الصبي معي في الحج فهل يصح حجُّه؟.. الإفتاء تُجيب    أوكرانيا تُسقط طائرة هجومية روسية من طراز "سوخوى - 25"    رامي ربيعة: البطولة لم تحسم بعد.. ولدينا طموح مختلف للتتويج بدوري الأبطال    دييجو إلياس يتوج ببطولة العالم للاسكواش بعد الفوز على مصطفى عسل    جريمة في شارع ربيع الجيزي.. شاب بين الحياة والموت ومتهمين هاربين.. ما القصة؟    بذور للأكل للتغلب على حرارة الطقس والوزن الزائد    الأزهر يوضح أول ما يحاسب عليه العبد يوم القيامة    تعرف علي حكم وشروط الأضحية 2024.. تفاصيل    على متنها اثنين مصريين.. غرق سفينة شحن في البحر الأسود    هل يعني قرار محكمة النقض براءة «أبوتريكة» من دعم الإرهاب؟ (فيديو)    البيت الأبيض: مستشار الأمن القومي الأمريكي سيبحث مع ولي العهد السعودي الحرب في غزة    حريق بالمحور المركزي في 6 أكتوبر    مصرع شخص في انقلاب سيارته داخل مصرف بالمنوفية    وزير التعليم: التكنولوجيا يجب أن تساعد وتتكامل مع البرنامج التعليمي    إطلاق أول صندوق للطوارئ للمصريين بالخارج قريبًا    مفتي الجمهورية: يجوز التبرع للمشروعات الوطنية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



المرأة العاملة.. "عمود" البيت المصري
التوازن بين العمل والأسرة.. سر النجاح
نشر في عقيدتي يوم 28 - 04 - 2015

لم يعد الحديث في عمل المرأة محل نقاش أو جدال بل أصبح أمرا مفروغا منه. ورغم ذلك هناك الكثير من القضايا والأمور التي يجب مناقشتها لأنها تؤثر في عمل المرأة ويجب البحث عن حلول لها.. من أجل ذلك كان هذا التحقيق.
تقول دعاء حاتم معيدة بكلية الاعلام بجامعة الأزهر: خروج المرأة للعمل ليس مشكلة في حد ذاته وليس سببا لضياع الأسرة والأولاد بالعكس هو يعطيها كثيرا من الخبرات الاجتماعية. يشعرها بتحقيق ذاتها وانجازاتها الشخصية التي تحققها لنفسها ولشخصها في العمل يعطيها كثيرا من الرضا عن الذات. وكثيرا ما يحقق لها فوائد مادية لها ولأسرتها تعينها علي متطلبات الحياة.
وتبدأ المشكلة اذا ما اختل التوازن بين البيت والعمل فاهمال أحدهما علي حساب الآخر.. ساعتها يبدأ الضغط النفسي والعصبي في التزايد علي المرأة فيؤثر عليها وعلي من حولها في البيت أو العمل أو كليهما.
وفي الحقيقة فان المرأة العاملة تحتاج الي الكثير من الدعم النفسي وتهيئة الظروف للنجاح في المهمتين داخل وخارج البيت وللإعلام الدور الأكبر في رفع مستوي تطلعات المرأة.. سواء تطلعات اجتماعية أو مادية أو أدبية مما جعلها تبحث عن ارضاء هذه التطلعات بأساليب مختلفة أهمها نزولها الي العمل.
وهنا عليها ان تحذر فالاعلام يجسد أحيانا كثيرة شخصيات نسائية بعيدة عن واقع المرأة المصرية العادية كما يناقش مشكلات لكن كثيرا من حلول هذه المشكلات لا تتلاءم مع المرأة المصرية بوجه عام وهنا تحتاج المرأة ان تكون أكثر وعيا في تلقيها لما تطرحه عليها وسائل الاعلام بوجه عام وما تطرحه عليها الدراما بشكل خاص.
المرأة الناضجة
وكلما كانت المرأة وكذلك زوجها أكثر نضجا كلما حققت المزيد من النجاحات في العمل وفي البيت علي وجه سواء وكلما زادت قدرتها علي تخطي الصعاب وتفادي المشكلات بلا خسائر أو علي الأقل بأقل خسائر ممكنة.
اقتحام كل المجالات
وتري ميادة ماهر صيدلانية ان نظرة المجتمع تغيرت تماما للمرأة العاملة أصبحنا نري المرأة تشغل كل المناصب الآن مثل الرجل ولم يعد دورها مقتصرا فقط علي البيت وتربية الأبناء فمن خلال تجربتي الشخصية أؤيد وأشجع كل امرأة أن تتمسك بحقها في العمل حتي وان كان مشروعا صغيرا خاصا بها تقوم به في المنزل فقط من باب كسب المال وأن يكون لها دخل خاص بها وليست فقط المرأة المعيلة هي التي بحاجة للعمل فخروجي واختلاطي بالمجتمع أحدث تغييرا جذريا في شخصيتي كل شخص أتعامل معه أتعلم منه شيئا جديدا وكلما مر الانسان بتجارب مختلفة تضيف له حتي وان لم تكن موفقة وهذا ما يجعلني اكتسب خبرات أكثر وتنعكس هذه الخبرات علي تربيتي لأبنائي وأيضا الاحساس بالنجاح واحراز الأهداف في عملي الخاص كان أكبر دافع لي ان أعزز في أبنائي منذ صغرهم ان ما يحتاجونه يمكن أن يصنعوه بأيديهم وألا يكونوا استهلاكيين فيكبروا علي هذا المبدأ.
في النهاية أحيي كل امرأة تعمل وتشعر بقيمة ما تفعله وأشجع كل امرأة لم تأخذ هذه الخطوة ان تخوض هذه التجربة الرائعة وتعلمها لأبنائها لتتحول لمجتمع ينتج أكثر مما يستهلك.
العمل عبادة
وتقول نهلة بدر الدين رئيس تحرير بالتليفزيون المصري العمل عبادة سواء للرجل أو المرأة وخروج المرأة للعمل يجعلها أكثر ذكاء وقدرة علي التعامل مع مفردات الحياة بايجابية.
والوحيدة التي تستطيع ان تحكم اذا كان العمل يناسبها أم لا هي المرأة نفسها لذا لا يجب اجبار المرأة علي البعد عن تخصص معين لمجرد أن المجتمع يراه محظورا عليها فقد تكون موهوبة وقادرة علي العطاء في هذا المجال لذا فان المرأة هي صاحبة القرار.
أضافت: العمل ليس مجرد الخروج للبحث عن المال.. بل العمل يوفر للانسان القدرة علي الاحساس بأن له قيمة في مجتمعه وانه قادر علي العطاء وتحقيق ذاته يبن أفراد مجتمعه اي انسانة لها الحق في اثبات ذاتها وقيمتها في مجتمعها.
وتري ان الأم لطفل حديث الولادة يجب أن تحدد أولوياتها وطبعا من أهم الأولويات والدور الأكبر الذي تقوم به هو طفلها.. وفي حالة الطفل حديث الولادة فنظريات التربية الحديثة ومتطلبات الطفل الفسيولوجية والنفسية تتطلب وجود الأم بجوار طفلها في أول عامين من عمره لأنها المرحلة التي يتكون فيها لدي الطفل الاحساس بالأمان لذا يجب ألا تنفصل الأم عن طفلها في هذه المرحلة واذا كانت ظروف عملها لا تسمح بهذا فيجب ان تترك الأم طفلها مع من تستطيع القيام بدور الأم البديلة والتي تخلق نوعا شديد الخصوصية من التواصل مع هذا الطفل مثل الجدة أو الخالة أو العمة. والحقيقة ان المرأة المصرية سواء كانت ربة منزل أو تعمل خارج المنزل هي امرأة عاملة لأن المهام التي تقوم بها داخل المنزل هي أسمي وأهم أنواع العمل التي يستطيع ان يقدمها انسان لبلده وهي تقديم جيل متميز نفسيا وجسديا وعلميا قادر علي خدمة وطنه والوصول الي أعلي درجات التقدم والنمو.
حق وواجب
وتقول ايمان بهي الدين مدير عام الاعلام بالمجلس العربي للطفولة والتنمية عمل المرأة هو حق وواجب وفق كل القواعد الانسانية والحقوقية والتنموية. وهو أيضا أمر لم يرفضه الدين. اذا مسألة ان تعمل المرأة من عدمه هو قرار يخصها لأنها تملك من العقل ما يجعلها تحدد اختياراتها السلمية وفق ظروفها الخاصة فهناك الملايين من السيدات اللائي فضلن عدم الخروج للعمل لظروف أسرية تخصهن وأيضا ملايين رحلن مع الزوج في رحلة الغربة من أجل حياة أفضل وهن مقتنعات بما يفعلن.
اذا عمل المرأة لا تحكمه قواعد عامة أو تقليدية بقدر ما هو قرار تحكمه ظروف خاصة بكل امرأة أما مسألة تأثير ذلك علي الأسرة فأظن اننا بحاجة الي دراسات عميقة تحدد اذا ما كان عمل المرأة هو السبب الرئيسي لما نشهده من تداعيات سلبية علي المجتمع ككل لسبب بسيط ان المرأة أو الأم لم تعد وحدها تربي أولادها فهناك الاعلام والثقافة والمؤسسة الدينية والمدرسة وغيرهم شركاء في التربية وبالتالي اذا أردنا اصلاح الأجيال القادمة علينا أن نعيد النظر في سياسات التنشئة داخل كل هذه المؤسسات بل وعلي الدولة ان تهييء للأم ظروف عمل أفضل من خلال توفير حضانات ودور رعاية لأطفالها الصغار بحيث يكون لديها احساس بأنها تعمل وأولادها في مكان آمن.
ومن جانب آخر ربما تثبت الدراسات أن عمل المرأة مفيد للاطفال لأن المرأة أكثر انفتاحا علي العالم الخارجي أو انها أكثر قدرة علي التعامل مع أطفالها وفق معطيات العصر من تلك المرأة التي أغلقت حياتها علي بيتها فقط.
وعما اذا كانت هناك أعمال محظورة علي المرأة فأنا أعتقد ان اقتحمت المرأة كل المجالات وأثبتت جدارتها.. ففي مصر اقتحمت المرأة كل المجالات وأثبتت جدراتها.. ففي مصر اقتحمت المرأة مجال القضاء متأخرة عن المرأة العربية في دول أخري ورغم ذلك أثبتت جدارتها.. واليوم البنت المصرية تدعو للالتحاق بالتجنيد لتنال هذا الشرف.. وهل يمكن لأحد أن ينسي دور المرأة المصرية في الثورات الأخيرة التي قلبت الموازين حتي صرنا نقول ان المرأة المصرية كانت البوصلة في تصحيح مسار الثورة فتحية للمرأة المصرية وتحية لنضالها العظيم.
وتري ايمان بهي الدين ان فكرة اعادة النظر في عمل المرأة مثل دعوة خلع الحجاب كلاهما صوت لا يعبر عن واقع المجتمع المصري. فماذا سنفعل بالمرأة المعيلة هل سنقول لها لا تعملي ولا تعيشي أنت ومن تعولين خاصة وان الدراسات أكدت أن أكثر من 25% من السيدات يعولن أسرهن.
فعمل المرأة لم نعد نملك معه رفاه الاختيار بل أصبح واجبا حتميا في ظل ظروف اقتصادية معلومة للجميع.
الإقرار.. أفضل
علي الجانب الآخر يري عادل عبدالكافي "أعمال حرة" ان جلوس المرأة في بيتها في وقتنا الحالي أفضل من خروجها للعمل لاسترجاع قيم وأخلاقيات المجتمع المصري التي انحدرت بشدة في الفترة الأخيرة. فلقد خرجت المرأة المصرية للعمل وانهارت القيم المجتمعية للشعب المصري وهذا ما نلحظه بشدة في الشارع المصري من انفلات أخلاقي. فيما مضي وحتي بدايات السبعينيات كانت المرأة في بيتها تربي أبناءها علي القيم الأصيلة التي تربينا ونشأنا عليها. كانت ترعي شئون بيتها وأسرتها وتحافظ علي العلاقة الطيبة مع جيرانها. وكان التفاف الأسرة المصرية حول "طبلية" الطعام في موعد يومي ثابت هو بمثابة اجتماع عائلي يومي يعرض كل فرد من أفراد الأسرة ما جد في يومه ويتخذ القرار الذي يصب في مصلحة جميع أفراد الأسرة الآن اختلف الوضع تماما فمن النادر أن يلتقي أفراد الأسرة علي طعام. وبالتالي أصبح لكل فرد من أفراد الأسرة عالمه الخاص الذي يعيش فيه والنتيجة تراجع القيم الأسرية والمجتمعية التي كانت سمة من سمات المجتمع المصري.
والسؤال: لماذا لا تقر الدولة قانونا بأن تعمل المرأة حتي سن ال 45 وتخرج من الخدمة بمعاش كامل؟ واذا كانت التقارير الدولية تقول ان متوسط انتاجية العامل المصري تبلع 20 دقيقة يوميا من اجمالي عدد ساعات العمل والمقدرة ب 8 ساعات وهو ما يعني نسبة 4.2% تقريبا. وعدد الموظفين بالجهاز الحكومي والذي يقدر عددهم بحوالي 5.7 مليون موظف كثير منهم بلا عمل حقيقي والشيء المضحك ان تقارير الأداء لمعظمهم هي الامتياز. أي ملهاة تلك التي نعيشها. وكلنا يعلم ان المرأة العاملة لا هم لها الا تعطيل مصالح البلاد والعباد ولا تجيد الا اشغال التريكو وتجهيز الملوخية والبامية. بالاضافة طبعا لحلقات النميمة التي لا تنتهي والخوض في أدق تفاصيل الحياة اليومية حتي ما يحدث في غرف النوم.
أضاف لماذا لا يكون عدد النساء العاملات مساء للكوتة التي طالبن بها في مجلس النواب وأقرها الدستور؟
فمثلا في محطة مترو سعد زغلول والتي تتجمع عندها العديد من الوزارات والمصالح الحكومية ووقت انتهاء العمل تجد طوفان من النساء العاملات بعضهن في حاجة لمن يساعدهن علي ركوب المترو اذ لا يستطعن المشي بمفردهن. فلماذا لا تريح المرأة وتستريح بمحض ارادتها وتتيح الفرصة لأبنائها في العصور علي وظيفة فمرتب واحدة منهن كفيل بتشغيل العديد من الشباب.
حياة نضال
يشير الدكتور محمد حسن غانم أستاذ ورئيس قسم علم النفس بكلية الاداب جامعة حلوان الي ان خروج المرأة للعمل أصبح من القضايا المفروغ منها خاصة وانها قد ناضلت لسنوات طويلة ولعل جهود قاسم أمين وهدي شعراوي وغيرها من الرائدات خير نموذج علي ذلك.
واذا كان البعض يستشهد ان فترة الستينيات كانت الأسرة متماسكة والأب يعود في وقت محدد يجمع حوله الأبناء لمناقشة كافة القضايا الا اننا لا يجب ان نرجع انحراف الأبناء في الوقت الراهن الي عمل المرأة فقط لأن المرأة في الستينيات كانت تخرج للعمل والتعليم ولكن ثمة متغيرات حدثت لعل أهمها: سفر معظم الآباء الي الخارج أو عمل الأب في أكثر من عمل في محاولة قد تكون يائسة لسد احتياجات الأسرة ولذا فالأب المسافر يجعل الأم هي التي تقوم بتربية الأبناء والاشراف علي شئونهم لكن هي بدورها تعاني من الحرمان من غياب الزوج فكيف نطلب من محروم أن يشرف علي محرومين مثله.
اضافة الي أن الأب الذي يعمل في أكثر من مهنة يستهلك وقته وطاقته في العمل وبالتالي يعود الي البيت مرهقا وبالتالي ينام أفضل من تناوله الطعام حتي يستطيع أن ينهض مبكرا للحاق بالعمل ليستطيع ايفاء احتياجات منزله. أيضا التغيرات التي حدثت في وسائل الاعلام وتحديدا التليفزيون وكان في الستينيات والسبعينيات والثمانينيات كان يعمل الي الثانية عشر مساء ثم يغلق الارسال وكان لا يوجد الا محطتان. الآن في عالم القضائيات نستطيع أن نفتح التليفزيون في أي وقت وتجد آلاف القنوات التي تجعل المتلقي يلهث خلف هذه القنوات.
أيضا التليفون المحمول والانترنت والذي يجعل الشاب يدخل في علاقات افتراضية مع الآخرين لدرجة اننا نجد الشاب في المحاضرة يتابع الفيس والانترنت والأخطر انه يقود سيارته وهو يتابع الفيس والانترنت ويؤدي الي حوادث.
الخلاصة اننا لا يجب ان نرجع عنف الأطفال والشباب واهمالهم الدراسة وتمردهم علي الكبار فقط الي عمل المرأة وانما يجب ان نتناول كافة المتغيرات التي أدت الي تمرد وعنف الشباب بدلا من التركيز علي جانب واحد من القضية.
عمل مشروع
ويشير الدكتور خالد بدير الباحث بكلية الدعوة الاسلامية جامعة الأزهر الي ان عمل النساء في العهد النبوي كان شائعا معروفا فقد عملت المرأة في تطبيب الجرحي. والقيام علي المرضي في جيوش المسلمين روي مسلم في صحيحه عن أنس رضي الله عنه قال: كان رسول الله صلي الله عليه وسلم يغزو بأم سليم ونسوة من الأنصار معه اذا غزا فيسقين الماء ويداوين الجرحي. وعن أم عطية رضي الله عنها قالت: "غزوت مع رسول الله سبع غزوات أخلفهم في رحالهم فأصنع لهم الطعام وأداوي الجرحي. وأقوم علي المرضي" "رواه مسلم" ولاشك ان خروجهن في الغزو كان مع أزواجهن أو محارمهن كما لا يخفي.
ومنهن من كانت تعمل في الزراعة والأعمال اليدوية فقد روي الشيخان عن أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنها قالت: تزوجني الزبير وما له في الأرض من مال. ولا مملوك. ولا شيء غير ناضج وغير فرسه. فكنت أعلف فرسه. واستقي الماء. وأخرز غربه. وأعجن.. وكنت أنقل النوي من أرض الزبير علي رأسي. وهي مني علي ثلثي فرسخ.
وكانت رائطة امرأة ابن مسعود رضي الله عنهما امرأة صناع اليد. فكانت تنفق عليه وعلي ولده من صنعتها.. رواه أحمد. "ومعني صناع اليد: أي ماهرة في العمل اليدوي" ومنهن من اشتغلت بالتعليم والفتوي. وهذا مشهور بين أزواجه صلي الله عليه وسلم. بل نص العلماء علي أن من حكم تعدد زوجاته صلي الله عليه وسلم أن يطلع الناس علي سيرته في تعامله معهن ليكون قدوة للأزواج في تعاملهم مع أهليهم وكان أشهرهن عائشة وأم سلمة رضي الله عنهما فهذه هي أهم الأعمال التي كان النساء يقمن بها. ضمن حدود الشريعة وضوابطها. ولاشك انه ستظل هناك مجالات أخري كثيرة في مجتمعنا المعاصر بحاجة الي أن تعمل فيها المرأة وذلك في حدود الضوابط التي وضعها الاسلام لعمل المرأة والتي تتمثل فيما يلي:
* أن يكون العمل موافقا لطبيعة المرأة وأنوثتها. ويقارب فطرتها اللطيفة الرقيقة. ويمنعها من الاختلاط بالرجال. كالعمل في تدريس النساء ورعاية الأطفال. وتطبيب المريضات ونحو ذلك.
* أن لايعارض عملها الوظيفة الأساسية في بيتها نحو زوجها وأطفالها وذلك بألا يأخذ عليها العمل كل وقتها بل يكون وقت العمل محدودا فلا يؤثر علي بقية وظائفها.
* أن يكون خروجها للعمل بعد إذن وليها كوالديها. أو زوجها ان كانت متزوجة.
* خلو العمل من المحرمات كالتبرج والسفور وغيرهما.
* أن تتحلي بتقوي الله سبحانه وتعالي. فهذا يكسبها سلوكا منضبطا وخلقا قويما يريحها أولا. ويريح الآخرين من الفتن ثانيا.
* أن تلتزم بالحجاب الشرعي. فلا تبدي شيئا منها لأجنبي الا ما لابد منه من الثياب الطاهرة. قال تعالي: "وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن ويحفظن فروجهن ولا يبدين زينتهن الا ما ظهر منها. وليضربن بخمرهن علي جيوبهن.." "النور: 31"
أضاف الدكتور خالد بدير ان الأصل في عمل المرأة الجواز والاباحة ومعلوم ان الشريعة الاسلامية مبنية علي درء المفاسد وجلب المصالح فاذا كان عمل المرأة فيه مصلحة فانها مأمورة بالعمل ولكن هذا الأمر يرجع الي حاجة المجتمع الي عمل المرأة به. كان عملها واجبا لأن ما لا يتم الواجب فهو واجب والا أصبح مندوبا. واذا كان عمل المرأة يؤدي الي مفسدة سواء كانت هذه المفسدة في طبيعة العمل من اختلاط وتبرج وسفور مما يؤدي الي مالا يحمد عقباه. أو كانت هذه المفسدة في هدم بيتها وعدم القيام بحقوقها الزوجية فضلا عن اهمال أولادها وتشريدهم وضياعهم لانشغال الزوجين بمهام الحياة. فان عمل المرأة في هذه الحال يدور بين الحرمة والكراهة بها لتربية المفسدة.
ونخلص من ذلك: ان عمل المرأة تدور عليه الأحكام التكليفية الخمسة. فقد يكون واجبا أو مندوبا أو مباحا أو حراما أو مكروها. ويرجع ذلك الي درء المفسدة وجلب المصلحة. ومدي التزام المرأة بالضوابط الشرعية سالفة الذكر من عدمه. والحكم يدور مع العلة وجودا وعدما.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.