هناك حكم طبية معجزة في الآيات والأحاديث تتعلق باختيار وذكر بعض الثمار والفواكه دون سواها من ناحية أهميتها وفوائدها الغذائية والطبية التي تعود علي الإنسان بالفائدة. وهذا يعتبر إبداعاً وإعجازا للقرآن الكريم والسنة المطهرة لا يوازيه أو يدانيه إبداع البشر مهما اجتمعت قواهم حول إبراز هذه الفوائد الجمة. وكما تعلم أخي القاريء ان القرآن الكريم والسنة المطهرة بهما اعجاز لا يطاوله اعجاز فهو ليس اعجازاً من وجه واحد بل من وجوه متعددة. منها اعجاز في خلق الأكوان وآخر في خلق الإنسان وثالث في خلق النبات والطير والحشرات والحيوان. ورابع غيبي وخامس تشريعي وسادس اقتصادي وسابع غذائي وثامن وقائي وتاسع طبي وعاشر لغوي وبلاغي وألوان أخري من الاعجاز لا يحصي عددها ولا يعلمها إلا العليم الحكيم. وصدق قوب رب العزة: "سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم حتي يتبين لهم انه الحق أو لم يكف بربك انه علي كل شيء شهيد" "فصلت: 53". وفي هذا المبحث بمشيئة الله وعونه سوف نعرض لنوع من الثمار التي ذكرت في القرآن الكريم والسنة المطهرة وفوائدها الغذائية والعلاجية. ألا وهي الرمان. ذكرها الله تعالي باسمها دون غيرها للفوائد العظيمة التي تعود علي الإنسان وهو سبحانه أعلم بما يفيده ويضره. وتؤكد السنة المطهرة علي هذا الذكر الكريم. ويأتي العلم التجريبي الحديث ليؤكد أيضاً علي فوائدها للإنسان في غذائه ودوائه. الرمان فاكهة خريفية مفيدة صحياً وهي تنتمي إلي ما يعرف باسم العائلة الرمانية تتميز بأشجارها الصغيرة التي يتراوح ارتفاعها بين 5.1: 5 أمتار بها أغصان متدلية في أطرافها أشواك. وأغصانها وأوراقها تميل إلي اللون الأحمر وأزهارها حمراء فاتحة اللون جميلة المنظر تتحول تلك الأزهار إلي ثمار لذيذة ذات جلد قرمزي اللون أو أصفر محمر تدعي جُلنار وتحتوي هذه الثمرة علي المئات من الحبوب المائية اللامعة الحمراء أو البيضاء حيث تحتوي علي 400: 500 بذرة وفي كل بذرة صلبة أو لينة وفقاً للنوعية والصنف. وهذه البذور منغرسة في المادة اللبية الشحمية الموجودة بالثمرة ويصل وزنها إلي أكثر من نصف كيلو جرام وقطرها إلي حوالي عشرين سنتيمتراً. وتعتبر شجرة الرمان من الأشجار المعمرة وموطنها الأصلي قارة آسيا "إيران وأفغانستان وباكستان" وانتشرت زراعتها في كثير من البلدان العربية لدفئها. وامتدت زراعتها إلي باقي دول العالم تقريباً. ويعتبر الرمان اليمني من أفضل أنواع الرمان. * الرمان في القرآن الكريم والسنة المطهرة ورد ذكر الرمان في أكثر من موضع منه قوله تعالي: "فيها فاكهة ونخل ورمان فبأي آلاء ربكما تكذبان" "الرحمن: 68 69". وقوله تعالي: "وهو الذي أنزل من السماء ماء فأخرجنا به نبات كل شيء فأخرجنا منه خضراً نخرج منه حباً متراكباً ومن النخل من طلعها قنوان دانية وجنات من أعناب والزيتون والرمان مشتبهاً وغير متشابه انظروا إلي ثمره إذا أثمر وينعه إن في ذلك لآيات لقوم يؤمنون" "الأنعام: 99". وأما في السنة والآثار فقد ورد عن ابن عباس رضي الله عنهما انه كان يأخذ الحبة من الرمان فيأكلها. قيل له: يا بن عباس. لم تفعل هذا؟ قال: انه بلغني أن ليس في الأرض رمانة إلا تلقح بحبة من حب الجنة فلعلها هذه" الطبراني. وفي بعض الأثر: "عليكم بالرمان فكلوه بشحمه فإنه دباغ المعدة". * قالوا عن الرمان: حكي الآمدي عن ابن بطلان انه قال: "من أكل ثلاثة أيام من أقماع الرمان أمن من رمد العام". في كتاب كنوز الطب ورد: "إذا طحن قشر الرمان وعجن مع قليل من العسل قدر كوب وأخذ منه مقدار ملعقة يومياً فإنه يقضي علي ديدان الأمعاء". ويقول أبو بكر الرازي عن الرمان في كتابه "منافع الأغذية": "وصفه أطباء الرومان بأن الحلو منه جيد للمعدة مقوِّلها نافع للصدر والحلق والرئة مفيد لعلاج السعال الشديد وماء الرمان ملين للبطن وهو يعين علي القوة الجنسية. وغيره من الفوائد". ذكر ابن القيم في كتابه الطب النبوي: "إذا أكل الرمان بالخبز يمنع من فساد المعدة وحامضه بارد يابس قابض لطيف ينفع المعدة الملتهبة ويدر البول ويسكن الصفراء ويقطع الإسهال ويمنع القيء... الخ".