تعد الرائدات الريفيات حلقة التواصل بين الدولة والمجتمع الريفي الذي يضم كثيراً من المهضومات والمهمشات.. وجاء تكريم المجلس القومي للطفولة والأمومة لهن بمثابة اعتراف بالجميل وتشجيع علي مزيد من العطاء في خدمة بنات حواء.. من هنا تأتي أهمية اللقاء معهن لمعرفة مسيرتهن وآمالهن وآلامهن في العمل الميداني. في البداية تقول الدكتورة إيمان رجب عبدالرازق. بإدارة الحوامدية: تخرجت عام 1987 والتحقت بمجال تنظيم الأسرة عام 1989 وحصلت علي العديد من دورات الصحة الإنجابية من المركز الاقليمي للتدريب جامعة عين شمس وهيئة الباسندر في مجال تنظيم الأسرة. وأشارك في القوافل الطبية والسكانية المتنقلة وأنظم جزءاً من هذه القوافل وفيه تتوجه المشرفات والرائدات إلي المكان وإعداد دراسة ميدانية للوقوف علي احتياجاتهن والخدمة الصحية المتوفرة ويتم الإعلان عن القافلة من خلال الرائدات ونوفر لهن رعاية طبية وعلاجاً مجانياً. أضافت: بالرغم من الوعي الصحي الحالي إلا اننا بحاجة إلي حملات إعلامية مكثفة علي غرار الحملات المرئية التي خرجت في التسعينيات وأثرت في البيوت "حملة الست شلبية" والآن نحاول تعويض هذا الفراغ الإعلاني من خلال الرائدات الريفيات والتي تلعب دوراً في غاية الأهمية وتقديم العلاج المجاني. أضافت: الجهل والفقر والشائعات عن وسائل تنظيم الأسرة أهم المشاكل التي تواجهنا وبالرغم من ذلك هناك مجهودات كبيرة لتوعية المرأة تتمثل في ندوات تثقيفية في مجال صحة الأم والطفل مثل النظافة الشخصية ووسائل تنظيم الأسرة وفحص الثدي. كذلك إعداد فصول محو الأمية بالتعاون بين وزارة الصحة وهيئة محو الأمية وتعليم الكبار وبعض الجمعيات الأهلية إلي جانب عقد ندوات صحية تثقيفية في المدارس خاصة ان معظم الطالبات متزوجات وفي حاجة إلي ندوات الصحة الإنجابية. أضافت: إن القوافل الطبية والندوات التثقيفية والتوعية آتت ثمارها في الجيل الحالي ما بين 20 25 عاماً أصبحت المرأة تنجب من 2 إلي 3 أطفال بينما في السابق كانت المرأة في ذات العمر تنجب من 5 إلي 6 أطفال إلا أن هناك بعض الحالات التي تعاني من الجهل مازالت تنجب من 5 إلي 6 أطفال في قري الفيوم وجنوب الصعيد. من ناحية أخري تري أن زواج القاصرات من العرب المسنين أخذ في الاضمحلال خاصة بعد أن تزايدت معدلات الطلاق بين هذه الفئة وبدا هناك وعي نتيجة دور الرائدات وقيام المجلس المحلي بالحوامدية بتنظيم ندوات توعية بحضور عدد من المطلقات صغيرات السن لعرض تجاربهن أمام الأخريات جتي تكون عبرة لهن. وعلي الصعيد الطبي تقول: إن أهم المشكلات التي تواجهنا تتمثل في عدم انتظام الأطباء نتيجة سوء التوزيع وطالبنا كثيراً بضرورة تعديل التكليف والنيابات بحيث يكون كل طبيب في محافظته ضماناً لانتظام الأطباء في مقر عملهم. وتنهي الدكتورة إيمان رجب كلامها قائلة: أسافر يومياً والعودة في نفس اليوم ساعدني زوجي وهو صيدلي نائب رئيس مجلس إدارة شركة أدوية في الاستمرار والانجاز في عملي وتحمل هو وأبنائي بعض التضحيات حتي استطعت تحقيق تقدم في العمل وأصبح بالتعاون والمشاركة استطعنا أن نكون أسرة ناجحة ثمرتها اثنان من الأبناء مهندسين. رعاية الأولاد تشير تريزة صبحي رائدة ريفية بالجلاتمة محافظة الجيزة: منذ وفاة زوجي أقمت مع والدي ويرجع لهم الفضل في رعاية أولادي وسمعت عن مشروع الرائدة الريفية في عام 1986 وحرصت علي حضور كافة الندوات التي نظمها المشروع وعلمت بحاجتهم إلي متطوعين وتقدمت وتم قبولي بدون اختبارات وقتها وكان راتبي 4 جنيهات واستمر العمل متطوعة أكثر من خمسة وعشرين عاماً إلي أن عينت منذ عام ونصف العام فقط وتم ضم خمس سنوات من الفترة السابقة وقد ساعدها حافز ال 200% علي زيادة المرتب وأصبحت أتقاضي 987 جنيها راتباً شهرياً. أضافت: عملي في نفس بلدتي ساعدني علي دخول بيوت القرية والتفاعل بسهولة مع النساء لأنهن علي معرفة بي ومحل ثقة في القرية بالرغم من صغر سني وقتها. وفي بداية عملي كان الحديث عن وسائل تنظيم الأسرة والتطعيمات ونظافة وتغذية الرضع. ومنذ حوالي عشر سنوات بدأت حملة الختان والزواج المبكر وكانت هناك صعوبة بالغة في الحديث حول هذين الموضوعين حتي انني تعرضت للطرد مرات عديدة إلا انه بعد الحملات الإعلانية المكثفة في وسائل الإعلام بدأت الكثير من الأسر تتفهم خطورة الختان والزواج المبكر وأصبحت الفتيات تستكمل تعليمها بل وتتفوق علي الذكور في الدراسة. ويمتد دورنا إلي التوعية السياسية للمرأة بضرورة المشاركة في الانتخابات وحثها علي الإدلاء بصوتها لمن يستحق لأن صوتها أمانة والحقيقة هناك استجابة ووعي كبير من المرأة للمشاركة في العملية الانتخابية وهو ما ظهر جلياً في الفترة الماضية. وتري تريزة صبحي. ان الرائدة الريفية هي قدوة للفكر داخل نطاق المجتمع الريفي لذلك لابد أن تكون محبة لعملها وتتمتع بالقبول وقادرة علي التأثير والاقناع وحفظ أسرار البيوت التي تدخلها وتقديم المساعدة للنساء في كافة المجالات لأن مهمتنا خدمية في المقام الأول. توعية المرأة تقول حنان رفعت محمد مشرفة رائدات : عملت رائدة ومهمتي توعية المرأة عن وسائل تنظيم الأسرة والتغذية الصحية للمرأة والطفل والتوعية عن مخاطر انفلونزا الطيور وطرق التوعية والتوعية بمواعيد التطعيمات وتغذية الحامل ويرجع للأستاذة سعيدة محمود مشرفة الجيزة الفضل في توجيهنا والارتقاء بالمستوي المهني للرائدات والعمل بحب وتفان. تعلمت تقديم الخدمات وطرق اقناعهم بالمعلومات الصحيحة حتي وإن كانت مخالفة للعادات المتوارثة وأصبحت علاقتي بهن أشبه بالاخوة. حصلت علي دورات تدريبية في طب وتنظيم الأسرة دورات رعاية طفولة وأمومة وختان إناث ومشروع منتجات الألبان. أضافت: أشرف علي الرائدات الريفيات في خمس قري لدينا 3 مشرفات خطوط وعملي في محافظة الجيزة من أولها إلي آخرها وأنزل ميداني لمتابعة عمل الرائدات وتقييم أدائهن وسبق تكريمي من وزارة الصحة والسكان من سبع سنوات وحصلت علي لقب الرائدة المثالية. وفوجئت بتكريم المجلس القومي للطفولة والأمومة نتيجة ثمرة عمل سنوات عديدة. زيارات منزلية تروي سلوي خليفة مشرفة رائدات بإدارة أبو النمرس الصحية تقول: عملت عشرين عاما رائدة ريفية ومشرفة من 4 سنوات وخلال عملي رائدة قمت بزيارات منزلية للنساء بغرض التوعية من الأمراض وتنظيم الأسرة ونظافة المرأة والنظافة الشخصية ونظافة الأطفال وندوات توعية عن التطعيمات وفي حالة التساؤلات الطبية تحضر المرأة إلي مقر الوحدة الصحية للاستفادة من الطبيبة. أضافت: عمل الرائدة والمشرفة يعتمد علي الانتقال بصفة دائمة لذلك لابد أن تعمل الرائدة في هذا المجال وهي ترغب في ذلك حتي تستطيع توصيل المعلومة والصبر علي الحالات ودوام المتابعة. وأضافت: أقوم بالإشراف علي "11" وحدة وأتابع الحضور والانصراف وخطوط السير وأخرج ميداني وأقوم باختيار بعض الأسماء من الدفتر ونذهب إليها ونركز علي المرأة في سن الأربعين خاصة التي لم يسبق لها الانجاب. وتري ان تغيير السلوك يحتاج إلي جهد كبير وبالرغم من ذلك نحاول مرات عديدة ونخرج مع الرائدات ونحاول بأبسط المعاني أن نعلم السيدات حتي أصبحت علاقتهن أشبه بالاخوة أو الصداقة. كما نحرص علي إعداد دورات تدريبية للرائدات تحت إشراف دكتورة رضا مدير إدارة تنظيم الأسرة بالعمرانية. أضافت: نواجه عبئاً كبيراً في الوحدات من انفلونزا الطيور وشلل الأطفال ومنقطعات أي المرأة التي تبدأ في استخدام الوسيلة ثم تنقطع تذهب الرائدة للبحث عنها حتي تصل إليها وهو عبء كبير علي الرائدات والمشرفات وبالرغم من ذلك لا يوجد تقدير للرائدات ولا المشرفات. وأنهت كلامها قائلة: أنا أم ل "آمنة" في ليسانس دار علوم و"أحمد" بالفرقة الثانية كلية التجارة و"محمد" بالاعدادية وجميعهم خريجو مدارس تجريبي وأولادي نور عيني أحرص علي رعايتهم ومتابعتهم في كل أمور حياتهم فأنا أم وأب خاصة بعد وفاة زوجي وأحمد الله علي حسن رعايتي لهم.