يتمتع الشعير بقيمة غذائية عالية فهو يضاف إلي دقيق القمح فيزيد من قيمته الغذائية وقد قيل: إن أحسن الخبز الذي ثلثه من القمح وثلثه الثاني من الشعير وثلثه الثالث من الذرة.. وهذا موجود في الريف وليته يستمر. وأصل الشعير علي الأرجح من آسيا. ويستهلك الناس فقط ثلث ما ينتج في العالم من الشعير بينما يستخدم الثلثان كطعام للحيوانات وفي بعض الصناعات الغذائية والدوائية. وللأسف يصنع منه البيرة والويسكي. ويتميز الشعير بإمكانية زراعته في الكثير من الأراضي غير الملائمة لزراعة المحاصيل التقليدية كالقمح فهو يتحمل نقص خصوبة الأرض ونقص المياه. لذا يمكن زراعته في المناطق الجافة وشبه الجافة ويقاوم الملوحة ويتحمل نسبة القلوية بالتربة ولايحتاج للسماد في حالة زراعته وهذا يعني أنه لايحتاج إلي تكلفة باهظة مثل باقي المحاصيل "القمح والذرة.." لذلك يجب نشر زراعة الشعير علي نطاق واسع في البلاد الفقيرة وهذا يمثل حلا لجزء كبير من مشكلة الغذاء ووقاية وعلاجاً من الناحية الصحية والتخلص من السيطرة الاقتصادية والسياسية للدول الغنية علي الغذاء في العالم. وهنا تصدق المقولة: "من يأكل من فأسه يكون قراره من رأسه". ومن أهم مراكز إنتاج الشعير في العالم اليوم "اليابان. الصين. روسيا. تركيا. فرنسا. أمريكا. رومانيا". لقد اهتم الغرب بزراعة الشعير لما علموا من أبحاثهم وتجارب علمائهم عن أهمية وفوائد الشعير الجمة وعرفوا أهميته العلاجية والصحية لدرجة أنهم صنعوا منه أدوية تباع في الصيدليات وغذاء للأطفال والعديد من المخبوزات والرقائق مثل "الكورن فليكس" وهو غذاء غالي الثمن لايعرفه عامة الناس ولكن يعلمه خاصتهم ويباع في الأسواق التجارية وكذلك موجود في الكيك والفطائر وغيرها. فالغرب عرف قيمته قبلنا للأسف. ومن يريد أن يشتري أشياء مصنعة من الشعير فليذهب إلي أوروبا أو أمريكا. أما نحن العرب فلا نعرف عن الشعير إلا أنه علف للحيوانات أو لصناعة البيرة الكحولية وهي حرام بإجماع أئمة المسلمين ولكننا أهملنا هذا المحصول مع أنه ورد في سنة نبينا محمد صلي الله عليه وسلم قبل ما يزيد علي 1400 سنة. وأرجو من الله تعالي أن تكون كلماتي هذه فيها الدعوة للعودة إلي أصلنا ونهتم بزراعة الشعير وتشجيع الفلاح علي زراعته. * الشعير في الطب الحديث: للشعير دور مهم في العلاج وفي الغذاء فقد وجد في تحليله أنه يحوي عناصر مهمة ثمينة للإنسان منها البروتين والدهن والنشا والحديد والفوسفور والكالسيوم والبوتاسيوم وفيتامينات ب. أ. ه والمالتين.. وغيرها بنسب مختلفة. ويدخل الشعير في عدة تراكيب طبية ومشروبات تستعمل في المستشفيات وفيها فائدة لأكثر المرضي وخصوصا مرضي الكلي. وله خاصية في إدرار البول ويصنع منه بعض المشروبات الغازية. ومن خصائص الشعير أن له تأثيراً فعالاً علي الجهاز التنفسي حيث يستخدم منقوع الشعير في علاج السعال "الكحة" ولاحتوائه علي عنصر البوتاسيوم فإنه يقي الإنسان من الإصابة بارتفاع ضغط الدم. ويتميز الشعير بقدرته الفائقة علي تقليل مستويات الكولستيرول في الدم والدهون الثلاثية مما يجعله علاجا حيويا في حالات أمراض القلب والشرايين. والشعير ملين جيد في حالات الإمساك المزمن لغناه بالألياف كما أنه منشط لوظائف الكبد ومقو عام وملطف للأعصاب ومجدد للقوي وهاضم. ومن المركبات التي يحتويها الشعير مادة "بيتا جلوكان" ومضادات للعوامل المؤكسدة في جسم الإنسان وغيرها الكثير. ونقص هذه العناصر والمركبات عن معدلاتها الطبيعية في جسم الإنسان يجعله سريع الغضب وشديد الانفعال ويملأ قلبه بالاكتئاب والحزن. وبالتعبير الطبي تخفيف حالات الاكتئاب وهو مطابق لما جاء في حديث الرسول صلي الله عليه وسلم من قوله: "يذهب ببعض الحزن" وذلك لما يها من عناصر لها تأثير علي الموصلات العصبية مما يهدئ الأعصاب. وكان الأطباء النفسيون في الماضي يعتمدون علي التحليل النفسي واليوم مع التقدم العلمي يفسر أطباء المخ والأعصاب الاكتئاب علي أنه خلل كيميائي ووجود مواد تؤدي دوراً في التخفيف من حدة الاكتئاب كالبوتاسيوم والماغنسيوم ومضادات الأكسدة وغيرها. وهذه المواد تجتمع في حبة الشعير التي وصفها النبي صلي الله عليه وسلم بأنها تذهب ببعض الحزن حتي قشور حبوب الشعير غنية بالفيتامينات والأملاح المعدنية والتي تؤدي دوراً أساسيا في تأخير ظهور أعراض الشيخوخة وزيادة مقاومة الجسم للعديد من الأمراض وهذا إعجاز نبوي. حيث أوصي النبي صلي الله عليه وسلم بعدم إزالة النخالة من دقيق الشعير.. والنخالة عبارة عن قشور الحبة.