* يسأل م.س.ع من الإسماعيلية : لي صديق.. رجل متصابي يتعمد أحياناً كثيرة أن يجري العملية الجنسية كاملة مع إحدي السيدات من أمثاله. ولكن عبر الهاتف ورغم ذلك يدافع عن ذلك بأنه ليس زنا فما حكم الشرع في ذلك؟ ** أجاب الدكتور السيد مبروك صقر. الأستاذ بجامعة الأزهر: إن هذه المحادثة الخارجة عن حدود الحاجة والأدب والأخلاق داخلة في دائرة الحرام بطبيعة الحال ولا يشك مسلم في هذا. والحرمة هنا تتعلق بموضوع هذا الحديث وليس بأصله. فحين يتناول أموراً حرمها الله عز وجل. كالبحث في المسائل الجنسية أو غيرها فهو بلا شك حرام. فإذا كان الله تعالي نهي عن الخضوع بالقول فما بال القول الفاحش الذي يغيب معه الحياء. والحياء قرين الإيمان. فلا إيمان في لحظات القول الفاحش. لأنه زني. كما أخبر النبي صلي الله عليه وسلم فيما رواه الإمام أحمد في مسنده عن أبي هريرة. عن النبي صلي الله عليه وسلم: "إن الله عز وجل كتب علي ابن آدم حظه من الزنا أدركه لا محالة. وزنا العين النظر. وزنا اللسان النطق. والنفس تمني وتشتهي. والفرج يصدق ذلك أو يكذبه". وفي رواية ابن حبان في صحيحه: "كل بني آدم له نصيب من الزني أدركه ذلك لا محالة: فالعين زناها النظر. واللسان زناه النطق. والقلب زناه التمني. والفرج يصدق ويكذب". وفي رواية: "علي كل نفس من ابن آدم كتب حظ من الزنا أدرك ذلك لا محالة. فالعين زناها النظر. والرجل زناها المشي. والأذن زناها السماع. واليد زناها البطش. واللسان زناه الكلام. والقلب يتمني ويشتهي. ويصدق ذلك أو يكذبه الفرج". رواه الحاكم في المستدرك وقال: هذا حديث صحيح علي شرط مسلم. وروي البيهقي عن ابن مسعود قال: زنا العين النظر. وزنا الشفتين التقبيل. وزنا اليدين البطش. وزنا الرجلين المشي. ووقت الزنا يرتفع الإيمان. فعن أبي هريرة أن رسول الله صلي الله عليه وسلم قال: "لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن ولا يسرق السارق حين يسرق وهو مؤمن ولا يشرب الخمر حين يشربها وهو مؤمن" رواه مسلم. وفي رواية البخاري: "لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن ولا يسرق حين يسرق وهو مؤمن ولا يشرب حين يشربها وهو مؤمن والتوبة معروضة بعد". فالفحش عامة في القول أو الفعل ليس من صفات المؤمنين فعن أبي الدرداء عن النبي صلي الله عليه وسلم قال: "إن أثقل ما وضع في ميزان المؤمن يوم القيامة خلق حسن. وإن الله يبغض الفاحش البذيء" رواه ابن حبان في صحيحه. وعن عائشة رضي الله عنها قالت: "لم يكن رسول الله صلي الله عليه وسلم بفاحش ولا متفحش ولا سخاب في الأسواق. ولا يجزي بالسيئة مثلها. ولكن يعفو ويصفح". رواه البيهقي في السنين. وعن عبدالله عن النبي صلي الله عليه وسلم قال: "ليس المؤمن بالطعان ولا اللعان ولا الفاحش ولا البذيء". رواه الترمذي وحسنه. وابن حبان في صحيحه. والحاكم في المستدرك وقال: هذا حديث صحيح علي شرط الشيخين. ثم إن هذا يساعد علي ارتكاب الفاحشة وانتشارها لأنه من خطوات الشيطان المؤدية إليها. والله تعالي يقول: "إن الذين يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا لهم عذاب أليم في الدنيا والآخرة والله يعلم وأنتم لا تعلمون" النور : .19 حتي إذا كان الحديث من قبيل اللغو الذي لا فائدة منه فهو مكروه. لقوله تعالي في مدح عباده: "والذين لا يشهدون الزور وإذا مروا باللغو مروا كراما" الفرقان: 72. وقوله تعالي: "قد أفلح المؤمنون الذين هم في صلاتهم خاشعون والذين هم عن اللغو معرضون" المؤمنون: 1 3. وهذا اللغو يكون عادة بين رجل ورجل أو بين امرأة وامرأة. أما اللغو بين رجل وامرأة وهو الحديث الذي لا فائدة منه ولا حاجة إليه. فهو إلي الحرام أقرب. لأنه يفتح الطريق أمام كلام آخر يكون حراماً صرفاً. ولذلك فإني أحذر إخواني المسلمين وأخواتي المسلمات من الحديث المباشر علي الهاتف بين رجل وامرأة بغير ضرورة. وإن وجدت فيكن مع مراعاة الضوابط الشرعية. فليتق الله كل مسلم وكل مسلم وكل مسلمة وليراقب كل شاب وفتاة ربهما "إن الله خبير بما يصنعون" النور: .30 وأما ما يستوجبه هذا الأمر فإنه التعزيز والتأديب من ولي الأمر. يعاقبه ويؤدبه بما يراه رادعاً له. إلا أن يعلن التوبة من هذا العمل وينتهي عنه.