أكد الباحث الحسيني موسي محمود من دولة نيجيريا بقسم أصول الدين بالجامعة الأمريكية في رسالته التي تحمل عنوان "دراسة تأهيلية لأهم المشاكل في تفسير الشيخ الشعراوي لسورتي القصص والعنكبوت" والتي حصل فيها علي درجة الماجستير بتقدير ممتاز أن أهم ما يميز تفسير الشيخ الشعراوي هو لغته البسيطة وقدرته علي الوصول إلي قلوب وعقول العامة والبسطاء من الناس. كما أشار إلي خلو تفسير الإمام من التعصب المذهبي كما هو الحال في بعض التفاسير. تفسير مقبول أكد الباحث أنه اختار تفسير الشيخ الشعراوي تحديداً لما يتميز به من قبول وتقدير لدي العامة والخاصة مما جعله خير بداية لتوصيل العلم والدعوة ونشر الخير بين المسلمين كما أن الشعراوي بمنهجه التفسيري الجديد عمل علي انتقال التفسير من بطون الكتب إلي ألسنة العوام والبسطاء كما أنه وازن موازنة دقيقة بين التقليدية والمعاصرة وبين العمق والبساطة وبين التفسير والدعوة وبين التربية والوعظ. تواصل العلم وحاول الباحث من خلال هذه الرسالة القيمة إلقاء الضوء علي جهود العلماء في تفسير كتاب علي مر العصور وانتهاء بتفسير الشيخ الشعراوي حيث أوضح أن الله تعالي لن يقبض رسوله صلي الله عليه وسلم إلا بعدما استوعب الصحابة رضوان الله عليهم القرآن الكريم في الصدور والسطور ثم جاء عصر التابعين فاشتدت حاجة الناس إلي من يبين ويفسر لهم كتاب الله أكثر فأكثر فقام فريق من المفسرين بهذا الواجب تم أخذ التفسير بعد هذه المرحلة يأخذ أشكالاً مختلفة صبغت فيها التفاسير بالفن الذي يغلب علي مضفيها فالنحوي ليس له هم إلا الإعراب والإخباري ليس له شغل إلا القصص والفقيه يكاد يسرد الفقه واستمر التفسير علي هذا الحال إلي مطلع القرن التاسع عشر حيث طغي الاستثمار الغربي علي جميع مناحي حياة المسلمين فتنبه جيل من المفسرين إلي إبراز المقصد الإصلاحي في القرآن الكريم بعدما رق الدين وضعف أثره في قلوب الناس فدعوا الناس إلي الاستمساك به والعمل بأحكامه والخضوع لتشريعاته وكان علي رأس هؤلاء المفسرين الشيخ محمد عبده ومن سار علي نهجه إلي أن جاء الشيخ الشعراوي بمنهجه الجديد الذي انتقل معه التفسير من بطون الكتب إلي ألسنة العوام والبسطاء لسهولته وبساطته وسرعة استيعابه. دراسة تأصيلية أشار الباحث إلي تخصيصه لسورتي القصص والعنكبوت تحديداً جاء امتداداً لما بدأه الباحثون من دراسة تأصيلية لتفسير الشيخ الشعراوي من أول سورة الفاتحة إلي نهاية سورة الشعراء بالجامعة الأمريكية. أكد أن هدفه من هذا البحث الحرص علي خدمة كتاب الله عز وجل من خلال دراسة هذا التفسير وتشجيع طلبة العلم علي الاستفادة من مجهود الشيخ الشعراوي في تفسيره وكذلك حث الشباب للرجوع إلي قراءة كتب التفاسير بصفة عامة وتفسير الشعراوي بصفة خاصة أضف إلي ذلك استشعار الباحث حاجة الأمة الإسلامية إلي الرجوع لكتاب الله تعالي وسنة نبيه صلي الله عليه وسلم بفهم سلف الأمة خاصة في هذا العصر الذي غابت فيه القيم وضعفت الهمم وانصرف الناس فيه إلي العلوم المادية ليستقوا منها معارفهم ويوسعون مداركهم ويربون أنفسهم بنظريات غربية وأسس تربوية دخيلة وتركوا كتاب الله وأعرضوا عنه فكثرت همومهم وضاقت بهم أرضهم. لقطات حياتية ألقي الباحث الضوء علي بعض اللقطات في حياة الشيخ الشعراوي وأشار إلي جرأته وشجاعته وكيف أنه كان رحمه الله لا يحيد عن الحق ولا يخاف من سلطان أو من حاكم واستشهد بالشعراوي حينما عاتب الرئيس السادات لما أذن للصلاة في قاعة مجلس الشعب أثناء إلقائه لإحدي خطبه بالمجلس وقام أحد الأعضاء للصلاة فطلب منه السادات الجلوس وقال "العمل عبادة" وخرج الرجل وخرج الشعراوي لأداء الصلاة خارج القاعة وبعد ذلك عاتب السادات قائلاً: إن العمل عبادة غير مفروضة فما كان من السادات إلا أن قال: "أنا غلطان".. أما عن تواضعه فحدث ولا حرج واستشهد الباحث بما كان يفعله الإمام حينما كان طالباً بالأزهر حيث كان ينظف أحذية أساتذته ومشايخه دون علمهم وذلك تقديراً منه لقيمة العلم. ولم يفت علي الباحث ذكر جود الشيخ وكرمه حينما حصل علي جائزة من دولة الإمارات عام 1998م قام بالتصدق بها علي طلاب العلم. وفي نهاية البحث توصل الباحث لعدة نتائج أهمها أن الشيخ الشعراوي كان بحق ترجمان القرآن لأهل هذا الزمان وهذا هو جوهر التجديد في تفسير الشعراوي للمسلمين لاسيما في يهذا الزمان الذي تباعد فيه الناس عن كتاب الله إما انشغالاً بدنياً وشهوات أو افتتاناً بأفكار ونظريات غربية فاستطاع الشيخ الشعراوي بما وهبه الله من قدرات علي هدم هذه السدود التي حالت بين الناس وبين معايشة لذة القرآن الكريم سداً بعد سد فتحول القرآن من كونه كتاباً يتلي وقرآناً يسمع إلي كتاب حياة كاملة مملوءة بالخير والعطاء كما انتهي الباحث إلي تصدي الشيخ الشعراوي لافتراءات المستشرقين والخصوم حول الإسلام ديناً وشريعة وهذا ما تفرد به تفسير الشيخ الشعراوي التي تكاد تخلو منها التفاسير المعاصرة. وشدد الباحث علي خلو تفسير الشعراوي من التعصب لمذهب معين كما لفت إلي ميل الإمام كثيراً لذكر التفسير الموضوعي كما تميز تفسير الإمام بربطه بين فهمه معاني القرآن الكريم والعلوم الحديثة.