ظهور جماعة ¢داعش¢ المجرمة الإرهابية التي تتمسح في الدين الإسلامي والإسلام منها براء جعلنا ننتبه إلي وجود دواعش بيننا من بني جلدتنا ويتكلمون لغتنا ولكنهم يسعون بيننا بالخراب والتدمير والقتل والتفجير ولا يحبون لمصر أي تقدم أو ازدهار. وإن زعموا قبل ذلك أنهم يحملون الخير لمصر. وفي المقابل انتبهنا أيضاً إلي فئة أخري أطلق عليها فضيلة الإمام العالم الجليل علي جمعة: ¢دواعش العلمانية¢ من أمثال إسلام بحيري وإبراهيم عيسي وعلاء الأسواني ومحمد عبدالله نصر .. ثم .. فاطمة ناعوت. وكثيرين غيرهم ممن يملأون الفضائيات والصحف والمجلات. ويكثرون من البوستات والتويتات التي تحمل أفكارهم وأفكاراً أخري مع أفكارهم. كما سيحملون إن شاء الله يوم القيامة أوزارهم وأوزاراً مع أوزارهم بما ضلوا وكانوا سبباً في ضلال غيرهم. وتلك الأفكار البالية جاء بها دواعش أقدمون غيرهم من أساطين العلمانية والملاحدة أعداء الدين الإسلامي بجهل أو عن هوي في أنفسهم وسوء قصد. إن ما يثيره هؤلاء ¢الدواعش¢ ليس جديداً علي علماء الإسلام الذين درسوا علوم القرآن والحديث وأصول الفقه. والفقه المقارن .. ومع هذه العلوم درسوا أيضاً الفلسفة والمنطق وعلم النفس حتي يجادلوا المخالفين بالتي هي أحسن كما أمرهم الله. وقد رد علماؤنا الأفاضل علي ترهات الدواعش من قديم بل ألفوا كتباً في الرد علي الشبهات المثارة حول القرآن الكريم والسنة المطهرة وعلوم الدين. وفي هذا الصدد لا بد لنا أن نفرق بين حرية الرأي والاعتقاد وإيراد شبهة ما بأدب واحترام. لمعرفة الحق فيها أو الرد عليها من أهل العلم والاختصاص. وبين التخريف والتطاول بجهل والسخرية وقلة الأدب. سواء من أهل الكتاب أو غيرهم ممن ينتسبون إلي ديننا الحنيف الذين ربما لا يعرفون من الإسلام إلا اسمه ولا من القرآن إلا رسمه. ثم انظروا إلي أولئك الدواعش. ستجدونهم من أكذب الناس حديثاً. ومواقع التواصل الاجتماعي مليئة بشواهد كذبهم صوتاً وصورة. فينبغي ألا نلتفت إلي ما يقولون ولا نجعلهم ضيوفاً دائمين في الفضائيات إلا بهدف كشف كذبهم وضلالهم لا لترويج أكاذيبهم. لأن الصدق أساس متين في بلاغ العلم للناس وخاصة ما يتعلق بالدين. ولذا كان خاتم الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد - صلي الله عليه وسلم - يلقب بالصادق الأمين. وكان هذا من أسباب الإيمان به وتصديقه رغم ثقل ما يقوله علي نفوس أهل مكة من الكفار والمشركين. وكانوا يقولون فيما بينهم: ما جربنا عليه كذباً قط. والمؤمن عموماً ينبغي أن يتصف بالصدق ولا يكون كذاباً. لذلك فإن ¢دواعش العلمانية¢ عليهم أولا أن ينتهوا عن كذبهم ويعتذروا عن أخطائهم في حق الله ورسوله قولاً وعملاً. ثم يجلسوا لطلب العلم الصحيح من مظانه الحقيقية الصحيحة وأماكنه المعتمدة الموثوقة .. وساعتها لن تعرف الخرافات إلي عقولهم طريقاً وستزول تلك الشبهات من رؤوسهم. وليضعوا نصب أعينهم حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه الذي ورد في الصحيحين. عن النبي صلي الله عليه وسلم : ¢إن الصدق يهدي إلي البر وإن البر يهدي إلي الجنة وإن الرجل ليصدق حتي يكون صديقا. وإن الكذب يهدي إلي الفجور وإن الفجور يهدي إلي النار وإن الرجل ليكذب حتي يكتب عند الله كذابا¢. * * * بعد الفاصل: نجاح المؤتمر الاقتصادي منقطع النظير .. علي قدر ما أثلج صدور كل المصريين الوطنيين الشرفاء .. علي قدر ما أوقد في قلوب الجماعة الإرهابية ناراً يجدون حر لهيبها في نفوسهم وبين ضلوعهم!!.