نواصل الحديث الثالث في التعريف بالإسلام للذين لا يعرفونه. سواء ممن يدعون الإسلام. أو ممن يعادونه. ويجهلونه. فالإسلام الذي نعرفه غير إسلام داعش الذين شوهوا صورة الإسلام بادعائهم. وهم يذبحون البشر بالسيف. أن الرسول -صلي الله عليه وسلم بُعث بالسيف. والحقيقة الغائبة عنهم. وأمثالهم أن الرسول حقا جاء بالسيف. ولكن استعمله في موضعه فلم يهدد به الآمنين. ولم يذبح به الأسري. والمعتقلين كما يفعل هؤلاء. بل جاء به ليستخدمه ضد الظالمين. والمعتدين والذين يسعون في الأرض فسادا. ويهددون الاستقرار والسلم العالمي. جاء الإسلام بالسيف حقا لينتصر به علي سيف الباطل. ولقد رأينا الباطل يعم الدنيا. والظلام يكسو المعمورة قبيل رسول الله - صلي الله عليه وسلم فكسري يعم في المشارق ظلمه. وهرقل منه في المغارب أظلم. والناس بين القيصرين كأنهم غنم علي تلك الذئاب تقسم. هنا تدخلت السماء برعاية رب الأرض والسماء. وجاء للعالم رسول من الله فأقام العدل. وانتصر بالسيف علي السيف. فظهر الحق وزهق الباطل. وما رأينا مظلوما ادعي أن الرسول صلي الله عليه وسلم أكل حقه أوضيع ماله أو أزهق روحه. بل رأينا صاحب السيف هذا يتعايش مع اليهود في المدينة. ويقر لهم حقوقهم ويجعلهم في دستوره أمة كالمسلمين لهم ما للمسلمين. وعليهم ما علي المسلمين. وما أرهبهم بسيف. ولا نقض لهم عهدا. بل هم الذين فعلوا ذلك فكان ما كان. أما النصاري فقد أستقبلهم صلي الله عليه وسلم في مسجده. وأحسن ضيافتهم. وأكرم نزلهم وحاججهم بالفكر لما طلبوا ذلك في عيسي عليه السلام. وما أرغمهم علي دخول دينه. بل جعلهم في ذمته. ولما حضرت صلاتهم لم يخرجهم من مسجده عليه الصلاة والسلام. والتاريخ يؤكد ذلك. بل قال عنهم مهددا من يهددهم حتي وإن كان من أكابر صحابته يقول صلي الله عليه وسلم : "من عاد لي ذميا فقد آذنته بالحرب" وقال: "إنه لا يري يوم القيامة ريح الجنة وإن ريحها ليعرف من مسافة كذا وكذا" أو كما قال صلي الله عليه وسلم. هذا هو نبينا الذي يدعي المدعون عليه ما ليس من دينه ولا خلقه. بل هؤلاء لا يعرفون أن رسول هذا الدين دعا إلي الرحمة بالبشر. وبيّن أن دم المسلم حرمته أكبر من حرمة الكعبة. بل لا يعرفون أن هذا الرسول أوصي في دينه أن قتل النفس- أي نفس - مهما كان دينها. ومعتقدها. كقتل الناس جميعا ومن أحياها وحافظ عليها فكأنما أحيا الناس جميعا ويتعبد المسلم بذلك ليلا ونهارا. بل إن هذا الرسول بيّن للناس أن هذا الدين يسر. ولن يشاد الدين أحد إلا غلبه. وكان يوصي أصحابه باليسر. والبِشْر. فقال لسيدنا معاذ وصاحبه وهما يستعدان للسفر ليُبيّنا للناس الدين الذي لا يعرفونه قال لهما: "يسّرا ولا تعسّرا. وبشّرا ولا تنفّر" فهل يعرف المعسّرون هذا الكلام؟ وهل يفهم الداعشيون المعاصرون هذه النصائح والأحكام؟ بل هل يعرف من لا يعرفون الإسلام. أن هذا الدين نصح أتباعه بالرفق بالحيوان واليسر معه. وحسن رعايته تماما كما هو مع الإنسان. فالنبي الأكرم يقص: أن امرأة في الأمم السابقة دخلت النار في هِرّة لأنها منعتها حقوقها. وحريتها. وحبستها ولم تجعلها تأكل من خشاش الأرض. وفي نفس الوقت لم تطعمها حتي ماتت. وفي المقابل يزرع الرحمة في قلوب المسلمين فيقص أن رجلا دخل الجنة في كلب رآه يلهث من شدة العطش في الصحراء فسقاه من بئر. بخُفِّه. فغفر الله له. فهل نبي كريم يحمل للأمة هذا الدين. وفيه ما نري من وعيد للظالمين. ووعد بالخير للمتراحمين. يدّعي عليه من داعشي نكرة. أنه جاء بالسيف ليقطع رقاب الآمنين؟! ما هذا الهراء والكذب والبهتان الذي يُلصق بدين من هو نفسه رحمة للعالمين صلي الله عليه وسلم؟! حقيقة لا نعرف هذا الدين الداعشي الجديد. ولا يجب أن يستدعي اسم الإسلام عندما يفعل المجرمون الأفاعيل.كما يفعل إعلامنا للأسف بلا روية. ويهرول ويستدعي اسم الدين. ظلما وجورا!! ولذا نقول للجميع: علِّموا أولادكم سماحة دينكم الذي لا يعرفه الجاهلون. وللحديث بقية. إن شاء الله.