أمة ¢اقرأ¢ أصبحت الآن لا تقرأ ولا تكتب .. فقرابة 40% من المصريين في ظلام الأمية .. أما الأمية العلمية والفكرية والدينية والثقافية فما أكثرها.. ونحن لا نتألم لذلك ولا نتوجع منه .. بل نريد أن نعلم الأمة الرقص .. وكأنه لا ينقصها سوي الرقص الشعبي .. رغم أنه ينقصها كل شيء وليس لديها شيء .. فيا للعار . وإذا كنا لم نتعلم من قرآننا أو ديننا شيئا ً فلنتعلم من أمريكا التي انتفضت كلها حينما علمت أن السوفيت تفوقوا عليهم في الرياضيات فأقامت مؤتمرا ً لعلمائها ومفكريها - وليس لراقصاتها - بعنوان ¢أمة في خطر¢. وهذه إسرائيل تتفوق علي أمريكا في الإنفاق علي البحث العلمي والأولي عالميا ً في ذلك. وهل ننشغل بالرقص والمصريون في كل مكان يبكون قتلاهم وجرحاهم ولم تجف دموعهم بعد من حوادث الطرق ومن العمليات الإرهابية ومن جراء الصدامات السياسية؟! وهل ينقصنا الرقص الشرقي والتعليم العام والفني والجامعي عندنا أسوأ ما يكون؟! وجامعاتنا كلها تخرج سنوياً من التصنيف العالمي لأحسن 500 جامعة.. ولم يحصل علي نوبل عندنا سوي د. أحمد زويل في الفيزياء والكيمياء في الوقت الذي حصل فيه 9 علماء من إسرائيل علي هذه الجوائز في سنوات متتالية. ولولا أن د.زويل يعمل في أمريكا حيث لا روتين ولا واسطة ولا توريث للمناصب الجامعية ولا معامل مهترئة ما نال نوبل. هل أمتنا في حاجة لتعليم الرقص الشرقي وهي الأولي في ضحايا وحوادث الطرق في العالم.. ومن أوائل دول العالم في الإصابة بفيروسات الكبد. هل نتعلم الرقص وشوارعنا مليئة بالزبالة والمخلفات والحفر والمطبات غير القانونية.. وبعض دول أوروبا الغربية تغسل شوارعها كل يوم بماء الورد.. ومستشفياتنا في أسوأ حال.. والخدمات الصحية في حالة ترد فهذه طفلة تحترق في مستشفي.. وهذه سيدة تلد في الشارع أمام المستشفي .. فإذا نظرت في المقابل إلي دولة مثل بريطانيا وجدت أن عدد المرضي في أكبر مستشفي بلندن لا يجاوز 56 مريضاً.. فالمريض لديهم ملك متوج.. وأي مريض يدخل أي مستشفي لا يطالب بأي أوراق تثبت أنه لا يملك أجر العلاج.. هو يذكر ذلك شفاهة ليعالج مثل ملكة بريطانيا. ولك أن تتأمل العدد 56 مريضاً إذ انهم لا يمثلون في بلادنا أصغر طابور للمرضي في مستشفي عام .. حيث يقف المرضي في طابور مهين في حر الشمس أو مطر الشتاء فيعاملهم العامل بقسوة وجفاء ويتلقاهم الطبيب الصغير بكبر وصلف وعجرفة رغم أنه سيتعلم فيهم ومن خلالهم.. فإذا ذهب إلي المستوصف الذي يعمل فيه بيزنس يصير ودودا ً رفيقا ً أليفا ً يشرح ويوضح وكأنه يعاني انفصاما ً في شخصيته الطبية ..أو كأنه يعمل في المستشفي دون أجر .. فيمن علي هؤلاء المساكين .. أما الاستشاريون والأخصائيون فأكثرهم ¢مزوغ¢ من العمل .. لينتقل من بيزنس إلي آخر. وهل الرقص الشرقي فضيلة حتي نعلمها لبناتنا أم نحن بحاجة إلي فضائل مختلفة من بناء الضمائر الحية وإيقاظ العقول النائمة وإحياء النفوس الخربة؟! وهل نعلم شعبنا الرقص أم نعلمه سيرة موسي وهارون ويوسف وعيسي عليهم السلام الذين عاشوا في مصر.. وسيرة سيدنا إدريس أول من دعا إلي التوحيد علي ضفاف النيل وهو قبل نبي الله نوح.. ونعلمهم سيرة خاتم المرسلين محمد. أم أن الراقصات الشرقيات رضي الله عنهن سيعلمن الأمة وبناتها سيرة هؤلاء الأنبياء العظام!!!. وهل مصر بحاجة إلي الرقص الشرقي وفيها 4 ملايين من أطفال الشوارع يرتكبون كل الموبيقات ويعتبرون مشروعات جاهزة للجريمة. تري متي وأين وكيف تحول الرقص الشرقي في بلادنا إلي فضيلة نحتاج إلي تعلمها.. وكلنا يعلم سيرة الرقص الشرقي وما قبله وما بعده.. وصدق الرسول صلي الله عليه وسلم ¢إذا لم تستح فاصنع ما شئت¢. .