منذ ايام التقي الدكتور ابراهيم محلب رئيس الوزراء مجموعة من الفتيات الراغبات في التجنيد الاجباري بالقوات المسلحة وذلك بناء علي تكليف من الرئيس عبدالفتاح السيسي. هذا اللقاء طرح من جديد مشروعية تجنيد الفتيات اجباريا. وهو الامر الذي رفضه العلماء للمرة الثانية. يقول الدكتور محمد ابراهيم حامد- رئيس قسم الثقافة والارشاد الديني باوقاف الشرقية: مسألة تجنيد المرأة بالقوات المسلحة من المسائل المثارة حاليا. ولكنه يري أن هذا العمل غير جائز شرعا للآتي: أولا: طبيعة الجندية تحتاج إلي قوة وفتوة وهذا ما منحه الله عز وجل للرجال دون النساء. فتجنيد المرأة مخالف للفطرة والخلقة التي خلقها الله عز وجل عليها. قال الامام السرخسي في شرح السير الكبير "1/184": "باب قتال النساء مع الرجال وشهودهن الحرب. قال: لا يعجبنا أن يقاتل النساء مع الرجال في الحرب ; لأنه ليس للمرأة بنية صالحة للقتال. وقد اشترط الفقهاء الاربعة الذكورة للجهاد في سبيل الله عز وجل الذي فيه قتال والتحام بين المتقاتلين. ثانيا: ما رواه الإمام البخاري رضي الله عنه في صحيحه عَنْ عَائِشَةَ بِنْتِ طَلْحَةَ عَنْ عَائِشَةَ أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا أَنَّهَا قَالَتْ يَا رَسُولَ اللَّهِ نَرَي الْجِهَادَ أَفْضَلَ الْعَمَلِ أَفَلَا نُجَاهِدُ قَالَ لَا لَكِنَّ أَفْضَلَ الْجِهَادِ حَجّى مَبْرُورى. فلو كان خروج المرأة للجهاد جائزا لأقره النبي صلي الله عليه وآله وسلم. ثالثا: في تجنيد المرأة الكثير من المخالفات الشرعية كسفرها بدون محرم وحدوث خلوة غير جائزة. واختلاط برجال أجانب وغير ذلك من المحاذير الشرعية. رابعا: ما يتعلل به البعض من أن المرأة كان دور في جيش المسلمين الأوائل. نعم كان لها دور ودور عظيم. ولكن مشاركتهن كان بصفة فردية وليست جماعية. بصفة تطوعية وليست إلزامية من ولي الأمر. وخروجهن كان مع محارمهن فنسيبة بنت كعب بن عمرو خرجت يوم أحد مع ابنيها عبد الله وحبيب أبناء زيد بن عاصم زوجها الأول. وخرج معها زوجها غزية بن عمرو بن عطية. والخنساء خرجت مع أبنائها الأربعة . وهكذا سائر النساء اللاتي خرجن للجهاد مع النبي صلي الله عليه واله وسلم.. نحن لا نمنع مشاركة المرأة في القتال عند الضرورة للحفاظ علي الأعراض والأوطان والأنفس والأموال. فهذا من الفروض العينية. أما ما لا يجوز هو تجنيد المرأة في حالة السلم والحرب. وأحب أن أوجه رسالة لأصحاب هذه الدعوات: بدل أن تنادوا بتجنيد الفتيات بحجة المساواة ابحثوا عن أمور أخري تحافظون بها علي المرأة وكرامتها. وبدل أن تنادوا بتجنيد النساء نادوا باستغلال قوة الشباب المهدرة. اما الدكتور عويس النجار- الداعية الاسلامي في كندا- مع تحفظه علي الفكرة لوجود عقبات كثيرة وراء تطبيقها يري أن هذا الموضوع من الأفضل أن يحال للإفتاء أو مجمع البحوث الإسلامية لأنها قضايا عامة ورأي المجامع في مثل هذه القضايا افضل من رأي الأفراد. الجدير بالذكر ان عددا من علماء الازهر الشريف سبق ورفضوا مسالة تجنيد الفتيات باعتبار انها كامرأة من الممكن ان تقع في الاسر وهو الامر الذي من الممكن ان يثير مشكلات عديدة في المجتمع. كام ان المرأة تتعرض للحمل والانجاب وعليها مهمة تربية الاولاد ورعايتهم وهو امر لا يقل عن اهمية عن خوض المعارك.