اغتنمنا فرصة الجو المنعش. والدفء الذي تغلب علي قسوة البرد. وجو الربيع الذي خيم علينا بعبقه ونسماته المنعشة. اغتنمنا الفرصة وارتحلنا إلي مقهي "المشربية" نتسامر. وليحتسي من يريد احتساء الشيشة. أو المشروبات الدافئة. جلسنا مجموعة من الأصدقاء والجيران. لاحظت ان الجميع يأنف الحديث فيما كان يألفه من ذي قبل ممن كان يهوي الكلام في الكورة. لم يستهوه الحديث فيها. من كان يتحدث في السياسة ويؤيد مرسي. أحجم عن الكلام والتزم الصمت. من كان يؤيد السيسي طأطأ رأسه وراح ينفث في شيشته. حتي دعاباتي وقفشاتي الجنسية تحجرت ولم تعد تستطيع ان تنسل من فمي. حتي أسعار "السجاير" الجديدة لم تفتح شهية من يحتسيها. ولاحظ أحد الرفاق ان الجلسة ستتوقف علي الهيام بالنظرات. واحتساء الطلبات. ففتح موضوعاً وعرضه عبر سؤال جديد من نوعه.. هل داعش علي الإسلام الصحيح وهل تريد ان تظهر قوة الإسلام في عالم يموج بالفتن والفسق والفجور؟ وإذا كانت علي الإسلام فماذا نكون نحن؟! كان عرض السؤال مجرد فاتح للشهية كي تتفتح الأفواه. ويدلي كل بدلوه ودار الحوار كالآتي: * قال من يحتسي الشيشة: داعش هذه صناعة المخابرات الأمريكية. * أيده آخر.. طبعاً مثلما صنعت المخابرات الأمريكية تنظيم القاعدة. * مد أحد الرفاق يده ليلتقط ملعقة ويدسها في كوب الشاي وراح يقلبها وهو يقول: أتحدي أي إنسان علي وجه الأرض يوضح لنا ما هية داعش. فهم عبارة عن أشباح يسوقها لنا الإعلام الغربي. فنحن لا نعرف عنهم أدني معلومة حتي من يقاتلونهم يجهلونهم. * راح الحديث يميل لصالح داعش فراح من يحتسي النيسون يلقي ببصماته ليوحي أنه خبير بتاريخ المسلمين قال: علي فكرة كل الدول الإسلامية التي كونت خلافات كانت في بدايتها مثل داعش. فالعباسيون كانوا مثل داعش في تعاملهم مع الأمويين. العثمانيون ذبحوا طومان باي وعلقوه في دمه علي باب زويلة. إيران انشأتها جماعة كان يطلق عليها "الصفويين". حتي في العصر الحديث تكونت دول كبيرة وبمثل هذا الأسلوب وان كان أكثر رقة من أسلوب داعش. * وقال من فتح الباب للحديث: إذا كانت داعش علي الإسلام والدفاع عنه. فماذا نحن؟! * تحدث صديق بعد ان انهي احتساءه لحجر شيشة: نحن.. إيه.. إننا مشغولون بعرض رؤية وآراء الالحاديين. وانهكتنا لسعة ارتفاع أسعار "السجاير" والخطاب الديني. وبراءة نظام مبارك وأدانت شباب الثورة. وانتهاكات الشرطة.. أما ديننا فأصبح في الصلوات فقط. * حاولت ان أخرج الحوار إلي نوع من الفكاهة والدعابة حتي لا ندخل في حواري وأزقة لا ندري كيف نخرج منها فقلت: بس رجال داعش يشتهون الفتيات الصغار زوجة وأمة. * أدركت ان حرمة الحوار قد هدأت حينما بادلني صديق بقوله هو أنت مفيش عندك إلا الجنس.. الفحولة والضعف وجمال النهود والأفخاذ. * انتهي الحوار ولا أدري ما الذي دفعنا للحديث عن داعش دونما أي قضية مما تموج بها الساحة؟!