* في رسالة من القارئة س . ع . ل محافظة القليوبية تقول فيها: من الطبيعي أن يسعي رب الأسرة علي رزق أولاده. فقد يلجأ رب الأسرة إلي السفر إلي خارج البلاد. والعمل في الخارج أصبح ظاهرة عصرية لها ايجابياتها وسلبياتها وأنا واحدة تعيش في بيت سافر صاحبه بحثاً عن العمل وعن زيارة رزقه ويعد هذا السبب من ايجابيات السفر. أما السلبيات عندي تتمثل في زيارة عدد كبير من الأقارب والأصدقاء وأنا لاأستطيع أن أرفض هذه الزيارات فأرجو توضيح رأي الإسلام فيمن يباح له دخول بيتي من عدمه؟ في البداية يقول الشيخ محمد سلامة مدير عام بأوقاف القليوبية: إن الإسلام حدد المحارم الذين لهم حق دخول بيت الزوجية أثناء غياب الزوج في قول الله تعالي "وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن ويحفظن فروجهن ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها. وليضربن بخمرهن علي جيوبهن ولا يبدين زينتهن إلا لبعولتهن أو آبائهن أو آباء بعولتهن أو أبنائهن أو أبناء بعولتهن أو إخوانهن أو بني إخوانهن أو بني اخواتهن أو نسائهن أو ما ملكت أيمانهن أو التابعين غير أولي الأربة من الرجال أو الطفل الذين لم يظهروا علي عورات النساء" هؤلاء هم المحارم الذين لهم حق الدخول في بيت الزوجية أثناء غياب الزوج كما أن لهم حق رؤية الزوجة بدون حجاب أو ظهورها أمامهم بزينتها. ولكن إذا كان للزوجة أولاد معها في البيت وغاب زوجها فيجوز لعم الأولاد أن يدخل وحده أو مع زوجته. ولكن في حدود الضرورة حتي لا تكون هناك خلوة. كما يمكن لأقارب الزوجة من الدرجة الأولي أن يدخلوا بعد استئذانها في حالات الضرورة القصوي. أما دخول عامل لإصلاح شيء في البيت فهو محرم شرعاً. فإذا كانت هناك ضرورة لدخوله فلابد أن يكون معه محرم أو جارة أو أكثر عند الضرورة. ووجود النسوة الصالحات مع الزومة يقوم مقام المحرم. هذا مع اليقظة التامة والحذر الشديد. ويضيف الشيخ أحمد جاد مدير عام أوقاف العبور: أن الإسلام أمر بالترابط الأسري وعدم التفرقة بين الزوجين. فإذا اقتضت ظروف الزوج السفر للعمل مثلاً فلابد أن تكون أقصي مدة يغيب فيها عن زوجته هي أربعة أشهر. فقد سأل عمر بن الخطاب رضي الله عنه ابنته حفصة "كم تصبر المرأة علي زوجها؟" فقالت: أربعة أشهر وذلك بعد أن اشتكت له احدي الزوجات من أن زوجها غاب في الحرب مدة أطول من ذلك والمفروض ألا يسافر الزوج إلي الخارج للعمل إلا بصحبة زوجته وأولاده. فالمال الذي يعود به من الخارج إذا سافر وحده لا يعادل الضرر الذي ينزل بالأسرة بسبب غيابه عنها. وتطالعنا الصحف دائماً بقضايا طلاق وتفكك أسري بسبب غياب الزوج عن بيته وما يترتب علي ذلك من تأثير سييء علي الأولاد حيث يفشلون في الدراسة ويضيع مستقبلهم وواجب كل زوجة أن تعاون زوجها ما استطاعت علي أن يبقي مع أسرته في بيته. وأن تحاول تدبير القليل الذي يكتسبه. حتي يكفي ولو في أقل الحدود.. وإذا حدث أن سافر الزوج فعليها أن تحافظ علي نفسها وألا تسمح بدخول الأغراب إلي منزل الزوجية دفعاً للضرر واتقاء للشر. في الحديث الصحيح عن عقبة بن عامر أن رسول الله صلي الله عليه وسلم قال: "إياكم والدخول علي النساء" فقال رجل من الأنصار يا رسول الله أفرأيت الحمو؟ قال: الحمو الموت وقد شرح الشيخ الساعاتي في صحيح البخاري هذا الحديث فقال: احذروا الدخول علي النساء اللاتي غاب أزواجهن فقال رجل أخبرني عن حكم دخول الحمو علي المرأة والمراد بالحمو في هذا الحديث "أقارب الزوج غير أصله وفرعه".