يختتم المؤتمر الإسلامي العالمي لمواجهة الإرهاب الذي تنظمه رابطة العالم الإسلامي في مكةالمكرمة أعماله غد الأربعاء وسط مشاركة مميزة لمصر وعلمائها برزت في حضور شيخ الأزهر ووزير الأوقاف. ووزير العدل. وفضيلة المفتي ورئيس جامعة الأزهر وأمين عام رابطة الجامعات الإسلامية وأمين عام المجلس الأعلي للشئون الاسلامية. وذلك ليسلم مؤتمر مكة الراية لمؤتمر المجلس الأعلي للشئون الإسلامية حيث يغادر عدد كبير من علماء الأمة من مكة للقاهرة مباشرة لحضور مؤتمر هذا العام. من جهته أكد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود أن أمتنا أبتليت بالإرهاب الذي امتدت أعماله الي خارج العالم الإسلامي وأضحي أحد أسباب تشويه صورة الأمة والطعن في دينها ورسالتها وإدخال شعوبها ومنظماتها في حالة من الحرج والارتباك أمام دول العالم وتعكير صلاتنا بها. وأن المسلمين اليوم هم من يدفعون ثمن التطرف الأرعن من وحدتهم وأمنهم ومقدرات أوطانهم. وأشار.في كلمته للمؤتمر التي ألقاها نيابة عنه الأمير خالد بن فيصل.مستشار الملك وأمير مكة. إلي أن المملكة بذلت جهودا كبيرة لمواجهة الارهاب إلا أن الأمل لايزال قائم في العلماء أن يرشدوا الأمة و يوعونها بأخطار الارهاب وأضراره وسلبيات التقاعس عن التصدي له أو التعامل معه بحيادية حيث يطيل ذلك عمره ويثقل كاهل الجهات القائمة علي مواجهته. من جانبه بين الدكتور أحمد الطيب. شيخ الأزهر. في كلمته للمؤتمر. أن التَّراكمات التَّارِيخيَّة لنزعات الغُلُوّ والتَّشَدُّد في تراثنا. والَّتي نشأت مِن تأويلات فاسِدة لِبَعض نصوص القُرآن الكَريم والسُّنة النَّبويَّة وأقوال الأئمة من الأسباب الرئيسة للإرهاب والتي تؤدي إلي التَّكفِير لأدني مُلَابسة أو سَبَب. وفيها نزعَات قد انغلقت علي بعض الآراء الفِقهية والعقديَّة. تراها الحقَّ الَّذي لا حقَّ غيره. وتَحكُم علي مَن يُخالفها بالكُفرِ وبالخروج مِن المِلَّة. وهذا ما حفظه لنَا التَّاريخ عَن الخَوارِج - قديما - واجترائهم علي قتل الصَّحابة بَعد تكفيرهم. وقتل عليّي كرَّم الله وجهه. وَبقْر بطون الحَوامِل.. وهو - أيضًا - ما يعود اليوم إلي السَّاحة مِن جَديد علي أيدي هؤلاء التَّكفيريين.. ومِن قَبلهم علي أَيدي كثيرين سلكوا مسلك التَّكفير المُتبَادل بين أتبَاع المَذَاهِب المُختَلِفة. الَّتي يتَّسِع لَها الإسلام ويَطويها تحت جناحه الرحب» وَرَاحوا يعلنون الجِهاد علي المُسلِمين الآمنين. يقطعون الرَّؤوس ويحرقون الأسري وهُم أحياء.. ويقتلون العسيف الذي نهَي رسول الله - نهيًا صَرِيحًا عَن قَتله في جيش العَدو. فَكَيف بِقتل العُمَّال الآمنين في بِلاد الإسلام! إنَّ هؤلاء ما كانوا ليَقدِموا علي تَنكُّب هذه الحدود الشَّرعيَّة لولا أنَّهم يَعتَقدون اعتقادًا خاطئًا زائفًا بأنَّهم قَادة جيوش مُسلِمة ضِدَّ شعوب كَافِرة. وفي ديار كَافِرة. ولولا أنَّهم يَعثرون علي ما يُبرِّر انحرافهم الدِّينيّ والعقديّ مِن تراث الخَوارِج وغير الخَوارِج مِمَّن اعتنقوا عقيدة التكفير وتمذهبوا به قَديمًا وحديثًا. وصاروا مبعث فتنة ومَصدر فرقة واختلاف وتمزُّق لوحدة المُسلِمين في القَديم والحَديث أيضًا. وحذر شيخ الأزهرمن أنَّه ما لَم تحكم السَّيطرة التَّعلِيميَّة والتربويَّة - في مدارسنا وجامعاتنا - علي فوضي اللجوء إلي الحُكم بالكُفر والفِسق علي المُسلِمين فإنَّه لا أمل في أن تستعيد هذه الأمة قوَّتها ووحدتها وأخوتها وقدرتها علي التحضر ومواكبة الأمم المُتَقدِّمة.. داعيا المؤتمر لإقرار سلام فيما بين أهل العلم أوَّلًا والمنتسبين إليه. بمختلف المذاهب والمشارب. يستَثمِر فيه ما هو ثابت مِن الأصول المشتركة نجتمع عليها. ونتآخي حولها. ونتلاقي في رحابها. ويترك المجال لأهل كل بلد في اتباع المذهب الذي ارتضوه ودرجوا عليه. تحقيقًا للاستقرار الاجتماعي الذي ننشده جميعًا. وألَّا يروج لهذا المذهب أو ذاك في البلاد التي تتجافي عنه بِالمَالِ واستغلال الفُقَراء والمعوزين. وتجنيدهم ليكونوا دعاةً للتعصب الطائفي أو المذهبي. وسُرعَان ما ينشأ النَّقيض ليبدأ الصِّراع الذي يفتت وحدة هذه الأمة.. أتمني لو يُترَك الناس يتمذهبون بما نشئوا عليه من مَذاهِب تلقتها الأمة بالقبول ووَسِعَها الإسلامُ وضمن لأهلها السَّعادة في الدُّنيا والآخرة. كما طالب بتدريس مُقرراً دِراسيًّا في المَدارس والمعاهد والجامعات يُعني عناية خاصَّة بتصحيح المفاهيم المغلوطة والملتبسة حول قضايا شَغلت الأذهان والعقول. مثل: قضية الجِهَاد. وقضية التكفير. وخطرَ الفُرقة والتَّنازع. من جهته أوضح الدكتور عبدالله بن عبدالمحسن التركي.أمين عام رابطة العالم الاسلامي. أن أعداء الاسلام استغلوا ظاهرة الإرهاب لتهييج موجة عارمة من العداء والغساءات ضد المسلمين ونبيهم ودينهم. وأن الأمل معقود علي وضح خطة شاملة لمكافحة الارهاب بين يدي الدول والمنظمات وهي الخطة التي لن توضع الا بعد تفحص أسباب الارهاب بدقة والتي يأتي علي رأسها التنطع والغلو في فهم الدين الذي يفضي بصاحبه لانتهاج الارهاب.. مبرزا حرص الرابطة علي تكوين درع ثقافي وتربوي وديني متميز في مواجهة الارهاب مراعاة للشمولية والدقة في الخطاب الاسلامي. والمحافظة علي تنويع الخطاب الاسلامي ليناسب الفئات والمجتمعات المختلفة.