اخطر مشكلة تواجه المسلمين منذ فترة هي خروج بعضهم علي منهج الله. والقيام بأعمال إرهابية تلصق بالاسلام عيوباً هو برئ منها. ومن المؤسف ان الذين يقومون بالاعمال الارهابية لايوصفون إلا بأنهم مجرمون. مجرمون في حق الاسلام وفي حق وطنهم. لأنهم يسيئون إلي هذا الدين أكثر مما يسيء إليه أعداؤه. وأعمالهم هذه خيانة لله ورسوله وجريمة نكراء ينطبق علي مرتكبها قول الله عز وجل "إنه من يأت ربه مجرماً فإن له جهنم لايموت فيها ولايحيا". فحرمة قتل النفس من أعظم المبادئ الانسانية التي حرص الاسلام علي ترسيخها. وحرص ألا تمس نفس الانسان بمكروه وحرم الاعتداء عليها بكل الطرق. وحكم علي من يعتدي عليها بأنه كمن قتل الناس جميعاً كما ألزم الاسلام كل مسلم ان يؤمن أخاه علي نفسه وعرضه وماله فكل المسلم علي المسلم حرام. يقول الشيخ محمد الكردي مدير أوقاف الخانكة: لافرق عند الخالق بين نفس ونفس. فمن قتل نفس بغير سبب من قصاص. بل لمجردة الفساد في الارض فكأنما قتل الناس جميعاً. ومن أحياها أي حرم قتلها فقد سلم الناس كلهم منه بهذا الاعتبار. قال ابن عباس من قتل نفساً واحدة حرمها الله فهو مثل من قتل الناس جميعاً. وقال سعيد بن حبير من استحل دم مسلم فكأنما استحل دماء الناس جميعاً ومن حرم دم مسلم فكأنما حرم دماء الناس جميعاً. ومما يدلنا علي حرمة النفس وكيف حرم الاسلام الاعتداء عليها. ما ذكره الامام بن جرير. من أن من قتل النفس فله النار فهو كما لو قتل الناس كلهم. وأن من قتلها متعمداً جعل الله جزاءه جهنم وغضب عليه ولعنه وأعد له عذاباً عظيماً وذلك في قوله تعالي "ومن يقتل مؤمناً متعمداً فجزاؤه جهنم خالداً فيها وغضب الله عليه ولعنه وأعد له عذاباً عظيماً". وقال صلي الله عليه وسلم "لذوال الدنيا أهون عند الله من قتل مؤمن بغير حق". ويقول "ما من امرئ يخذل امرءاً مسلماً في موضوع ينتقص فيه من عرضه وينتهك فيه من حرمته إلا خذله الله تعالي في موطن يحب فيه نصرته. وما من أمريء مسلم ينصر مسلماً في موضوع ينتقص فيه من حرمته إلا نصره الله في موطن يحب فيه نصرته". وبالتالي فإنه من التزامات الاخوة في هذا الدين ان يأمنك أخوك علي نفسه وعرضه وماله فلاتقع في عرضه ولاتسلب ماله ولاتسلمه لعدوه ولا تخفيفه فكل المسلم علي المسلم حرام. دمه وماله وعرضه. حتي أنه لايصح ترويع المسلم فهو أمر لايقبله الاسلام. وقال صلي الله عليه وسلم: "لايحل لرجل ان يروع مسلماً" وقال أيضاً: "من أخاف مؤمناً كان حقاً علي الله الا يؤمنه من أفزاع يوم القيامة. وقد ورد أنه من نظر إلي مسلم نظرة يخيفه فيها بغير حق أخافه الله يوم القيامة. وقال صلي الله عليه وسلم: "من أعان علي قتل مسلم ولو بشطر كلمة لقي الله يوم القيامة مكتوباً بين عينينه: آيس من رحمة الله تعالي.. ولو أن أهل السموات وأهل الارض اشتركوا في دم مؤمن لاكبهم الله في النار. الامن والسلام ويضيف الشيخ حسين عبدالحكيم حميد إمام وخطيب بأوقاف شبين القناطر شرق: ان الاسلام يحب الحياة ويحبب الناس فيها وهو لذلك يحررهم من الخوف ويرسم الطريقة المثلي لتعيش الانسانية متجهة إلي غايتها من الرقي والتقدم وهي مظلة بظلال الامن الوارفة. فلاتقدم أولا رقي بغير أمن وأمان. ورب هذا الدين الحنيف من اسمائه "السلام" لانه يؤمن الناس بما شرع من مبادئ وبما رسم من خطط ومناهج وفي الحديث: "ان الله جعل السلام تحية لامتنا وأماناً لاهل ذمتنا. وما ينبغي للانسان ان يتكلم مع آخر قبل ان يبدأه بالسلام وسبب ذلك أن السلام أمان ولاكلام قبل الايمان.. وفي ميدان الحرب والقتال إذا اجري المقاتل كلمة السلام علي لسانه وجب الكف عن قتله: يقول تعالي: "ولاتقولوا لمن ألقي اليكم السلام لست مؤمنا. المؤمن الصادق ويؤكد الشيخ إبراهيم عزب امام وخطيب بأوقاف القليوبية: ان تأمين الناس مبدأ اسلامي يقول صلي الله عليه وسلم: "والمؤمن من أمنه الناس علي دمائهم وأموالهم" وتركيزاً من النبي علي الأمن وعدم ترهيب الامنين: نري ان رسول اللله صلي الله عليه وسلم ينظر إلي من يرجي منه الخير" ولا يخاف أحد منه. ويؤمن الشر من جانبه بأن مثل هذا الانسان هو خير الناس فيقول: "خيركم من يرجي خيره ويؤمن شره". لهذا نري ان الاسلام انكر علي من يستخدم السلاح في غير موضعه يروي عن الحسن أن رجلاً شهر سيفه علي رجل فجعل يخيفه. فبلغ ذلك أبا موسي الاشعري فقال: مازالت الملائكة تلعنه حتي غمده أو أغمده" لقد توعد الاسلام المقاتلين بالنار لخروجهما علي دعوة الاسلام. فعن أنس رضي الله تعالي عنه ان رسول الله صلي الله عليه وسلم قال: إذا التقي المسلمان بسيفيهما فقتل أحدهما صاحبه فالقاتل والمقتول في النار. قيل يا رسول الله هذا في القاتل فما بال المقتول؟ قال إنه كان حريصاً علي قتل صاحبه. العقوبة من جنس الجريمة ويشير إلي العقوبة التي شرعها الله لمن يستحل النفس الانسانية ويعتدي عليها فقد غلظها الاسلام وجعلها من جنس الجريمة قال تعالي "يا أيها الذين أمنوا كتب عليكم القصاص في القتلي الحر بالحر والعبد بالعبد والانثي بالانثي فمن عفي له من أخيه شيء فاتباع بالمعروف وأداء إليه بإحسان ذلك تخفيف من ربكم ورحمة فمن اعتدي بعد ذلك فله عذاب أليم ولكم في القصاص حياة يا أولي الالباب لعلكم تتقون". ويجب ان يعلم الجميع أيضاً ان الارهاب الذي يدمر البلد وأقتصادها الان يجب علي الجميع مواجهته بكل حزم فالارهاب خطر كبير ومواجهته فرض مقدس علي كل مسلم بل علي كل مصري وطني. وأيضاً يجب ان يعلم كل من تسول له نفسه أو يسعي أن يفكر في دمار وخراب مصر.. مصر التي ذكرها الله في قرآنه خمس مرات. وأثني علي أهلها رسول الله صلي الله عليه وسلم لن يهز استقرارها حاقد أو جاحد وستظل كنانه.. الله في أرضه من أرادها بسوء قصمه الله وأذله.