كان يحتفظ باستقالته في جيبه .وكان دائما يردد: "إن الأزهر أمانة في عنقي . أسلمها _حين أسلمها_موفورة كاملة .وإذا لم يتأت أن يحصل للأزهر مزيد من الازدهار علي يدي .فلا أقل من ألا يحصل له نقص". كلمات خالدة للشيخ محمد الخضر حسين الذي توفي في 2فبراير 1958ميلادية /12رجب 1377هجرية. ولد الشيخ محمد الخضر بن الحسين بن عليپ في بلدة نفطة في منطقة الواحات بالجنوب الغربي التونسي يوم 26رجب 1293هجرية/ 26 يوليو 1876ميلادية .نشأ في بلدة نفطة وتأثر بأبيه وخاله .وحفظ القرآن الكريم وألم بمبادئ العلوم العربية والشرعية. يذكر لنا الصديق أحمد أبو الوفا. من قرية العركي بمركز فرشوط بقنا. أن الشيخ الخضر انتقل مع أسرته إلي العاصمة التونسية وهو في الثانية عشرة من عمره. التحق بجامع الزيتونة سنة 1307 هجرية /1889 ميلادية وتنقل به في الدراسة من مرحلة إلي مرحلة .فظهرت نجابته وبرز نبوغه. نال شهادة العالمية من جامعة الزيتونة ثم رحل إلي الشرق سنة 1317هجرية /1899ميلادية وما كاد يبلغ طرابلس ويقيم بها أياما حتي عاد إلي تونس فلازم جامع الزيتونة يفيد ويستفيد. رحل إلي الشرق سنة 1329هجرية/1912ميلادية .وأقام في دمشق ورحل إلي الآستانة وبرلين .ثم استقر في مصر سنة 1337هجرية/ 1920ميلادية .وحصل علي الجنسية المصرية پبعد نحو اثني عشر عاما. تم اختيار الشيخ عضوا بالمجمع العربي بدمشق سنة 1336هجرية/1919ميلادية .وعضوا في مجمع اللغة العربية بالقاهرة في أول تشكيل له عام 1350هجرية /1933ميلادية .وعين عضوا بجماعة كبار العلماء بالأزهر عام 1367هجرية/1950 ميلادية .تولي مشيخة الأزهر عام 1369هجرية /1952ميلادية .واستقال منها بعد أربع سنوات .ولكنه ظل يمارس نشاطه العلمي حتيپ آخر لحظة في حياته. في سنة 1349هجرية /1932ميلادية أصدر الأزهر مجلة شهرية باسم "نور الاسلام" فتولي الشيخ رئاسة تحريرها ابتداء من جزئها الأول "محرم 1349هجرية " إلي عدد " ربيع الآخر 1352هجرية " ثم قدم الشيخ استقالته من رئاسة تحريرها. للشيخ محمد الخضر حسين مؤلفات عديدة وأبحاث مختلفة .من أهمها: الخيال في الشعر العربي 1922م/ نقض كتاب "الاسلام وأصول الحكم"1926م/ نقض كتاب " في الشعر الجاهلي " 1927م/ محمد رسول الله خاتم النبيين 1933م/القياس في اللغة العربية 1934م وبهذا البحث نال عضوية جماعة كبار العلماء / خواطر الحياة "ديوان شعر" / بلاغة القرآن 1971م. بالاضافة إلي مئات المقالات والبحوث في موضوعات اسلامية متنوعة. مشي في موكب جنازته المهيب علماء الأزهر وأعيان الأمة والمنتسبون إلي العلم حتي بلغ النعش باب الخلق .والموكب متصل فيما بينه وبين الأزهر .ودفن بجوار صديقه أحمد تيمور باشا بوصية منه. رحم الله الشيخ محمد الخضر حسين الذي كثيرا ما قال: "يكفيني كوب لبن وكسرة خبز .وعلي الدنيا بعدها العفاء!".