المعلم المتواضع يخبرنا والجيد يشرح لنا والمتميز يبرهن لنا اما العظيم فهو الذي يلهمنا وليام ارثر وارد. كان عندما ينزل بالمصريين البلاء الشديد ويكتووا بنار ظلم الطغمة الحاكمة يستثغيثون بكلمة السر وهي "يا خراااشي".. نداء الملهوف للعون والمدد من الأمل الأخير بعد الله وهو الشيخ محمد بن جمال الدين بن عبد الله والذي نعت بالخراشي نسبة إلي قرية أبو خراش شبراخيت بالبحيرة وأول من لقب بالإمام الأكبر في تاريخ الأزهر. وكان صادق الوعد مهابآ لايخشي في الحق لومة والي او سلطان وظل ذلك عهد وميثاق يتوارثه السبع والأربعون إماما للمنارة العتيقة من بعده ومنهم الإمام محمد الأخضر بن الحسين بن علي بن عمر، الشهير بمحمد الخضر حسين ثاني اثنين توليا إمامة الأزهر من أصل غير مصري فولد سيدنا سنه 1876 بمدينه نفطة بتونس لأسرة كريمة العلم والأدب ( الأدراسة ملوك المغرب). ونال العالمية من جامعه الزيتونة، وحصل علي عضوية كبار العلماء عن رسالة القياس في اللغة العربية، ولم يسع مطلقآ لإمامة الأزهر وانما هي من سعت إليه؛ فقد خرج من مجلس الوزراء أثناء انعقاده سنه 1952 ثلاثة من الوزراء توجهوا إلى بيت الشيخ في شارع خيرت، وعرضوا عليه باسم الثورة إمامهَ الأزهر، فقال الشيخ لقد سقطت المشيخة في حجري من حيث لا أحتسب. وكان الإمام أديبا متبحرآ موسوعي المعرفة، يتحدث لغات عدة، وزاهدآ عن عرض الدنيا " يكفيني كوب من اللبن وكسرة خبز وعلي الدنيا بعد العفاء" وبذلك اصبح مضرب الأمثال في طهارة اليد وشموخ النفس فذات مرة اتصل به صلاح سالم أحد الضباط الأحرار بعجرفة جاهل ان ياتي الي مكتبه لمناقشة احوال الأزهر فرد الإمام بثبات عارف بقيمة الأزهر أن الإمام الأكبر لا يذهب إلي أي أحد، مهما علا شأنه وإنما يستأذن الجمع علي بابه للدخول. ثم اعترض لاحقآ على تهميش مكانة ودور الأزهر بعد قرار السلطة ادماج القضاء الشرعي في القضاء الأهلي. ليعلي استقلال وهيبه الأزهر بإعلانه استقالة مدويه ختمها بعبارة خالدة "إن الأزهر أمانةٌ في عنقي أسلمها حين أسلمها موقورة كاملة، إذا لم يتأت أن يحصل للأزهر مزيد من الازدهار على يدي فلا أقل من ألا يحصل له نقص". وكاد تونسي آخر أن يحفر اسمه بحروف من نور في قائمة العظماء الصادقين ويظهر شجاعة نادرة، ولايخشي في الله لومة أي إخواني، مهما عظم قدره التركي أو كثرت ثروته القطرية أو عراقة تنظيمه المصري ويكشف النقاب عن الحقيقة المؤلمة للمخدوعين المغرر بهم في الوقت الحاسم..عن الشيخ راشد الغنوشي أتحدث ذلك المفكر التاريخي لحركة النهضة فرع الإخوان بتونس. الذي تواترت أنباء صحفية عن وثيقته للمشاركين في اجتماع التنظيم الدولي للإخوان باسطنبول التي تظهر استنكاره وضجره من تجربه الإخوان مصر في الحكم، وتعاطيهم مع الأحداث منذ الإرهاصات الأولي للثورة المصرية بتلكؤهم الغريزي قبل التحاقهم بانتهازية بقطار التغيير. ثم سقطة اجتماعهم المريب مع عمر سليمان علي فداء رأس مبارك بتأمين خروج آمن مقابل غنائم سياسية، لتكتمل المأساة بسرقة الثورة وأهدافها من الشباب، بدخولهم مفاوضات مريبة لتقسيم كعكعة السلطة مع جنرالات المجلس العسكري وأمراء السلفيين الجدد وإدمانهم الكذب والحنث بكل الوعود السياسية التي قطعوها علي أنفسهم في زمن الاستضعاف والتقيه السياسية مثل مشاركه لا مغالبه ولن نرشح احد لمنصب الرئيس ...إلخ وأخيرآ بأدائهم الكارثي بعد قرارات 3 يوليو وارتمائهم بتهور لا يحسدون عليه في احضان الجماعات التكفيرية الإرهابيه ودفع شبابهم الي انتهاج العنف وسيله لعوده مرسي وهم من تشدقوا طوال العقود الماضية بوسطيه وسلمية الجماعة. كل ذلك وأكثر قاله "سي الغنوشي" في رسالته والتي بغرابه تدعو للريبة، تراجع عنها ثم أنكرها بالكلية بمده زمنية طويله نسبيآ لمثل هكذا أخبار بل واتهم الصحافة التونسية والعربية باختلاقها، والتي نسي سي الغنوشي ان هذه الآراء متماهية تمامآ مع حواراته المسجلة بالصحافة الأجنبية وخصوصآ في زيارته الأخيرة للغرب. لا مراء أن الرجل تعرض لمضايقات من كفيله القطري أو مرشده المصري أو حليفه التركي وهم في وسط اتون المعركة لما احدثته من اصداء .علي اي حال لا يبدو ان في الزمن القريب سيخرج من هذه رحم الجماعة سواء عربها وعجمها من يصدح بالحق والعودة إلي الطريق المستقيم بمراجعه عميقه وشاملة للزلات والأخطاء الفادحة، والتي أريقت بسببها دماء أبرياء لا ذنب لهم. كنت أظن ستقول لجماعتك حصحص الحق لكن للأسف.. سي الغنوشي... لا يعيشك!