في مفاجأة من العيار الثقيل وتحت وطأة الضغوط الإعلامية والقانونية قام محمد السبكي منتج فيلم ريجاتا بتعديل المقدمة الإعلانية التي عرضها قبل عدة أيام وأثارت لغطا شديدا لاحتوائها علي مشاهد وألفاظ منافية للآداب العام لدرجة اضطر معها الدكتور سمير صبري المحامي المعروف لإقامة دعوي قضائية ضد منتج الفيلم ومخرجه والأبطال المشاركين فيه متهما إياهم بنشر الإباحية والفجور في المجتمعات الإسلامية وهي الدعوة التي أثارت قلق السبكي للغاية بحسب ما رددته مصادر وثيقة الصلة بالمنتج الذي تعود علي إثارة الجدل بأفلامه التي تعتمد دائما علي العري والإثارة ففور إعلان المحامي الشهير عن مقاضاته للسبكي حرص الأخير علي استشارة عدد من كبار المحامين الذين أبلغوه أن الفيلم لو تم عرضه في دور العرض السينمائي وهو يحتوي علي تلك المشاهد فإن المحكمة التي ستنظر الدعوي ستحكم عليه بالسجن لا محالة بنفس المواد القانونية التي سبق أن حوكمت بها الممثلة يسرا والممثل عادل إمام في فيلم طيور الظلام ولولا تدخل الرئيس الأسبق حسني مبارك وقتها لكان كل من يسرا وعادل إمام قد دخل السجن وعلي الفور قرر السبكي إعادة النظر في المقدمة وقام بتغييرها تماما بشكل أثار دهشة العاملين في الرقابة علي المصنفات الفنية لدرجة أنهم سألوا حول سر التغير المفاجيء لتجيئهم الإجابة بأنه الخوف من السجن. علي الجانب الاخر أكد أحد الرقباء العاملين في هيئة الرقابة علي المصنفات الفنية رفض ذكر اسمه لعقيدتي أن السبكي تراجع بصورة درامية عن طرح الفيلم وهو يحتوي علي المشاهد التي أثارت الجدل لدرجة أن الزملاء من الرقباء الذين شاهدوا الفيلم أبدوا دهشتهم من قدرة السبكي ومخرج الفيلم علي حذف الجمل الخارجة والمشاهد المنافية للآداب بصورة لم تخل بالبناء الدرامي للفيلم. وأضاف الرقيب أن هناك تخوفات داخل الإدارة العامة للرقابة علي المصنفات الفنية من أن يكون ما فعله السبكي مجرد خديعة بحيث يقوم الرقباء بالموافقة علي الفيلم ويعرض هو نسخة معدلة تحتوي علي المشاهد المثيرة للغرائز لهذا فقد استعد عدد من الرقباء لمشاهدة الفيلم فور عرضه في دور السينما للتأكد من عدم مخالفة السبكي لقوانين الرقابة علي المصنفات الفنية. المثير للدهشة أن الكثير من دور العرض السينمائي تراجعت عن عرض فيلم ريجاتا علي شاشاتها خوفا من تعرض الفيلم لمصير حلاوة روح لدرجة أن احد المولات الشهيرة في مدينة نصر أبلغ الموزع السينمائي بتراجع إدارة المول عن عرض الفيلم وهو المول الذي يعتمد عليه معظم الموزعين في تحقيق نسبة كبيرة من دخل أفلامهم ويبدو ان إدارة المول رأت أن الأسر وهي الزائر الأبرز لشاشات المولات لن تقبل علي فيلم أثار الجدل بهذا الشكل. علي الجانب الآخر تسبب رئيس الرقابة الحالي عبد الستار فتحي في حالة من التوتر والجدل داخل أروقة المصنفات الفنية بعد ان وضع كل الرقباء في موقف حرج فرغم أنه كان صاحب قرار الموافقة علي عرض برومو السبكي مخالفا قرار الرقباء الذين شاهدوا البرومو وطلبوا حذف ثمانية ملاحظات كلها تعبر عن الهوس الجنسي لأبطال الفيلم فإنه عاد وصرح أنه لم يكن موافقا علي عرض البرومو وهو ما أظهر الرقباء وكأنهم هم الذين ضغطوا علي عبد الستار فتحي كي يوافق علي عرض هذا البرومو رغم أن المعلومات التي لدينا تؤكد أن مدير إدارة الرقابة علي الأفلام العربية مها سعد الدين فوجئت بوصول السبكي للإدارة أثناء مشاهدة الرقباء للبرومو وتهجمه عليهم مطالبا إياهم بعدم حذف أي مشهد أو عبارة وعندما رفضوا الموافقة علي مطالبه صعد لمكتب عبد التسار فتحي مباشرة ليفاجأ الرقباء بمديرهم أمامهم ويطلب التقرير الذي كتبه الرقباء الثلاثة ليقوم بنفسه بتغييره ويبقي فقط علي ثلاثة ملاحظات من جملة ثمانية ملاحظات كتبها الرقباء وعندما اعترضت مها سعد الدين علي قرار رئيس الرقابة أبلغها بأنه هو المسئول وكان ذلك في وجود محمد السبكي وهنا لم يكن امام سعد الدين سوي ان تطلب من رئيس الرقابة التوقيع بنفسه علي تقرير عرض البرومو وهو ما كان بالفعل. الجدير بالذكر ان تصرفات عبد الستار فتحي حيال فيلم ريجاتا سبقها تصريحات متضاربة مع فيلم حلاوة روح الذي أوقفه رئيس الوزراء وأعاده السبكي بدعوي قضائية حيث كان عبد الستار فتحي من أشد المدافعين عن الفيلم وملأ الإعلام المرئي والمكتوب بتصريحات حول ان الفيلم عادي وليس به شيء وأنه شاهده بنفسه ولم يجد به ملاحظات رقابية تستحق عدم عرضه ولم يتوقف عبد الستار عند هذا بل تعمد الضغط علي الرقباء بالتعاون مع رئيسه حينذاك الدكتور أحمد عواض من اجل السماح بعرض الفيلم واستمرت تلك المحاولات والتصريحات المؤيدة للفيلم حتي صدر قرار رئيس الوزراء بإعادة الفيلم للرقابة ليفاجأ الرقباء بعبد الستار يغير موقفه ويطلب وضع تقرير حول الفيلم لعرضه علي رئاسة الوزراء تحتم منع عرضه لمخالفته الآداب العامة والمحاذير الرقابية.