من حق أي إعلامي. أو مواطن. أن يتحدث عن الأزهر. وكيفية إصلاح ما فيه. فهذا يشكر له صاحبه. لأنه حديث بنّاء ويراد به الخير لهذا الصرح العظيم. ولكن ماذا يقول القائلون في من ملك ناصية من الإعلام الفضائي. وأخذ يصوّب كل يوم طلقاته الكلامية علي صرح الأزهر. ويحاربه بقوة بدلا من أن يقف معه لمحاربة العنف والإرهاب. ويلفق له من الاتهامات ما يشاء. ويدّعي أن الأزهر لم يقبل بتكفير داعش في الوقت الذي يُكفِّر فيه العلماء والأدباء في مصر والعالم؟ ثم يضيف قائلا : إن مناهجه هي نفس مناهج داعش! ويأتي بسطور متقطعة من المناهج. ويقدّمها للناس لكي يُبيِّنوا موقفهم من الأزهر الشريف. أو إن شئت فقل من إغلاق الأزهر ومعاهده! وإذا كان من حقه أن يقول ما يشاء والأمر يتصل بتخصاصات الأزهر. بغض النظر عن تخصصات غيرنا التي يفيض فيها بعلمه الغزير ويفتي في كل فن! فواجب علينا أن نرد وبموضوعية : أولا: متي كفَّر أحد من علماء الأزهر الأدباء والمفكرين؟! وهل لديه دليل واحد علي ذلك؟ نتحدي أن يُخرج لنا فتوي مُعترَف بها من أي من الفروع التابعة لمؤسسة الأزهر تقول ذلك. حتي فرج فودة ونصر أبو زيد وغيرهما لم يقل الأزهر أنهما من الكفار. بل المحكمة وحدها هي تقرر ذلك. ثانيا : سخر الأستاذ من عدم تكفير داعش في مؤتمر الأزهر. والرد: أن الأزهر ليس جهة تكفير كما أشرنا إنما جهة تبيين وتوضيح لصحيح المعتقد من خلال مجمعه العلمي. والأزهر من ضمن محاوره في مؤتمره الذي يسخر منه الإعلامي بيّن خطورة تكفير من قال بالتوحيد. وأن الحكم ليس علي اعتقادات الداعشيين أو غيرهم. بل الحكم علي أفعالهم وخطورتها علي المجتمع. وبثها تحت شعار الدين. وبيان أن الدين برئ من هذه الأفعال. ثم مطالبة العالم أن يكف عن محاكمة الإسلام بسبب أفعال هؤلاء. فثقافة المسلم ليست التطرف والقتل إنما هي ثقافة "فاصفح الصفح الجميل" وثقافة " وقولوا للناس حسنا" كل الناس وليس من كان مسلما فقط. ثالثا: حمل الأستاذ علي مناهج الأزهر بقوة. وأتي بمقاطع من كتاب "الاختيار" في الفقه الحنفي في ورقة وقرأها علي الهواء للناس زاعما أن داعش هو الأزهر. والأزهر هو داعش. وكأنه يريد أن يُحرِّض العالم كله علي الأزهر ومناهجه وليس أهل مصر فقط! 1- فقال ما نصه: "في كتاب الاختيار للسنة الثالثة ثانوي. اسمعوا- يقول للمشاهدين -: ¢ "قتال الكفار واجب علي كل حر عاقل صحيح قادر "ثم وقف متعجبا ضاربا كفا بكف ثم واصل القراءة من الورقة في الفقرة" قال: "كل الكفار المخالفين في الدين لا عذر لأحد في عدم قتل. وقتال ومحاربة الكفار في الداخل. والخارج حول العالم وفي كل العالم" وانتهي.. ثم سأل المشاهدين: إيه رأيكم؟ يبقي الأزهر يقول داعش كافرة؟! وهنا أقول: أولا: إن قوله "قتال الكفار واجب" إلخ جاء في ص 330 وكان العنوان الذي أدرج تحته هو: باب الجهاد وأقسامه. وهذا العنوان في ص 329 - قبل هذا النص. وجلّ الحديث عن النفير العام للحرب ساعة أن يأتي عدو علي أسوار الدولة وحدودها. ويشعر رئيس الدولة أن الخطر قادم علي البلاد. هنا يطلق النفير العام فيكون قتال هؤلاء الكفار الذي جاءوا لغزو بلادنا "واجب علي كل مسلم حر عاقل سليم قادر" الخ. ويكون ذلك تنفيذا لأمر الرئيس وإلا البلد سيدمر من الأعداء الغزاة. فهل هذا يراه الأستاذ الإعلامي الفهامة عيبا في المناهج الأزهرية. أم هو عين الوطنية التي يجب أن تُغرس في نفوس الطلاب؟! ثم السؤال الثاني: لماذا لم يذكر لمشاهديه عنوان الباب الذي نقل منه. وهو الجهاد والدفاع عن الوطن. والنفير العام؟ أترك القارئ أن يحكم! وانتقل إلي النقطة الثانية: حيث قرأ من الورقة تكملة للنص السابق. والذي هو نصف سطر من ص 330 فقال: " وقتال الكفار واجب علي كل رجل عاقل صحيح حر قادر" وأضاف بالنص: :" كل الكفار المخالفين في الدين لا عذر لأحد في عدم قتل وقتال ومحاربة الكفار في الداخل والخارج حول العالم وفي كل العالم " انتهي. ثم يقول لمشاهديه:" إيه رأيكم؟ يبقي داعش يكفّرها الأزهر؟!" ويضرب كفا بكف قائلا: هذه مناهج الأزهر! وأقول: إن هذا الكلام ليس في المنهج. ولا في الصفحة. ولا هو مكمل للنص السابق. ولم يكتبه أبو حنيفة الذي يهزأ به في الحلقة. وأن الأستاذ الإعلامي مُدلّس. ولا يقول الحقيقة. وادعو الجميع أن يفتحوا ص: - 330 ليروا ما أضافه الرجل للنص من عنده زورا. وهو ليس في النص أو المتن مطلقا؟ وأين يا أستاذ النص القائل: ¢ قتال كل كفار العالم في الداخل والخارج وفي كل العالم؟¢ فلماذا هذا الافتراء؟ وهل يليق بإعلامي واعي أن يؤلف نصوصا تحريضية للعالم كله ضد الأزهر وطلابه وعلمائه لا لشئ سوي أن له موقفا مغايرا؟! هل هذا العمل مهني يا أهل الإعلام؟! 2- ثم انظروا لقد أتي بنصف سطر- كما قلت- وأضاف من عنده ما أضاف. ودلَّس علي السامع. ولم يكمل بقية السطر المكتوب حقا. وأنا أنقله للقارئ بأمانة غابت عن الأستاذ حقا. فالنص يقول في ص-330- وأكرره " وقتال الكفار واجب علي كل رجل عاقل صحيح حر قادر? وبعده مباشرة في تفس السطر- وإذا هجم العدو وجب علي جميع الناس الدفع " هذه الفقرة لم ينطق بها الإعلامي المبجل. وهي تكملة لنصف السطر السابق القائل: " وقتال الكفار واجب... الخ " مما يؤكد أن المقام مقام معركة مع الأعداء الذين يريدون ببلادنا سوءا وتدميرا وليس كما أراد أن يصور هذا المدعي!