أصدرت دار الإفتاء المصرية كتابا جديدًا باللغتين العربية والإنجليزية يوثق لجهود الدار في مواجهة الأفكار المتطرفة وتصحيح صورة الإسلام في الخارج خلال العام 2014. وأوضح فضيلة الدكتور شوقي علام مفتي الجمهورية في مقدمة الكتاب أن دار الإفتاء قد استشعرت مبكرًا خطر الفتاوي التكفيرية والفكر المتطرف علي المجتمع وذلك عبر عدد من الدراسات والأبحاث التي تقوم برصد وتحليل الشأن الديني في مصر والعالم فبادرت باتخاذ عدة خطوات نحو مواجهة هذا الفكر المتطرف وأضاف أن دار الإفتاء استندت إلي استراتيجية علمية رصينة ترتكز علي بعدين الأول وهو البعد الفكري حيث عمدت الدار في أولي تحركاتها إلي إنشاء مركز علمي رصدي يتناول رصد وتحليل وتفنيد كل ما يصدر عن أصحاب الفكر التكفيري وينشر الوعي بين الناس حول تلك المفاهيم المغلوطة والأفكار المشوهة التي يتبناها أصحاب هذا الفكر المنحرف لتجفيف المنابع التي تستزيد منها تلك الحركات والجماعات الشاذة. وأوضح مفتي الجمهورية أن البعد الثاني تمثل في العمل علي أرض الواقع حيث دشنت الدار حملة لنشر الوعي الصحيح من خلال تحرك كبار علماء الدار إلي مختلف المناطق والدول التي تعاني من تلك الأفكار وهذه الجماعات سواء في داخل مصر أو خارجها في أوربا وأمريكا وغرب أفريقيا وآسيا وقد حققت الدار النتائج المرجوة من تلك الجولات والرحلات الخارجية والتي أسهمت أيضا في تصحيح الكثير من صورة الإسلام بالخارج وإزالة الصورة السلبية التي لحقت بالإسلام والمسلمين نتيجة ممارسات إجرامية لجماعات العنف والإرهاب والتي ترفع شعار الإسلام غطاءً وساترًا.وبيّن الكتاب أن دار الإفتاء أنشأت مرصدًا لرصد الفتاوي التكفيرية والمتطرفة ليحللها وفق منهج علمي رصين يراعي السياقات الزمانية والمكانية للفتاوي ويقدم ردودًا علمية شاملة وموثقة ومعالجات موضوعية. وأشار الكتاب إلي المنتجات العلمية لمرصد التكفير والفتاوي الشاذة وأنه قد أصدر عدة تقارير لمعالجة وتفنيد أقاويل وافتراءات تلك التنظيمات الإرهابية ومنها الرد علي الفتاوي المتطرفة التي تدعو إلي عمليات القتل والاغتيالات السياسية وفتاوي تكفير رجال الأمن وتحريم الصلاة عليهم والاعتداء علي السائحين وتحريم السياحة. كما أشار الكتاب إلي ما اصدره مرصد التكفير بدار الإفتاء من تقارير حول تأثير السياسة في فتاوي التكفير وفوضي الفتاوي وكيفية معالجتها ومنهج الفكر التكفيري وأسسه التي يَبني عليها مقولاته وأفكاره المتشددة وأثر الفتاوي المتطرفة علي صورة الإسلام في الغرب و تنامي ظاهرة المقاتلين الأجانب من الأوروبيين في صفوف منشقي القاعدة و آيات القتال في القرآن وتوظيف التنظيمات الإرهابية السياسي لها وما يرتكبه تنظيم داعش الإرهابي من جرائم بحق المرأة تحت غطاء أوامر الإسلام وأحكامه إضافة إلي تقريري يرصد ويحلل الإصدارات والمطبوعات الداعشية باللغة الإنجليزية. وأوضح الكتاب موقف مفتي الجمهورية من العمليات الإرهابية الغاشمة وتأكيد حرمة العمليات الإرهابية والتخريب وقتل الأبرياء واستهداف رجال الجيش والشرطة وبيَّنَ في العديد من الفتاوي والتصريحات والبيانات الصحفية المعني الصحيح للجهاد مفندًا ادعاءات الإرهابيين وفهمهم الخاطئ لمعني وآيات وأحاديث الجهاد وأشار الكتاب إلي الحملة الدولية لدار الإفتاء لتغيير مسمي داعش أو الدولة الإسلامية في الإعلام خاصة الغربي واستبداله بمصطلح منشقو القاعدة والتأكيد علي رفض الإسلام والمسلمين لتلك الممارسات المتطرفة وتصحيح صورة الإسلام التي تم تشويهها.