جلست أم المؤمنين ميمونة بنت الحارث تواسي اختها من أمها أسماء بنت عميس وقد أحاط بها الحزن وبلغ مداه بعد أن بلغها نبأ مقتل ابنها محمد بن ابي بكر الصديق في مصر.. بعد كان واليا بها.. حتي أن الدم كان يتدفق من ثديها. قالت ميمونة: يا أسماء.. هل تذكرين دعوة الرسول صلي الله عليه وسلم لك في بيت فاطمة عندما قال اسأل إلهي ان يحرسك من بين يديك ومن خلفك وعن يمينك وعن شمالك الشيطان الرجيم. هزت أسماء رأسها وهي تقاوم دموعها.. واستمرت ميمونة تقول لها: يا اختاه.. يا من قيل عنك من أحجاب السفينة وصاحبة الهجرتين. قالت اسماء بصوت منكسر: اذكر هذا جيدا.. ولا يغيب عن خاطري ذلك التفاخر الذي دار بين ولدي محمد بن جعفر بن ابي طالب وفقيدي محمد بن ابي بكر الصديق.. الأول ابن خير الشباب والثاني ابن خير الكهول. قالت ميمونة: وماذا عن زوجك الثالث علي بن ابي طالب ردت أسماء: شهادتي لا محل لها من الاعراب في حق سيد شباب أهل الجنة. قالت ميمونة: يا اختاه تذكري فضل ربنا علينا.. وقد شرفنا بالنسب العظيم.. انا بزواجي النبي محمد صلي الله عليه وسلم وبعد أن كنت "بره" اصبح اسمي ميمونة.. وتزوج حمزة بن عبدالمطلب اختنا سلمي وتزوج العباس بن عبدالمطلب من اختنا لبابه أم الفضل. كانت اسماء في تلك اللحظة تستعرض شريط حياتها.. وكيف فرت بدينها إلي بلاد الحبشة مع زوجها جعفر الطيار بن ابي طالب الذي شهد له الرسول صلي الله عليه وسلم بانه يطير في الجنة مع الملائكة بجناحيه.. ثم زواجها من الصديق ابي بكر الذي وضع إيمانه في كفة وإيمان الأمة في كفة لرجح إيمان ابي بكر.. والثالث ابن الاكرمين علي بن أبي طالب وكيف انها حلت محل فاطمة بنت محمد صلي الله عليه وسلم.. وقد قال عنهن: الاخوات مؤمنات ميمونة وأم الفضل واسماء. ضحكت ميمونة وقالت: وهل هناك من الفضل أكثر ولا أعظم من هذا يا اسماء.. يا من زوجك النبي صلي الله عليه وسلم برفيق عمره في حنين فلا تقولي هجرا ولا تضربن صدرا.. ولا نقول إلا ما علمنا الرسول الكريم "إنا لله وإنا إليه راجعون".