كل عام في هذا التوقيت يكتب أصحاب المقالات مُهنّئين بعيد الميلاد الجديد. ويتسابق الجميع في مشهد بديع يرسمون بريشة المبدع المصري أروع لوحة إنسانية في الترابط الاجتماعي فيما بين نسيج الوطن من مسلميه ومسيحييه. لكن هذا العام تحديدا سيكون الإبداع أكثر روعة وإبهارا لما يتواكب مع عيد ميلاد السيد المسيح. عليه السلام. من مولد سيدنا رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم نبي الرحمة والهداية. الذي بعثه ربه سبحانه وتعالي هاديا وبشيرا ورحمة لكل المخلوقات والكائنات وعلي رأسها بطبيعة الحال الإنسان الذي كرَّمه خالقه وجعله في أحسن تقويم. وبهذه المناسبة العظيمة. ميلاد سيدنا عيسي وسيدنا محمد عليهما الصلاة والسلام. أدعو الله تبارك وتعالي أن يمُنَّ علينا بالهداية والرشاد. وأن يرجع كل ذي عقيدة إلي دينه وعقيدته. يستذكر ويتفهَّم قيمها ومبادئها. بعيدا عن أي لون من التشدد والتعصب ورفضه للآخر. فما خلقنا الله لنكون أصحاب عقائد متناحرة ولا أتباع عقيدة واحدة. وهو قادر. لو شاء سبحانه. أن يقول¢ كونوا فنكون¢ كما يريد. ولكن في اختلافنا وتنوعنا حكمة لا يعلمها إلا هو عزَّ وجلَّ. فلا نشغل أنفسنا بما يريده الله. عما خلقنا من أجله. وهو عبادته وتراحمنا فيما بيننا. وإذا حق لنا كمصريين أن نحتفل بمولد النبيَّيْن العظيمين عليهما الصلاة والسلام. فنحن كذلك علي موعد للاحتفال بميلاد مصرنا الجديدة التي نبنيها جميعا. بسواعد الشباب وفكر وحكمة الكبار ودعاء الشيوخ والعجائز. فالجميع يرنو إلي مصرنا الجديدة صاحبة المكان والمكانة. التي تستعيد عافيتها وقوتها. رويدا رويدا. ومن يتابع بإنصاف وموضوعية ما يتم علي أرضها من تغييرات وإنجازات. يدرك أنها. إن شاء الله تعالي لها. علي موعد مع بزوغ شمس جديدة. تُضئ مستقبلها وتديره بأيدي أبنائها المخلصين في كل المجالات. كل ما نحتاجه الآن. وأكثر من أي وقت مضي. أن نتكاتف ونخلص النية في العمل والمشاركة الإيجابية لننهض بدولتنا. وليعد كل منا إلي عقله وضميره ويحاسب نفسه: ماذا قدَّم لذاته أولا ثم لأهله وبلده ثانيا؟ فإذا وجد نفسه علي الخير دعا الله أن يعينه ويثبته. وإذا وجد غير ذلك دعاه سبحانه للهداية والرشاد. لا أريد أن أتحوّل إلي واعظ. فكل منا يعرف أكثر مني ومن الآخرين ماذا يفعل وماذا يريد. فقط أردت أن أُفكِّر بصوت مقروء لعلَّ أحدكم يُوجّهني ويُرشدني ويأخذ بيدي إلي طريق البناء والعلو. لأهلنا وبلدنا وأنفسنا أيضا. والله تعالي أسأل الرشاد والسداد والإعانة.