انتقد العلماء المشاركون في الصالون الثقافي للمجلس الأعلي للشئون الإسلامية متاجرة جماعة الإخوان ودواعشها عبر التاريخ بقضية الخلافة حتي أنهم حصروا الإسلام فيها.. وأشاروا إلي أن سوء فهم قضية الخلافة أدي إلي افتعال معارك دموية سالت فيها الدماء البريئة تحت مسمي الجهاد من أجل الخلافة مع أن هدفهم الحقيقي كرسي الحكم وليس خدمة الدين كما يزعمون.. وأوضحوا أن هذا الفهم المغلوط لتعاليم الدين قاده جماعة من أدعياء المعرفة بالدين الذين أطلقوا علي علماء الأزهر الذين رفضوا مزاعمهم بأنهم ¢فقهاء الفنادق¢ في حين وصفوا أنفسهم بأنهم ¢فقهاء الخنادق¢ في البداية شرح الدكتور أحمد عجيبة. الأمين العام السبب في اختيار عنوان ¢نظام الحكم بين الماضي والحاضر والمتاجرة بقضية الخلافة¢ فأوضح أن الخلافة نظام الحكم في الإسلام ولكنه ليس النظام الشرعي الوحيد وإنما سميت خلافة لأن الخليفة هو الذي يحكم المسلمين مع العلم أن مفهوم الخلافة عند أهل السنة تختلف عن مفهومها عند الشيعة. حيث يرون أن الإمامة بديل عن الخلافة والإمام عند الشيعة معصوم ولهذا فإن الثورة الإسلامية في إيران طالبت بعودة الإمامة وظهر حزب التحرير ونادي بعودة الخلافة. والإخوان المسلمين. وداعش. وأنصار الحوثي في اليمن. وحركة حماس في فلسطين وبعض الحركات في المغرب كلها تزعم ان هدفها عودة الخلافة مع عدم إدراكهم للواقع. الخلافة والتاريخ تحدث الدكتور علي جمعة. مفتي الديار المصرية السابق. فأوضح انه في عام 182 هجريا انتهت الدولة الأموية. وبدأت الدولة العباسية في بغداد. ولم يهدأ الأمويون بل أقاموا دولة في الأندلس وتعدد الخلفاء للمسلمين في القرن الثاني الهجري وهو أمر لم يعتد عليه المسلمون وفرضه عليهم الواقع وبعدما استولي الأتراك علي الأمور خضع لهم الفقهاء لاستقرار الأوضاع ولم نر أمة قط جعلت العبيد حكاما سوي أمة الإسلام ورغم هذا لم يعارض حكمه علماء الأمة لأنهم كانوا يأنفون الدم ولهذا فعلماؤنا ليسوا علماء سلطة ولكن بسبب قلة الدين لدي البعض مثل الإخوان وأنصارهم عبر التاريخ وصفوا العلماء بما ليس فيهم. وزاد الطين بلة بسبب قلة الحياء من الله فقاموا بالتلبيس والتدليس علي الناس دينهم مع أن أمة النبي لا تجتمع علي ضلالة ولكن الضلال موجود عند كل من انحرفوا وفشلوا وحصلوا علي البريمو في الفشل. وقال الدكتور جمعة: إن مزاعم علماء الإخوان وأنصارهم مجرد ¢طق حنك¢ حتي أن إمامهم حسن البنا جاء بمأثورات هي في حقيقتها مجرد نقل من مأثورات الصوفية. ومن المؤسف أن جماعة الإخوان عبر تاريخها احترفوا الفشل بكل صوره حتي أنهم لم يصمدوا في الحكم سوي سنة واحدة لأن منهجهم ليس مخلصا لله ولدينه وإنما شعارهم أن يحكموا بأنفسهم الشعوب بالإسلام وليس أن يحكمهم غيرهم بالإسلام وبالتالي فإن الرغبة في الحكم ذاتية واستعلائية. وأشار الدكتور علي جمعة الي انه عقب فشل الإخوان وأنصارهم عبر التاريخ في إقامة خلافة إسلامية دعموا انقلابات مليئة بالخسة لم تؤد إلي شيء إلا القتل والاضطرابات في حين لا يوجد شيخ أزهري أو وزير أوقاف قال للحاكم: ¢ أنا عايز كرسي أو أن أحكم الناس بدلا منك ¢ لأن الأزهريين لا يوظفون الدين في السياسة كهؤلاء الذين يستخدمون الدجل وقلة الدين وتبني مناهج الخوارج في التكفير للوصول للسلطة علي عكس ما دعانا اليه الرسول صلي الله عليه وسلم بان لا نتنازع علي السلطة وأن نسد كل أبواب الفتنة حتي لو بالاعتزال. وأضاف: القضية ليست قضية الخلافة الإسلامية رغم أنها من الإسلام إلا أن هناك مقدمات علي أرض الواقع لابد أن تؤدي إلي نتائج سليمة أما المتعجلون فهم يريدون الهرم المقلوب في قضية الخلافة مما أدي إلي التنازع من أجل الكرسي وتم إلباسه رداء الدين مثل الجهاد وكذلك تسخير الدين لمآرب سياسية دنيوية مما أدي لتلويث السياسة للدين والإساءة إليه بعد ان احترفوا الألاعيب السياسية. وأنهي الدكتور جمعة. كلامه مؤكدا أن الخلافة جزء من الإسلام لكن الرسول صلي الله عليه وسلم لم يدع إليها بالقتل والكذب كما تفعل التنظيمات الإرهابية الموجودة حاليا ولكن عناد وغباء وجهل جماعة الإخوان في إدراك الواقع والنصوص الفقهية وكيفية ربطها بالواقع الصحيح أبرز أسباب فشلهم الذريع في السلطة. تهيئة الواقع أكد الدكتور أسامة الأزهري. عضو المجلس الاستشاري لتنمية المجتمع التابع لرئاسة الجمهورية. انه رغم أن الخلافة الراشدة حلم وأمنية كل مسلم بشرط تهيئة الواقع وليس فرضها بالسيف والدم ورغم وجود العديد من الأحاديث حولها ومع هذا فهي لا تعد ركنا من أركان الإسلام الذي لم يضع قالبا جامدًا صامتا محددًا لنظام الحكم لا يمكن الخروج عنه وإنما وضع أسسًا ومعايير متي تحققت كان الحكم رشيدًا يقره الدين ومتي اختلت أصاب الحكم من الخلل والاضطراب بمقدار اختلالها حتي لو كان القائم بالحكم يحمل لقب ¢ خليفة ¢ مثلما هو الحال مع خليفة داعش. وقال الأزهري: نحن مع أي نظام حكم رشيد يتق القائمون عليه الله في تحقيقه لمصالح البلاد والعباد ولهذا فإن أهل العلم يجمعون علي أن الله ينصر الدولة العادلة وإن كانت كافرة. ولا ينصر الدولة الظالمة وإن كانت مؤمنة ولأن المهم الجوهر وليس الشكل الخارجي. ورصد الدكتور الأزهري. مسيرة ثمانين عاما لمن يتخذون من قضية الخلافة وسيلة للمتاجرة بالدين واللعب بعواطف العامة مستدلين ببعض النصوص التي يسقطونها إسقاطا خاطئًا دون أي دراية بفقه الواقع حتي أنهم جعلوا الدعوة لعودة الخلافة أصلاً في تحديد الإيمان والكفر ولهذا فإن الإسلام بريء من هؤلاء المتاجرين بالدين من أجل الكراسي. وعرض الدكتور الأزهري لمسيرة العلماء الربانيين عبر التاريخ حيث رفضوا الفتنة وحفظوا دماء المسلمين من أن تراق أما أدعياء العلم الحاليين فاستباحوا كل شئ حتي الدماء والأموال من اجل كراسي زائلة واستغلوا حماس الشباب عبر التاريخ في الفهم الخاطئ لمفهوم الجهاد عن سبب عدم تكفير الأزهر لتنظيم داعش قال الأزهري: الأزهر لم يكفر أحد بعينه في يوم من الأيام طوال تاريخه أحد إلا إذا نطق ما يخرجه من الملة ما أدخله فيها وهو الشهادتان إما من يقوم بجرائم مهما كانت فهو ليس بكافر حتي إن قام ببعض أعمال يراها البعض أعمالا كفرية إلا انه لم يعلن كفره. بل إنه لا يجوز تكفير داعش حتي لو كفرت الأمة كلها حكاما ومحكومين لأن تكفيرها مردود عليها بقول الرسول صلي الله عليه وسلم: ¢ من قال لأخيه: يا عدو الله. أو قال: يا كافر. فقد باء بها أحدهما ¢ ولا يمكن أن تكون كل الأمة كافرة وداعش وحدها المسلمة.