تابعت باهتمام شديد مؤتمر الأزهر الشريف حول الإرهاب الذي عقد آواخر الأسبوع الماضي. لأهمية هذه القضية المحورية التي أصبحت تؤرقنا وتهدد أمننا القومي. وتؤثر بالسلب علي اقتصادنا واستثماراتنا ومشاريعنا القومية. التي نسعي من خلالها لنهضة مصر وازدهارها في الفترة المقبلة. ومن الأمور الإيجابية التي خرجت بها من المؤتمر ما أعلنه من ضرورة وأهمية مواجهة الإرهاب. والتأكيد علي براءة الإسلام من العنف والتطرف والجماعات المسلحة والمليشيات الطائفية التي تتمسح بالدين لارتكاب جرائمها. مثل تنظيم ¢داعش¢ و¢أنصار بيت المقدس¢ و¢بوكو حرام¢ وغيرها من المنظمات الإرهابية في الدول العربية والإسلامية. كما أعلن المؤتمر أنه سيتم الانطلاق من أرضية قوية لمحاربة الإرهابيين والمتطرفين ضد مزاعمهم فكريا. حينما دعا البيان الختامي للمؤتمر بأهمية عقد حوار عالمي للتعاون علي صناعة السلام وإشاعة العدل. وهذا ما كنا نطالب به دوما لأن الإرهاب لا وطن له ويهدد العالم أجمع فمن الطبيعي أن يتحد العالم لمحاربة هذا الطاعون اللعين. ولم ينس المؤتمر أن يؤكد علي حقيقة ثابتة أن المسلمين والمسيحيين في الشرق إخوة وأصحاب حضارة واحدة. وهذا تأكيد واضح علي أن الإرهاب لا يفرق بين مسلم ومسيحي. وأنه سيتم تكثيف عمل المؤسسات الدينية وبيت العائلة لإنقاذ شباب الأمة من ¢غسل الأدمغة¢. مع مسئولية العلماء والمراجع الدينية في العالم العربي والإسلامي في إطفاء كل الحرائق المذهبية والعرقية . أعتقد أنه يجب علينا أن نثمن المجهود الذي بذل في مؤتمر الأزهر لمواجهة الإرهاب. فهذا المؤتمر يعد خطا فاصلا في تاريخ مواجهة الإرهاب. ولذلك فإن المواجهة الفكرية للإرهاب في الفترة القادمة أعتقد أنها ستختلف اختلافا جذريا. وستخلق أجواء من البحث المستنير والحوار الهادف بصورة غير مسبوقة. خاصة فيما يتعلق ببيان وتصحيح المفاهيم المغلوطة لدي كثير من شباب الجماعات والتيارات الإرهابية والتكفيرية. ومفاهيم الخلافة التي يجعلونها أصلا من الأصول لدي بعض الجماعات المنحرفة والجهاد والولاء والبراء. وأتمني أن تخرج توصيات مؤتمر الإرهاب الي النور وأرض الواقع. وأن تفعل ونواجه الإرهاب فكريا وسياسيا وعسكريا حتي يتم اقتلاعه من جذوره.