بعيدا عن الحديث عن السياسة والتي عاهدت نفسي أن لا أخوض فيها. حتي لا تتأزم نفسيتي أكثر. وبعيدا عن المشهد المعقد الذي نعيشه هذه الأيام بعد الحكم التاريخي الذي صدر ببراءة الرئيس الأسبق مبارك وحبيب العادلي وزير الداخلية ومعاونوه الستة من تهمة قتل المتظاهرين أثتاء ثورة 25 يناير. وما سيتبع هذا الحكم من أحداث في الفترة القادمة. أعتقد أن المصريين بحاجة إلي ثورة علي الأخلاق بعد الكم الهائل من الفساد السياسي والمالي والإنفلات الأخلاقي السائد في الشارع المصر من بذاءات وانحطاط. وليكن شعار هذه الثورة ¢الشعب يريد عودة الأخلاق¢. لماذا إنعدمت الأخلاق الحميدة وحلت مكانها الأخلاق السيئة في المعاملات بين الناس؟ في البيع والشراء. وبين الأوزاج. وفي المدرسة بين المدرس والتلميذ. وفي أسبقية المرور بين قائدي السيارات. حتي في العلاقة بين الجيران. الكثير منا يخرج أسوأ ما بداخله من ألفاظ. فأصبحت السمة الرئيسية بيننا قائمة علي سوء الأخلاق. والعتاب والنقاش واختلاف الآراء لا يكون إلا بالسباب بأحط الألفاظ التي تؤذي كل من يسمعها أو يقرأها. كل الحوادث والمصائب التي نمر بها بسبب سوء أخلاقنا. كثرت السرقات وحوادث التحرش والخيانات الزوجية والاغتصاب. وكل يوم يظهر عنتيل جديد يمارس الفاحشة ويصور هذا العمل الخبيث ويراه الجميع غير عابئين بالستر الذي فرضه الله تعالي علينا حتي بعد ارتكاب المحرمات. نسينا أننا مسلمين وأن نبينا محمد - صلي الله عليه وسلم - بعث ليتمم مكارم الأخلاق. وتناسينا قول رسول الله - صلي الله عليه وسلم - لمعاذ ملخصا ما يدخل الجنة ويباعد بينه وبين النار: ¢ أمسك عليك هذا وأشار إلي لسانه قال: أو إنا لمؤاخذون بما نتكلم به؟ قال: هل يكب الناس في النار علي مناخرهم إلا حصائد ألسنتهم¢. صدقت يا رسول الله. والقرآن الكريم بين لنا أن كل ما نتكلم به محصي علينا ومسطر في صحائف أعمالنا كما قال الله تعالي: ¢ ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد¢. وبين الرسول - صلي الله عليه وسلم - أن الكلمة الطيبة قد ترفع الإنسان عند الله تعالي مكانة عظيمة. وقد تخفضه وتوصله إلي قعر جهنم إذا كانت خبيثة يقول - صلي الله عليه وسلم: ¢ إن الرجل ليتكلم بالكلمة من رضوان الله ما كان يظن أن تبلغ ما بلغت يكتب الله تعالي له بها رضوانه إلي يوم يلقاه وإن الرجل ليتكلم بالكلمة من سخط الله ما كان يظن أن تبلغ ما بلغت يكتب الله له بها سخطه إلي يوم يلقاه¢. فهل لنا أن نعود إلي مكارم الأخلاق حتي تستقيم حياتنا ونقضي علي هذا الإنفلات الأخلاقي؟