لقد تعَوَّد الصوفية أن يحتفلوا بمولد الأولياء والصالحين في ذكري وفاة هؤلاء الأولياء. إن يوم الميلاد يشبه يوم دخول الامتحان. ويوم الاستشهاد يشبه يوم النجاح بتفوق وامتياز. يوم الميلاد يوم بداية الاختبار. وهناك احتمال للمكسب واحتمال للخسارة احتمال للنجاح واحتمال للسقوط. لكن يوم الاستشهاد هو يوم التصنيف الذي ليس بعده تصنيف. يوم القبول الذي ليس بعده رفض. يقول سبحانه وتعالي: ¢ قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون¢. طبعاً كل واحد حر يضرب نفسه بخنجر أو سكين أو جنزير. لا أحد يعاتبه علي ما يفعله بنفسه. لكن يجب ألا يؤخَذ ذلك علي أنه عقاب علي ما جري لسيدنا الحسين. أو تعبير عن ذنب التقصير في إنقاذه.. إن سيدنا الحسين ليس خالداً في الدنيا. ولا كان قادراً علي تغيير مصيره. لقد لقي ربه وهو راضي. إن كل الأنبياء الذين نجاهم الله في يوم عاشوراء عادوا وامتُحِنوا في الدنيا. أما سيدنا الحسين فقد لقي ربه شهيداً دون اختبارات أخري. وإذا كان الذين يبكون عليه يبكون علي فقد أو خسارة فهو لم يخسر شيئاً. بل كسب كل شئ. هم يبكون لأنهم لم يناصروه. إذن يبكون علي أنفسهم لا عليه. يروي الأصمعي أن رجلاً كان يطوف بالكعبة ويقول: "اللهم اغفر لي وأظنك لن تغفر" وكررها كثيراً.فقال له الأصمعي: "يا رجل. هذا موطن رحمة ورجاء فلماذا تقول ما تقول ؟" قال الرجل: "أنا كنت من القوم الذين قتلوا الإمام الحسين فنمت ورأيت مناماً أن محكمة نُصِبت. والقاضي فيها رسول الله عليه الصلاة والسلام ويمثل الادعاء فيها سيدنا جبريل عليه السلام الذي يترافع بعبارة واحدة: "أترجو أمة قتلت حسيناً شفاعة جده يوم القيامة؟!" وللحديث بقية.