آسف أن أقول: إنه كل يوم يؤكد الإعلام الخاص في بلدنا أنه يبحث عن الرذائل لا الفضائل. وعن الأغبياء لا العقلاء. وعن الجاهلين لا أهل العلم والدين. لينشر جهلهم. ويقوّي شوكتهم علي حساب القيم والثوابت الإيمانية. وإلا فما معني الاحتفاء بمفتي زمانه. العلم العلامة. والحبر الفهّامة. والذي يستضيفونه كل يوم وليلة باسم الشيخ فلان...؟! وما هو بشيخ ولكنه كما تعلمون ...!!بل وتتنازع علي استضافته القنوات ليُبدي علمه الساطع ! والذي لا يعلمه العلماء. ولا يقول به إلا الجهلاء. فهذا الشخص الذي تتحفنا برؤيته البهية وطلعته الندية قنوات ما عرفناها تتسابق علي استضافة الأفاضل من العلماء. والأكابر من الباحثين الأوفياء. والذين بعلمهم ينتفع العباد. وترتفع بخبراتهم رايات العلم في البلاد. وليت أصحاب هذه المنافذ العلمية يراعون حتي مشاعر الناس في أعز ما لديهم وهو الدين. بل يجرحون من خلال مفتيهم مشاعر الموحّدين وهم بذلك موقنون. ويقدمون هذا الشخص علي أنه عالم في الدين. ويلبسونه عمامة العلم والعلماء ليدلّسوا به علي الناس والبسطاء. وتطرح عليه الأسئلة من كل حدب وصوب. من الإعلاميين فيفتيهم في كل شئ بلا خجل. ولا استحياء. ولا يعرف كلمة الله أعلم. ولم يجربها مرة علي فِيِه كما علمنا عن أكابر العلماء ! وذلك في برامجهم ¢التوك شو¢ التي ألقت الغم مرات عديدة في قلوب الكثيرين. فمفتي ¢التوك شو¢ يتكلم في كل تخصص. فنراه في التفسير مفسرا. وفي الحديث محدثا. في الفقه فقيها. وفي العقيدة شارحا. وفي السياسة بارزا. بل في علم الرجال يتحدث وهو بعيد بحق عما يفهمه الرجال في أي فن من العلوم! وآخر تقليعاته¢ التوك شوية¢ والتي صرح بها هذا الأسبوع وهو ضيف علي محبيه : حديثه عن الرجم وتطبيق الحد علي الزاني. فهذا الفقيه والذي ما رأينا لفقهه مثيلا. نفي أن يكون هناك حد للرجم أو للزاني. وغير المتزوج عنده لو التقي بامرأة في الحرام ما يعد هذا عند فقيه العصر زنا. بل نوع من البغاء وذلك في جرأة لا مثيل لها لنشر الفاحشة بين الشباب. والذين يمكن أن يتأثروا بفكره المتدني هذا. ولا أدري كيف بالدولة أن تسكت علي شخص يروّج للفاحشة بهذه الطريقة علي الهواء؟ بل واجب حماية القيم من قبل المسئولين. والذي قاله هذا الرويبضة لا يحتاج حتي إلي إقامة دعوي قضائية بل يحتاج إلي تدخل المسئولين فورا حماية لشباب الأمة ونسائها وفتياتها. ولم يكتف هذا المضاف هوائيا بهذا الجرم الخلقي والعلمي بل تعرض علميا للنسخ في الإسلام ونفاه تماما لفظا ومعني في القرآن والسنة والذي أفاض فيه العلماء بحثا وعلما! ثم تجرأ علي أنبياء الله سبحانه. ولا يقبل ما يبلغه به النبي. لأن النبي عنده لم يؤمر بالتبليغ وهذا غاية علم مفتي الفضاء. ونسي أن هذا فهم ضيق لمفهوم النبوة بلا شك لأنه يعني أن مفتي الفجأة ألغي علي الهواء وظيفة النبي ودعا إلي عدم قبول أي قول يقوله النبي... الخ. ثم الأدهي من هذا كله أنه تجرأ بعد ذلك علي الله تعالي ليقول: "لولا الإنسان ما عرف الله" ناسيا أن الإنسان طارئ علي الكون. وأن الكون كله يعرف الله قبل الإنسان. ويسبحه علي الدوام. يستوي في ذلك الشجر والحجر والدواب والحيوان والأفلاك ثم الإنسان "وإن من شئ إلا يسبح بحمده ولكن لا تفقهون تسبيحهم" الي آخر ما ذكر من تُرّهات ومن كلمات لو كان معتقدا لها حقا لاحتاج إلي محاورات واستتابات من العلماء. لكن عزائي في ذلك كله. أن الناس يعرفون حقيقة هذا المهرج. ويعلمون كمية جهله. وسقطاته. بل يعلمون أنه ليس بعالم في الأزهر. ولا موظف في إدارة من إدارات الأزهر التعليمية أو غيرها. ولا حتي هو خطيب أو عامل بالأوقاف. فمن هو إذن. وما درجته العلمية في الدين؟! إنه من غير شك. وبيقين وباعترافه هو بنفسه أنه شخص عاطل عن العمل. ويريد أن يأكل عيشا بأي طريقة ولو علي حساب الدين كما استنبطنا. ويدّعي أنه خريج الأزهر. وكل لقاء يحدد اسما لكلية تخرج منها. ثم يستبدله باسم كلية أخري في لقاء آخر !! وهكذا تخبط البلهاء والأغبياء. ونصيحتنا هنا لأصحاب الإعلام الخاص : فإنكم وما تعبدون من أموال تدخل عليكم من خلال إعلانات تدرها هذه البرامج لن تنفعكم أو تغني عنكم من الله شيئا. ولن تحافظ علي ذرياتكم. ولا تحسن من إصلاحهم. والله يقول لكم ولغيركم في كتابه العزيز:" وليخش الذين لو تركوا من خلفهم ذرية ضعافا خافوا عليهم فليتقوا الله وليقولوا قولا سديدا "فهذا رصيدكم عند ربكم. وهو مكون من شقين.. أولهما: تقوي الله والخوف منه. وثانيهما: القول السديد. ثم نصيحتي لكل الموحدين قائلا لهم" إن هذا العلم دين. فانظروا عمن تأخذون دينكم "والله من وراء القصد. وهو الهادي إلي سواء السبيل.