* تسأل منار فوزي حسن من الإسماعيلية: سمعنا كثيراً عن الشفاعة.. وهناك آيات كثيرة تتحدث عنها.. فهل هي من قبل الوساطة؟ ** يقول الشيخ عثمان عامر من علماء الأزهر: الشفاعة لغة: الوسيلة وشرعا: سؤال الخير من الغير للغير وهي تلحق العصاة من أهل التوحيد. كما تكون لرفع الدرجات وهي ليست وساطة كما يظن بعض الناس. وذلك لعدة أمور: 1 أنها تفضل من الله تعالي ولا حرج علي فضل الله ولا حوله فقد أعطي سبحانه المؤمن علي الحسنة عشر أمثالها. قال تعالي: "من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها" آية رقم 160 من سورة الأنعام وقد يزيد سبحانه المؤمن علي الحسنة أكثر وأكثر من العشر. قال تعالي: "مثل الذين ينفقون أموالهم في سبيل الله كمثل حبة أنبتت سبع سنابل في كل سنبلة مائة حبة والله يضاعف لمن يشاء.." آية رقم 261 من سورة البقرة. كما أعطي سبحانه الذين آمنوا واتبعتهم ذريتهم بإيمان ولكن ذريتهم لم يلحقوا بهم ولم يبلغوا درجتهم في الجنة أعطاهم درجة آبائهم من غير أن ينقص من أجر الآباء شيء. قال تعالي: "والذين آمنوا واتبعتهم ذريتهم بإيمان ألحقنا بهم ذريتهم وما ألتناهم من عملهم من شيء" آية رقم 21 من سورة الطور ففضل الله تعالي لا يحده حد قال تعالي: "والله ذو الفضل العظيم" آية رقم 105 من سورة البقرة. 2 الشفاعة تكون في الآخرة بعد أن ذهبت الدنيا. 3 الشفاعة الدنيوية تتعلق بالخلق بعضهم مع بعض وقد يترتب عليها ضياع حقوق أو إعطاء الشيء من لا يستحق ومنعه ممن يستحق بخلاف الشفاعة في الآخرة. 4 قد يقبل المخلوق الشفاعة لنقطة ضعف عنده يخاف أن يهدد بها ممن يطلبها منه. وليس ذلك في جانب الله تعالي الذي هو غني عن خلقه. 5 الشفاعة في الآخرة مقننة بقوانين: أ فلا شفاعة إلا بإذن الله. قال تعالي: "لا تنفع الشفاعة إلا من أذن له الرحمن" آية رقم 109 من سورة طه. ب لابد من أهلية الشافع لهذه الشفاعة. فلا تنفع الآلهة التي كانت تعبد من دون الله شفعاء عند الله. قال تعالي: "ويعبدون من دون الله ما لا يضرهم ولا ينفعهم ويقولون هؤلاء شفعاؤنا عند الله قل أتنبئون الله بما لا يعلم في السموات ولا في الأرض...." آية رقم 18 من سورة يونس. ج لا شفاعة للكافرين. قال تعالي: "ما للظالمين من حميم ولا شفيع يطاع" آية رقم 18 من سورة غافر ومن هنا يكون قد اتضح جلياً أن الشفاعة في الآخرة ليست من قبيل الوساطة.