أثار مشروع القانون الذي طرحه الكنيست الإسرائيلي للتصويت بشأن تقسيم المسجد الأقصي زمنيا ومكانيا بين المسلمين واليهود غضبا واسعا في الأوساط الإسلامية. فها هي إسرائيل تستغل غفلة العرب وانغماسهم في نزاعاتهم الداخلية وتخرج بمشروع قانون يسمح لليهود بأداء طقوسهم بالمسجد الأقصي مع تخصيص أماكن وتوقيتات لأداء هذه الطقوس تحت مسمي مساواة الحق في العبادة الأمر الذي اعتبره بعض الخبراء بمثابة مرحلة جديدة من مراحل مراحل التهويد تمهد لإحكام السيطرة علي المسجد ككل وتنفيذ مخططات هدمه لإقامة الهيكل المزعوم مكانه .. والسؤال ماذا نحن فاعلون حال إقرار هذا القانون؟ وما دور المجتمعات العربية والإسلامية في هذا الصدد؟ الإجابة في السطور التالية: يؤكد الشيخ منصور رفاعي عبيد- وكيل وزارة الأوقاف الأسبق- أن المسجد الأقصي له في قلوب المسلمين منزلة خاصة لأنه أولي القبلتين ونهاية مسري رسول الله صلي الله عليه وسلم وثالث الحرمين الشريفين وله في قلوبنا منزلة كبيرة تجعل واجبنا أن نحافظ عليه لأنه رمز لكرامة المسلمين . وما نراه يحدث اليوم في المسجد الأقصي لا يتفق مع الدين ولا مع السياسة ولا مع أي مبدأ إنساني لأن المعلوم أن المسجد الأقصي هو مكان تعبد المسلمين . وكون اليهود يدخلونه بأحذيتهم ويرتكبون فيه معاصيهم فهذا يسئ إلينا . ولعل في تمزق المسلمين هذه الأيام وتفرقهم ما أهلهم لذلك . إذا فلكي نحافظ علي المسجد الأقصي وهو رمز كرامتنا وعزتنا فعلينا أن نوحد الصف وأن ننبذ الخلاف ونترك التآمر علي الدول واستقلالها وعلينا أن نكون أمناء علي بيوت الله لأنها أمانة الله الغالية في أعناقنا فلا نفرط في الأقصي لأن التفريط في شبر منه تفريط في كرامتنا وإهدار لعزتنا . وإذا كان اليهود اليوم ينظرون إلينا علي أننا أمة لا تملك تصريف أمورها ويستهينون بنا فنحن نقول لهم: لا يغرنكم ما يجري علي الساحة العربية الإسلامية الآن فهذه فترة ستزول ويومها سينتفض العرب المسلمون لتحرير المسجد الأقصي بقيادة القيادات النبيلة التي لها منزلة الإكبار في نفوسنا كالرئيس عبد الفتاح السيسي وسمو الملك الشيخ عبد الله وسمو الأمير الشيخ خليفة ومن علي شاكلة هؤلاء من القيادات المحترمة في واقع المجتمع الإسلامي . فعلي اليهود أن يتدبروا الأمر وأن يعلموا أن وقت الفجر قد اقترب وأن شمس الكرامة سوف تشرق علي الأمة الإسلامية ويومها سنسترد المسجد الأقصي مهما كان ما فعلوه في جنباته فسنطهره إن شاء الله وترتفع علي مآذنه نداءات التكبير لله رب العالمين. رباط مقدس الشيخ فرج نجم مدير عام الدعوة بمديرية أوقاف الاسماعيلية أشار إلي أن المسجد الأقصي بالنسبة لنا نحن كمسلمين هو جزء من عقيدتنا وأي اعتداء عليه هو جزء من الاعتداء علي الكعبة المشرفة خاصة أن الله تعالي ربط بين المكانين في معرض حديثه عن الإسراء والمعراج في قوله تعالي : "سبحان الذي أسري بعبده ليلا من المسجد الحرام إلي المسجد الأقصي الذي باركنا حوله لنريه من آياتنا إنه هو السميع البصير" "الإسراء الآية 1" كما ربط الله بين المكانين أيضا وأقسم بهذا الرباط المقدس في قوله تعالي "والتين والزيتون وطور سينين وهذا البلد الأمين" حيث يربط بين الأماكن التي شهدت الوحي ونزلت عليها أنوار الله بوحيه ويقصد بقوله تعالي التين والزيتون الإشارة إلي أرض فلسطين والمكان الذي تنزل الوحي عليه وعلي الأنبياء . وطور سينين هي أرض سيناء وهذا البلد الأمين يقصد بها مكة . وهذا الرباط المقدس مع الربط بين طرفي الرحلة في الإسراء والمعراج يعطينا دلالة علي أن الأماكن هذه حرمتها واحدة وأي اعتداء علي أحد منها هو بمثابة اعتداء علي جميع المقدسات . أضاف نجم أن قضية المسجد الأقصي ليست قضية الفلسطينيين وحدهم بل العرب ومن وراءهم كل المسلمين فهو جزء من عقيدة المسلمين وأي تفريط في شبر أو حبة رمل منه هو تفريط في جزء من ديننا . ومشروع التقسيم الذي أشار إليه الكنيست مرفوض تماما من كل الأوساط الدعوية والمسلمة فالمسجد الأقصي لابد أن يكون تحت إمرة المسلمين . ولعلنا الآن نزكي أوقاف المملكة الأردنية الهاشمية التي تتولي الإشراف علي المسجد الأقصي وندعمها ونقف معها بكل قوة ونشد علي يديها بعيدا عن المشاعر الحماسية التي تخطئ الهدف . ونأمل من المجتمع الدولي أن يقوم بدوره في حماية هذا المكان المقدس الذي لو فهم اليهود طبيعته ولو أخلصوا لدينهم ما تعدوا علي قدسيته فدينهم يحرم عليهم المساس بهذا المكان المقدس وذلك طبقا.لنصوص التوراة والإنجيل و العهد القديم . أما هيكل سليمان المزعوم فهو ادعاء كاذب لا وجود له وهذا ما أثبتته حفرياتهم التي قاموا بها مؤخرا . ونحن كمسلمين نعلم جيدا أن هذا الهيكل لا وجود له إلا في مخيلتهم وأدمغتهم وما تحتويه بروتوكولات حكماء صهيون. موقف موحد الدكتور هشام جسار- مدير شئون المساجد الأهلية ونقيب الأئمة والدعاة بالجيزة- قال: إن المسجد الأقصي هو أحد مقدسات المسلمين ولا يمكن المساس به أبدا وهذا مبدأ إسلامي أصيل فلا يجوز التفريط فيه أو السماح بتجزئته ومجرد الحديث عن هذا الأمر عبث غير مقبول. وعن كيفية مواجهة مشروع التقسيم أوضح جسار أننا بحاجة إلي موقف موحد من الخارجية المصرية والسعودية وكل الدول الإسلامية : تركيا . ماليزيا . أندونيسيا . المغرب. تونس وكل دول الخليج العربي فلابد أن نقف جميعا موقفا موحدا ضد تجزئة المسجد الأقصي بعيدا عن التفرد بالرأي لأن مشروع تقسيم المسجد الأقصي بين الفلسطينيين واليهود هو مجرد مرحلة أولي . لكن إسرائيل تطمع في الكثير فهي تريد المسجد الأقصي كاملا تحت سيطرتها والكل يعلم مخططها هذا ولا ينكره إلا من لا يري النور ولا يعرف شيئا عن الحقيقة وواجب المسلمين جميعا أن يظهروا للعالم أن المسجد الأقصي هو أحد أهم مقدساتهم التي لن يتركوها لليهود لكي يهدموها ويقيموا مكانها هيكل سليمان المزعوم.