اعتاد المسلمون علي اختلاف أزمانهم وأوطانهم أن يحتفلوا بليلة النصف من شعبان التي اختصها الله بمميزات كثيرة فالنبي صلي الله عليه وسلم يقول: يطلع الله إلي جميع خلقه ليلة النصف من شعبان فيغفر لجميع خلقه إلا مشرك أو مشاحن والمشاحنة هي المخاصمة والمقاطعة. كما تسمي ليلة النصف من شعبان ليلة العرض بمعني أن اعمال العباد تعرض فيها علي الله تبارك وتعالي لقول النبي صلي الله عليه وسلم إن الأعمال تعرض علي رب العالمين في ليلة النصف من شعبان فأحب أن يعرض عملي علي ربي وأنا صائم ولذلك يسن صوم يوم النصف من شعبان. ومن ذكريات هذه الليلة الكريمة تحويل القبلة من بيت المقدس إلي المسجد الحرام وقد سر النبي صلي الله عليه وسلم بذلك كثيرا الا ان هناك من يربط بين تحويل القبلة وبين مكانة المسجد الاقصي حيث يري بعض المغالطين ان تحويل القبلة رفع لما عليه مكانة المسجد الاقصي الشريف عند المسلمين وهي مقولة خاطئة هدفها صرف المسلمين عن المسجد الاقصي الذي يزخر تحت نير الاحتلال وينبغي الرد عليها حتي توضع الامور في نطاقها الصحيح. بداية يقول الداعية الاسلامي الكبير الشيخ محمد حسان اليهود يستغلوا كل حدث ويوظفوه لصالحهم ومن اخطر الاحداث التي وظفوها لصالحهم توظيفا خطيرا وكادوا ان يؤثروا علي كثير ممن لم يثبت الايمان في قلوبهم بهذه الحادثة الجليلة الا وهي حادثة تحويل القبلة واود بداية ان اقول ان العلماء قد اختلفوا علي شهر تحويل القبلة علي وجه الدقة والتحديد وليس كما يحتفي به المسلمون في شهر بعينه فمن اهل العلم من قال بان تحويل القبلة وقع في شهر شعبان ومنهم من قال انه وقع في رجب ومنهم من قال انه وقع في جمادي الاخرة لكن الثابت في صحيح البخاري ان تحويل القبلة علي الراجح علي راس ستة عشر شهرا او سبعة عشر شهرا صلاها النبي قبل ذلك الي بيت المقدس ثم هاجر الي المدينة فحولت القبلة وبمجرد تحول القبلة قال اليهود وشنعوا واستغلوا الحدث استغلالا كبيرا لصرف المؤمنين عن دينهم والعجيب انهم مازالوا هم وضعاف النفوس من المسلمين اسما يستغلون هذا الحدث لصرف الناس عن مكانة المسجد الاقصي المبارك وهو خطا كبير لاننا لوعرفنا الحكمة من تحويل القبلة لفهمنا لماذا حدث هذا لقد كان اليهود يقولون خالفنا محمد ويتبع قبلتنا وكان هذا يؤلم النبي صلي الله عليه وسلم وكان حين يستمع الي هذا يتضرع الي رب العزة ان يوجهه الي المسجد الحرام ثم عندما حدث هذا اقام اليهود الدنيا ولم يقعدوها فكل هدفهم هو الهجوم علي الرسول وضرب المؤمنين في عقيدتهم وعلينا ان نعي هذه المخططات وننتبه لها والا نكل او نمل من الدفاع عن المسجد الاقصي المبارك وان نعلم ان مكانته محفوظة في قلوب كل مسلم. يقول الدكتور محمد نبيل غنايم مستشار مركز الدراسات الاسلامية بجامعة القاهرة واستاذ الشريعة ان مسألة تحويل القبلة اثارها اليهود بعد ان فرض الله الصلاة في ليلة الاسراء والمعراج في السنة العاشرة وكان الرسول صلي الله عليه وسلم يتشوق الي ان تكون الكعبة قبلتهم الاولي وهو اول بيت وضع للناس ورفع قواعده ابراهيم واسماعيل وليتميز المسلمون عن اهل الكتاب بهذه الامنية التي حققها الله لرسوله صلي الله عليه وسلم وبعد تحويل القبلة ثارت ثائرة اليهود واحدثوا من خلال ذلك مؤامرة كبري تقول ان محمدا عليه الصلاة والسلام متلون يأمر باتباع بأمر ثم يلغيه بأمر آخر وجعلوها قضية القضايا ومشكلة المشاكل وهم علي عادة المبطلين حينما يسعون الي تضليل الحقيقة والتشويش علي اهل الحق. واضاف من دروس هذا الحدث الجلل إظهار الرباط بين المسجد الحرام والمسجد الأقصي وإظهار العلاقة القوية بينهما حيث إنهما مهبطا وحي علي أنبياء الله. ويقول الدكتور سعيد ابو الفتوح استاذ الشريعة بجامعة عين شمس في ذكري تحويل القبلة يجب علي المسلمين أن يراجعوا تاريخ هذا المسجد جيدا فالمسجد الأقصي ليس هو فقط المساحة التي تضمها الجدران الحالية في القدسالشرقية وإنما هو أوسع بكثير ويضيف هناك خلط متعمد وتزييف للحقائق عندما نقصرمفهوم المسجد الأقصي علي ما بين جدران المسجد الحالي الذي بناه عبدالملك بن مروان في عهد الدولة الأموية لكن الصحيح جغرافيا أن المقصود بالمسجد الأقصي هو البقعة المقدسة كلها فالقدس كلها مسجد أقصي والقرآن الكريم عندما تحدث عن المسجد الأقصي تحدث عن المكان القديم ولم يتحدث عن المكان الجديد لأنه لم يكن موجودا وقت ذلك وهو وقت نزول سورة الإسراء وعن واجبنا تجاه هذا الحدث وما يلقيه علي أعناقنا من أمانة يقول: إن من واجبنا ونحن نعايش هذه الذكري أن نوقظ وعينا الذي غيبناه طويلا تحت مسميات خدرنا بها عقولنا وخدعنا بها ولكنها لم تفد معنا شيئا فقد حان الوقت لنهب من سباتنا ونقوم من رقدتنا ونعمل علي دعم الصلة بين المسجدين ونذكر الأمة كلها من شرقها إلي غربها بهذه الصلة لتحافظ علي البقية الباقية من آثارهم الإسلامية التي تبعث في نفوسهم أملا جديدا وغدا مشرقا يأمنون فيه علي أرواحهم وأموالهم فاليهود يقيمون الآن مشاريع تخريبية في المسجد الأقصي مدعين بحثهم عن الهيكل المزعوم ولكنهم في الأصل يقصدون هدم المسجد الأقصي فهم في الحقيقة غير راضين عن وجوده من الأصل فما بالنا بالهيكل.