الكاتبة سهام ذهني قدمت للمكتبة العربية الإسلامية كتابا جديدا يحمل عنوان " أهوال ضد المسجد الأقصي " الصادر حديثا عن مركز الإعلام العربي توثق فيه بالكلمة والصورة حقيقة ما يحدث لأقصانا الحبيب .. انه أشبه بالصدمة الموثقة لكل من يري ويقرأ ما يحتوي عليه الكتاب من تفاصيل وصور تكشف وتؤكد كذب الحيل الإسرائيلية لكل أفعال التخريب والتدمير ضد هذا المكان المقدس. قدم الكتاب الشيخ رائد صلاح رئيس الحركة الإسلامية في فلسطين 48 الذي يقول في مقدمته: لقد وصل الوضع في القدس الشريف إلي مداه ولم يبق في المخططات الصهيونية إلا هدم المسجد الأقصي وإقامة الهيكل المزعوم، بعد أن وصل الأحتلال في تنفيذ مخططاته فعليا إلي أعتاب هدم أولي القبلتين. ويقول الشيخ رائد : داخل أحد الانفاق التي حفرتها إسرائيل تحت المسجد يقدم اليهود عرضا بالصوت والضوء يتحدثون فيه عن " تاريخ اليهود في فلسطين الموهوم ومن بين ما يزعمون فيه أن اليهود " كانوا يتعبدون في الهيكل الذي أقام فوقه المسلمون المسجد الأقصي. وتقول الكاتبة سهام ذهني في سطور كتابها القيم : ان المسجد الأقصي قد أقيم بعد أربعين سنة من اقامة المسجد الحرام في مكة وقد حمل المسجد اسم " الأقصي " باعتباره بعيدا عن المسجد الحرام بمقاييس هذا الزمان. مر الزمان، ثم ذهب سيدنا إبراهيم إلي البقعة التي كان المسجد الحرام موجودا فيها مهدما بفعل السنين وطبقا للقران الكريم جاء قول الله " سبحانه وتعالي : " ربنا إني أسكنت من ذريتي بواد غير ذي زرع عند بيتك المحرم "" إبراهيم 37" باعتبار أن البيت المحرم كان موجودا منذ أيام سيدنا ادم وبالتالي قبل سيدنا إبراهيم وهذا معناه أن المسجد الأقصي كان موجودا ليس فقط من قبل سيدنا سليمان وإنما أيضا من قبل سيدنا إبراهيم أبو الأنبياء . أن المسجد الأقصي منذ عهد سيدنا آدم هو الأصل والمسجد الأقصي الحالي هو تجديد للمسجد الأصلي. "وفي رحلة الإسراء ذكر الله سبحانه وتعالي " بنص القران الكريم أن الرسول صلي الله عليه وسلم" قد أسري به تحديدا إلي المسجد الأقصي " بالتالي فالأرض التي يمثلها المسجد الأقصي بأكملها مقدسة عند المسلمين سواء بالساحات الفسيحة أو بالمباني العريقة التي أقامتها الدولة الإسلامية في عهد سيدنا عمر بن الخطاب " وتتعرض الكاتبة في فصول الكتاب إلي حجم الأهوال والأكاذيب الصهيونية التي لحقت بأحد أقدس الأماكن عندما تقول : يزعم اليهود أن صخرة المعراج التي أقيمت فوقها قبة الصخرة هي قدس الأقداس لهيكلهم، لذلك يقدسون المكان جدا، وهو أهم جزء يريدون الاستيلاء عليه في المسجد الأقصي. لأن هذه الصخرة المشرفة طبقا لمعتقداتهم هي الصخرة التي كان سيدنا إبراهيم علي وشك القيام بذبح ابنه سيدنا "إسحاق" تنفيذا لرؤية رآها، حيث يعتقد اليهود أن الذبيح في القصة الشهيرة التي يسترجع المسلمون أحداثها في كل عام خلال الحج إلي بيت الله الحرام بمكة، يعتقد اليهود أن الذي كان علي وشك الذبح ليس سيدنا إسماعيل، وإنما هو سيدنا إسحاق، وأن أحداث القصة قد جرت في القدس علي الصخرة المشرفة، مما يجعل لها مكانة كبيرة في عقيدتهم، خاصة وأنهم يزعمون أنها كانت تمثل موقع قدس الأقداس داخل هيكلهم عند إقامته منذ ثلاثة آلاف عام حسب ما يقولون، وهذه المعلومات عن أهمية الصخرة طبقا لعقيدتهم، هي أمور تفسر السبب الذي من أجله حرص اليهود علي تشويش المعلومات عند المسلمين، ونشر ما يتضمن أنها ليست هي المسجد الأقصي علي الرغم من أن القبة والصخرة والمغارة التي تحتها هي كلها بالفعل جزء من المسجد الأقصي. كما ترصد الكاتبة المواقف الإسرائيلية من قضية الدخول وأداء الصلاة اليهودية داخل المسجد الأقصي نفسه مع تحديد ما هو المقصود بالمسجد الأقصي حيث إنه هو كل المساحة التي داخل السور التي يطلق العامة عليها الحرم القدسي (المسجد الأقصي هو كل ما في داخل السور من مبان وأشجار وساحات، مع ملاحظة أن الساحات في هذه الصورة ممتلئة بالمصلين). كما يتضمن الكتاب توضيحا للفكرة المرحلية الإسرائيلية التي تهدف إلي تقسيم المسجد الأقصي بين المسلمين واليهود مثلما فعلوا في اقتسام المسجد الإبراهيمي من قبل للاستيلاء عليه خطوة خطوة. مع تناول لما يعتقده اليهود حول أن تخلصهم من المسجد الأقصي وإقامة الهيكل يجب أن تسبقه إشارات، تتمثل أهمها في ظهور بقرة حمراء، وأن ظهور هذه البقرة كما يزعمون هي أهم إشارة علي أن أوان إقامة الهيكل قد حان كما تتناول الكاتبة بالشرح والتوضيح بالصور كيف يتحرك الإسرائيليون ضد المسجد الأقصي فيما يقترفونه حول المسجد الأقصي، وخاصة ما يفعلونه ضد المقدسيين للتخلص منهم عبر هدم البيوت، والطرد، وسحب الهويات، وفرض الضرائب الباهظة علي أصحاب المحلات، حيث إما الدفع أو الحبس أو البيع الذي يتم فيه طرح أسعار خيالية لإغراء المقدسيين علي البيع الذي يستوجب منا كعرب ومسلمين تقديم المساندة لهم لإنقاذ المدينة المقدسة من التهويد، خاصة وأن الوجه الآخر للتخلص من المقدسيين يتمثل في إقامة المزيد من المستوطنات حول مدينة القدس، وإقامة المزيد من البؤر الإستيطانية بداخل الأحياء الإسلامية نفسها، وهي أمور تصب كلها في التجهيزات الإسرائيلية علي طريق إقامة الهيكل مكان المسجد الأقصي. ان كتاب أهوال ضد المسجد الأقصي توثيق مصور للخطوات الصهيونية ضد المسجد الأقصي في أصدق وأحدث صور وحكايات معاشة في منطقة القدسالمحتلة.