نتناول في هذا العدد الإعجاز العلمي في بعض أفعال الوضوء فنقول الاستنشاق وهو إيصال الماء إلي داخل الأنف وجذبه بالنفس إلي أقصاه ويستحب المبالغة في الاستنشاق إلا أن يكون صائماً فيكره.. روي الشيخان عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلي الله عليه وسلم قال: " إذا توضأ أحدكم فيجعل في أنفه ماء ثم ليستنثر" وقال:"بالغ في الاستنشاق إلا أن تكون صائماً". وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلي الله عليه وسلم قال:" إذا استيقظ أحدكم من منامه فيستنثر ثلاث مرات فإن الشيطان يبيت علي خياشيمه". ويحتمل أن يكون الحديث علي الاستعارة فإن ما ينعقد من الغبار ورطوبة الخياشيم قذارة توافق الشيطان. 1⁄4 حقائق علمية في فوائد الاستنشاق: أثبت العلم الحديث بعد الفحص الميكروسكوبي للمزارع البكتيرية التي عملت للمنتظمين في الوضوء ولغير المنتظمين أن الذين يتوضأون باستمرار قد ظهر الأنف عند غالبيتهم نظيفاً طاهراً خالياً من الميكروبات في حين أعطت أنوف من لا يتوضأون مزارع ميكروبية ذات أنواع متعددة وبكميات كبيرة من الميكروبات الكروية والعنقودية شديدة العدوي والسبحية سريعة الانتشار والتي تسبب العديد من الأمراض وقد ثبت أن التسمم الذاتي يحدث من جراء نمو الميكروبات الضارة في تجويفي الأنف ومنهما إلي داخل المعدة والأمعاء فتحدث التهابات وأمراض متعددة لا سيما عندما تدخل الدورة الدموية. ولهذا شرع الاستنشاق بصورة متكررة ثلاث مرات في كل وضوء. حيث إن الأنف معرض لتراكم الأتربة وافرازات مخاطية معدية فالاستنشاق يعمل علي حماية الأنف ظاهره وباطنه. والاستنشاق يعمل علي تنقية الهواء اثناء التنفس من الغبار والأتربة وبعض الجراثيم المتعلقة بشعيرات الأنف وتجويفاته حتي يدخل الهواء إلي الرئة خالياً من أي ميكروبات وأتربة وهذه الشعيرات الدقيقة تعمل كمصفاة حتي لا يصاب الجهاز التنفسي بما يعوق أداء مهمته فيكون سبباً في الالتهابات الرئوية وغيرها. فضلاً عن تنشيط عضلات الأنف لأنها تهتز أثناء الاستنثار أي نفخ الماء داخل الأنف لإخراجه منه مع ما في الأنف من مخاط وافرازات وكذلك يعمل الاستنشاق علي تنشيط الدورة الدموية الموجودة في مخاطية الأنف. غسل البراجم: البراجم جمع برجمة وهي عقد الأصابع ومفاصلها كلها ويلحق بالبراجم إزالة ما يجتمع من الوسخ في معاطف الأذن وقعر الصماخ. فإن في بقائه إضراراً بالسمع.. وقد ورد عن ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلي الله عليه وسلم قال:" إذا توضأت فخلل بين أصابع يديك ورجليك" أخرجه الترمزي. والتخليل هو التدليك بين الأصابع وهذه النقاط في الطب الصيني تسمي بالنقاط الخارجية وتدليك هذه النقاط يخفف كثيراً من آلام الصداع وبعضها له تأثير مهديء وعليه فعملية التخليل بين الأصابع المتكررة وتدليك نقاط الطاقة هذه تسهم في منع إصابة المسلم بكثير من الأوجاع والصداع وتقلل من درجة التوتر الناتج عن ضغوط العمل اليومي. وكذلك تدليك الأذن بالسبابة والإبهام يعتبر منشطاً لطاقة معظم أجهزة الجسم البشري.