أكدت دراسة للدكتور جمال شفيق رئيس قسم الدراسات النفسية بجامعة عين شمس. أكدت الابحاث العلمية أن إلحاق الاطفال بمرحلة رياض الاطفال تساعد وتفيد بدرجة كبيرة في تنمية جوانب نموهم النفسية والجسمية والعقلية والحركية والادراكية واللغوية كما تساهم أيضاً في تطوير قدراتهم وميولهم وبالتالي تحقيق توافقهم الشخصي والاجتماعي. ونظراً لأن الاطفال يلتحقون برياض الاطفال وهم في مرحلة "الطفولة المبكرة" تلك المرحلة النهائية التي تتحدد فيها أسس شخصية الطفل وملامحها لذلك فإن أي خبرات معينة تحدث في هذه المرحلة المبكرة من حياة الطفل يمكن أن تترك بصماتها وآثارها علي أحواله وسلوكه وتصرفاته وشخصيته وتمتد هذه الاثار أي كان نوعها طوال فترة حياته. يشير الدكتور جمال شفيق أحمد استاذ العلاج النفسي ورئيس قسم الدراسات النفسية بجامعة عين شمس.. إلي أن الروضة قد تمثل لمعظم الاطفال في هذه السن الباكرة من عمرهم مكان جديد وغريب وشديد الاتساع إذا ما قورن بيئة المنزل لم يخبره ولم يألفه من قبل يتعامل بداخله مع أشخاص كثيرين غرباء بالنسبة له لايعرفهم ولايعرفونه وهنا يدرك الطفل ويستشعر مدي النقلة الكبيرة في حياته لانه أثناء وجوده داخل الاسرة فإن الجميع من الأب والأم والاخوة متهمين به وبخدمته وتلبية كل مطالبه. غير أنه عندما يذهب الطفل للروضة ولاول مرة فإن الامر يكون مختلفاً تماما حيث يقبل الاطفال علي بيئة جديدة تحكمها النظم والقواعد والضوابط المختلفة فهناك نظام الفصل والحصة والكتب وبعض الواجبات المدرسية والانضباط والالتزام بالمواعيد والتعامل الاجتماعي مع المشرفة والاقران. أضاف د. جمال شفيق إن بعض أولياء الامور وبحكم عاطفتهم وحبهم الشديد والمبالغ فيه للطفل يريدون دائما رؤية طفلهم أمام أعينهم في كل وقت وفي كل مكان بل إن البعض من أولياء الامور قد نجدهم في حالة "شبه هيستيرية" أو حالة من الفزع والرعب والقلق والتوتر والخوف بسبب أنهم لايتصورون ألا لايكون طفلهم "وسط أحضانهم" وهو ما يطلق عليه في علم النفس "الرعاية أو الحماية الزائدة في التربية". وأوضح انه بناء علي تلك المشاعر والاحاسيس غير العادية وغير الطبيعية وغير السوية يحيطون أطفالهم بكم هائل من الاوامر والنواهي والارشادات والتحذيرات والتنبيهات من كل المحيطين بهم أو الذين سيتعاملون معهم داخل هذا المجتمع الجديد "الروضة" ولعلهم ينتهجون تلك الاساليب والسلوكيات ظنا منهم واعتقادا بأن هذا هو الاسلوب الامثل والمناسب لحماية الطفل وللحفاظ عليه. واشار إلي أن مكمن الخطورة أن الطفل بطبيعته يحتاج دائماً إلي الشعور بالامن والامان والطمأنينية ونظرا لأن انتقاله من "حضن أسرته" إلي مجتمع أخر جديد غامض بالنسبة له وغريب فإنه يؤذيه ويزعجه مع العلم أن أي طفل عادي يحتاج لبعض الوقت حتي يستطيع أن يقيم علاقة اجتماعية تفاعلية ناجحة مع "المشرفة أو المعلمة" التي توازي أو تقارب بالنسبة له شخصية أمه فضلاً عن إقامة علاقات اجتماعية أخري مع زملائه داخل الفصل. وأنهي دراسته بقوله إذا ما شعر الطفل بالخوف من والديه أو الابتعاد عنهم أو بعدم القدرة علي التفاهم أو التواصل أو التعامل معهم فإنه في هذه الحالة يفقد الاحساس بالامان وتضطرب نفسيته مما ينعكس سلباً علي سلوكه وتصرفاته وقد يعاني من مشكلات التلعثم في الكلام أو التبول اللاارادي أو فقدان الشهية للطعام أو الشعور بالمغص والصداع أو قد يصاب بالسخونة أو برودة الاطراف وقد يدخل في حالات من البكاء الشديد والصراخ دون وجود سبب معين.. ولابد أن يكون خوف الاسرة علي أولادها في الحدود المعقولة لان الشيء إذا زاد عن حده أنقلب إلي ضده.