في اللحظات المشرقة بنور الإيمان. ومع المشاعر السابحة في آفاق الزمان حيث كان شيخ الأنبياء يضحي بأعز الأبناء استجابة لرب العطاء والسخاء. واستصحابا للجو المفعم بالرجاء في ساحات المغفرة والرحمات.. يجب علي الأمة أن تصحو من غفوتها. وأن تستيقظ من غفلتها. وأن تعلمپأنه لا مخلص لها من أزماتها الداخلية والخارجية إلا بالاستعانة بمن يقول للشيء كن فيكون. بمن لا يعجزه شيء في الأرض ولا في السماء. بمن نقرأ في كتابه "قُلِ اللّهُمّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَن تَشَآءُ وَتَنزِعُ الْمُلْكَ مِمّنْ تَشَآءُ وَتُعِزّ مَن تَشَآءُ وَتُذِلّ مَن تَشَآءُ بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنّكَ عَلَيَ كُلّ شَيْءي قَدِيرى" "سورة: آل عمران: 26".. هيا نطهر نفوسنا من التوجه لغير الله. ووسائل إعلامنا من بث ما يسبب نقمة الله فليس لنا جلد علي حرب الله. لقد استنفدنا كل طاقاتنا الفكرية والمادية وسرنا وراء المناهج الأرضية فترة طويلة كفيلة بأن ندرك أنها لم تحقق لنا سوي الذل والتبعية والهوان. أفما ينبغي أن ندخل في حمي الرحمن يسكب علينا من فضله الأمن والأمان.. والعز والسلطان.. فهو صاحب العزة يمنحها لمن يقترب من حماه. وهو واهب الأمن لمن حقق مطالب الإيمان"الّذِينَ آمَنُواْ وَلَمْ يَلْبِسُوَاْ إِيمَانَهُمْ بِظُلْمي أُوْلََئِكَ لَهُمُ الأمْنُ وَهُمْ مّهْتَدُونَ" "سورة: الأنعام: 82". وبالإيمان تتحقق العزة "وَلِلّهِ الْعِزّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَلََكِنّ الْمُنَافِقِينَ لاَ يَعْلَمُونَ" "سورة: المنافقون: 8". وأول ما يلفت نظرنا في كتاب الله عن المؤمنين.. ولاؤهم التام وعبوديتهم الخالصة لمن خلق ورزق وهيمن. وخضوعهم التام لكل ما أمر ونصح ووصي. وأول ما ينبه إليه كتاب الله الحذر من الولاء لأعداء الله فهم "لاَ يَرْقُبُونَ فِي مُؤْمِني إِلاّ وَلاَ ذِمّةً" "سورة: التوبة: 10". "إِنّهُمْ إِن يَظْهَرُواْ عَلَيْكُمْ يَرْجُمُوكُمْ أَوْ يُعِيدُوكُمْ فِي مِلّتِهِمْ وَلَن تُفْلِحُوَاْ إِذاً أَبَداً" "سورة: الكهف: 20". "وَمَن يَتَوَلّهُمْ مّنكُمْ فَإِنّهُ مِنْهُمْ" "سورة: المائدة: 51". "الّذِينَ يَتّخِذُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَآءَ مِن دُونِ الْمُؤْمِنِينَ أَيَبْتَغُونَ عِندَهُمُ الْعِزّةَ فَإِنّ العِزّةَ للّهِ جَمِيعاً" "سورة: النساء: 139". لكل ما سبق نناشد كل مسلم أن يجدد إيمانه وأن يلهج لسانه مع إخوانه: لبيك اللهم لبيك لبيك لا شريك لك لبيك إن الحمد والنعمة لك والملك لا شريك لك¢ وننصح من انخدع بإغراءات الأعداء ووعودهم فناهض شرع الله واستهزأ بشعائر الله وأعاد كلمات الشيوعيين أن ¢الدين أفيون الشعوب¢. ومن اغتر بمناهج الغرب وشعاراته الجوفاء.. أن يعود الجميع إلي تلبية أمر الله والاستجابة لندائه الحنون فقد رأي وسمع أن ما يدّعونه من الحفاظ علي حقوق الإنسان يقصدون به إنسانهم هم أما إنساننا فله القتل بأبشع وسائل القهر في فلسطين والعراق وفي أفغانستان والشيشان وغيرها لابد من بيان حقوق الإنسان في الإسلام. ومنهج الجمعية الشرعية إزاء الأكاذيب والافتراءات. وتقارير الانتهاكات لكرامة الإنسان ممن يرفعون شعار العدالة والمساواة. وأن يتعاون الجميع علي البر والتقوي وعلي الأمل والتفاؤل في مستقبل مشرق بالأمن والإيمان. يجب أن يسأل كل منا نفسه :كم بذل من شبابه وماله. وكم قدم لمعاده من زاد؟ ماذا يقول لنبيه محمد وقد ائتمنه علي البلاغ المبين؟ وماذا يقول لربه وقد أعطاه ما لم يعط أحدًا من العالمين؟ لقد رأي الفساد والانحراف. وعرف الحق والفضيلة والأخلاق ووصله منهج سيد الخلق في القضاء علي هذا الرجس فبماذا أسهم في هذا المجال؟ إن كل دقيقة تمر من عمرك تقربك من هذا الحساب. وتبعدك عما يلهيك وينسيك هذا المصير.. هل تدبرت في هذا السؤال: ¢أو لم نعمركم ما يتذكر فيه من تذكر وجاءكم النذير¢ وهل أعددت الجواب؟ وهل قرأت قول الحق ¢وهو الذي جعل الليل والنهار خلفة لمن أراد أن يذكر أو أراد شكورا¢ وهل فهمت ما يطالبك به المولي من دوام التذكر.. تذكر المصير. وتذكر التقصير هل حاسبت نفسك قبل أن تحاسب.. هل تبت واستغفرت مما جنت يداك. وهل شكرت النعم التي لا تستطيع أن تعدها أو تحصرها.. وهل استوعبت قول نبيك صلي الله عليه وسلم: "نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس: الصحة والفراغ""رواه البخاري". أو قوله الحكيم: "اغتنم خمسا قبل خمس: حياتك قبل موتك. وصحتك قبل سقمك. وغناك قبل فقرك. وفراغك قبل شغلك. وشبابك قبل هرمك""رواه الحاكم والبيهقي" إن دوام الحال من المحال. والحياة دائمة الأغيار. ودينك أولي وأهم من كل ما يشغلك عنه إنك لو أنفقت من صحتك في سبيله كنت شاكرا لنعمة الصحة ومن شكر فإنما يشكر لنفسه ولو أنفقت من مالك في سبيله كنت شاكرا لنعمة المال "وَإِذْ تَأَذّنَ رَبّكُمْ لَئِن شَكَرْتُمْ لأزِيدَنّكُمْ وَلَئِن كَفَرْتُمْ إِنّ عَذَابِي لَشَدِيدى" "سورة: إبراهيم- الآية: 7". انظر إلي من حولك فستجد الصديق الحميم القوي المتين قد فارق الحياة بدون مرض أو هرم انما هو الأجل "وَلَن يُؤَخّرَ اللّهُ نَفْساً إِذَا جَآءَ أَجَلُهَآ وَاللّهُ خَبِيرى بِمَا تَعْمَلُونَ" "سورة: المنافقون- الآية: 11". وإذا جاءك الأجل قامت قيامتك فلن تستطيع العودة إلي الحياة لتعوض ما فاتك. إنما هو ما سطر في كتابك وما بقي لك من أثر "وَنَكْتُبُ مَاَ قَدّمُواْ وَآثَارَهُمْ وَكُلّ شيْءي أَحْصَيْنَاهُ فِيَ إِمَامي مّبِيني" "سورة: يس- الآية: 12" دموا وآثارهم وكل شيء أحصيناه في إمام مبين¢ فإن كان كتابك زاخرًا بالأعمال الصالحة فزت وافتخرت به أمام الجميع "فَأَمّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ فَيَقُولُ هَآؤُمُ اقْرَؤُاْ كِتَابيَهْ.إِنّي ظَنَنتُ أَنّي مُلاَقي حِسَابِيَهْ" "سورة: الحاقة- الآية:19. 20". فهيا نغتنم الفرص ونحاسب أنفسنا قبل أن نحاسب فالحساب دقيق"وَإِن كَانَ مِثْقَالَ حَبّةي مّنْ خَرْدَلي أَتَيْنَا بِهَا وَكَفَيَ بِنَا حَاسِبِينَ" "سورة: الأنبياء- الآية: 47". ولابد من بيان حقوق الإنسان في الإسلام ردا علي ما يفتريه أعداؤه وأن يبارك جهاد المجاهدين وأن يكتب النصر للمخلصين. إنه ولي ذلك والقادر عليه.