يقول الله تعالي: "قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَي أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ"پ"53"پالتوبة. ويقول النبي - صلي الله عليه وسلم -: "يا أيها الناس توبوا إلي الله وإستغفروه فإني أتوب إلي الله في اليوم مائة مرة". والتوبة حقيقة دين الإسلام والدين كله داخل في مسمي التوبة الإسلام والإيمان والإحسان . ما هي التوبةپ التوبة هي الرجوع عن كل ما يكرهه الله ظاهراً وباطناً إلي كل ما يحبه الله عز وجل ظاهراً وباطناً فهي حقيقة دين الإسلام والدين كله داخل تحت مسمي التوبة الأسلام والإيمان والأحسان وهذه هي حقيقة التوبة لذا فالتائب حبيب الله يقول الله إن الله يحب التوابين ويحب المطّهرين. والكثير يتصور أن التوبة لأهل الذنوب والمعاصي فقط وأن أهل الطاعة والفضل أُسقط عنهم التوبة . والحق أن أدلة القرأن قد تضافرت مع أدلة السنة مع إجماع الأمة علي وجوب التوبة إلي الله علي الدوام لأن العبد لا ينفك عن المعصية دوماً لله ظاهرةً كانت أم باطنة حيث أن المعاصي درجات وأقسام فغفلتك عن الله نوع من المعاصي قد لا تفطن إليه » يقول الله تعالي" وتوبوا إلي الله جميعاً أيها المؤمنون لعلكم تفلحون "والخطاب لأهل الإيمان لا لأهل الذنب لم يقل الله المذنبون أو العاصون أو المخطئون بل قال المؤمنون ويقول تعالي: "يا أيها الذين أمنوا توبوا إلي الله توبة نصوحاً.." "ومن لم يتب فأولئك هم الظالمون". فيا تري كم عدد الظالمين في الأرض ممن أخروا التوبة وأجّلوها. يا من أخرت التوبة وقصّرت في حق ربك ونبيك وإخوانك هيا الأن الأن حتي لا تكون من الظالمين هيا أطرح قلبك بين يدي الله بذل وإنكسار وتب إليه وإعترف إليه بضعفك » أعترف إلي الله أنك لا تملك من أمرك شيئا وتبرأ من حولك وطولك وقوتك ومن عقلك ومالك وكرسيك ومنصبك ومن عقاراتك وأطيانك وشركاتك تبرأ من كل هذا إلي الله عزوجل يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ إِلَي اللَّهِ وَاللَّهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ"پ"15" فاطر. قم إلي الله عزوجل وقل: لبست ثوب الرجا والناسُ قد رقدوا وبت أشكوا إلي مولاي ما أجدُ فقلتُ يا أملي في كلِ نائبةي ومن عليه لكشفِ الضرِ أعتمدُ أشكوا إليك أموراً أنت تعلمها مالي إلي حملها قوةى ولا جلدُ وقد مددت يدي بالذلِ مبتهلاً إليك يا خير من مُدت إليه يدُ فلا تردها ياربِ خائبةى فبحر جودك يروي كل من يردُ ياربِ إن عظمت ذنوبي كثرةً فلقد علمتُ بأن عفوك أعظمُ إن كان لا يرجوك إلا مُحسنى فمن ذا الذي يدعوا ويرجو الآثمُ مالي إليكَ وسيلةً إلا الرجا وكريمِ عفوك ثم أني مسلمُ بك أستجيرُ ومن يجيرُ سواكَ فأجر ضعيفاً يحتمي بحماك إني ضعيفى أستعينُ علي قوي ذنبي ومعصيتي ببعض قواك أذنبتُ ياربِ وقادتني ذنوبى مالها من غافري إلاك دنياي غرّتني وعفوك شدّني ما حيلتي في هذه أو ذاك لو أن قلبي شك لم يكُ مؤمناً بكريم عفوك ما غوي وعصاك رباه هأنذا خُلِّصتُ من الهوي وأستقبل القلب الخليُّ هُداكَ رباه قلبى تائبى ناداك أترده وترد صادق توبتي حاشاكَ ترفضُ تائباً حاشاكَ فليرضَ عني الناسُ أو فليسخطوا أنا لم أعد أسعي إلا لغير رضاكَ هيا يا عبد الله . إلي من يلجأ الخائفون - وعليه يتوكل المتوكلون - ولعظيم فضله تُبسط الأيدي ويسأل السائلون - هيا إلي الكريم إلي الحيِّ الذي يستحي إذا رفع الرجل يده أن يردهما صفرأ خائبتين . ما عليك سوي أن تقلع عن الذنب وأن تندم عليه وأن تعاهد ربك علي عمل الصالحات وإن ضعفت نفسك فجدد التوبة والأوبة إلي من يقبل التوبة عن عبادة وأعلم أن باب التوبة مفتوح ما دام العبد لم يغرغر . وللحديث بقية العدد القادم بمشيئة الله