لم تكن تدري الحاجة زينب مصطفي سعد الملاح. إبنة قرية منية سندوب مركز المنصورة البالغة من العمر تسعين عاما أنها علي موعد مع السعادة.. فقد شاء القدر السعيد أن يجعلها تهتم بشئون البلاد مصداقا لقول رسول الله صلي الله عليه وسلم: "من لم يهتم بأمر المسلمين فليس منهم". حين علمت الحاجة زينب - التي حرمت نعمة البصر منذ27 عاما - وعوضها الله تعالي نعمة البصيرة أن الرئيس عبدالفتاح السيسي قد تبرع بنصف ما يملك وبنصف راتبه أصرت هي الأخري أن تبادر بالتبرع لصندوق "تحيامصر" واصطحبت ولدها الحاج الدسوقي السيد خليل .وذهبت الي أحد بنوك المنصورة وطلبت أن تتبرع بقرطها الذهبي "الحلق"فما كان من الموظف إلا أن قال لها انه لابد من بيع الحلق أولا حتي يتم قبول التبرع المالي .وبالفعل أسرعت الحاجة زينب بالذهاب لبيع الحلق ثم عادت بعد قليل وهي تحمل مبلغ من المال مقداره 650جنيها مصريا .وهنا تصادف وجود الزميل الصحفي حازم نصر - نائب رئيس تحرير الاخبار-مدير مكتبها بالمنصورة-الذي قام علي الفور بنشرف تفاصيل الواقعة بجريدة الأخبار وحين قرأ الرئيس السيسي الموضوع أمر علي الفور باستدعاء الحاجة زينب ليكرمها بنفسه وقد جاء اللقاء شيقا للغاية وتابعه كل المصريين والعديد من الدول وأهداها رحلة حج هذا العام. "عقيدتي" سارعت بالذهاب إليها لرصد ردود أفعال العائلة وأهالي القرية وحين وصلنا الي منزلها لاحظنا الفرحة تغمر الجميع حيث أصبحت القرية - بسبب الحاجة زينب - محط أنظار كل وسائل الاعلام وكانت المفاجأة أن الحاجة زينب كانت تتناول الإفطار حيث تصوم ¢ الستة البيض من شوال¢..وحين أردنا إجراء الحوار معها وجدنا أكثر كلامها دعاء لمصر والسيسي والدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر. ** سألناها: ما هي كلمة التي تريدين توجيهها لأبناء مصر وخاصة الاغنياء منهم؟ ** أقول للأغنياء:ساعدوا مصر وافيقوا قبل فوات الأوان ولا تعطوا الفرصة لأعداء الوطن..اسرائيل لما وضعت رجلها في فلسطين ايه اللي حصل؟ اهم قاعدين وبيقلوا أدبهم علي أصحاب الارض إن مصر بلد الأولياء والله انا قمت بزيارتهم قبل ذلك بسبع "برايز "من أيام فاروق بن فؤاد حيث زرت سيدنا الحسين والسيدة زينب والسيدة عائشة وسيدي علي زين العابدين وغيرهم كثير الشريرة وليست الجزيرة ** بماذا تردين علي من يقولون أن تبرعك تمثلية متفق عليها؟ ** أحب أقول لهم إن مصر تطهرت من إخوانا البعدة وإن شاء الله ربنا حافظ بلدنا . وإن شاء الله هتبقي حلوة لأن فيها ذرية النبي عليه الصلاة والسلام..أما عن ما قالته "الشريرة" قصدي الجزيرة حتي والله خسارة فيها اسم الجزيرة واللي تستحقه بعدل الله أن يكون اسمها:اما الشريرة أو الخنزيرة. أقول لهؤلاء المرضي اتقوا الله في مصر. أم الدنيا بلد الأزهر ** ما الذي تحلمين تحقيقه من أجل الوطن وأبناء الوطن؟ ** أتمني أن يكون أبناء الوطن أيد واحدة وأن يقدموا علي ما قام بفعله السيسي حيث قام بالتبرع بنصف ما يمتلك لصالح البلد كما تبرع بنصف راتبه الشهري مما دفع العديد من أبناء مصر المخلصين الي مساعدة مصر بالتبرع لمساندتها في محنتها.. وأتمني من ربي أن يتقبل مني الأدعية الكثيرة التي دعوت بها للسيسي الذي انه انقذ البلد وربنا يحميه ويحفظه لمصر. مقابلة الطيب ** ما هي الشخصيات التي تردين مقابلتها؟ ولماذا؟ ** أتمني مقابلة الإمام الأكبر الشيخ أحمد الطيب لأقدم له التحية وخاصة بعدما علمت انه لا يتقاضي أجرا عن عمله بمشيخة ولأوصيه خيرا بصندوق -تحيا مصر- الذي يقوم بالإشراف عليه الامام شخصيا. وأري أن الشيخ الطيب ممن يعشقون تراب مصر ويعملون علي أرضها باخلاص. مستقبل مصر ** ماذا عن مستقبل مصر في رأيك ياحاجة زينب؟ ** والله أنا شايفة أن مصر هتطهر علي ايد السيسي اللي عرف خبايا غير الحريصين علي مصلحة الوطن الغالي بل كان كل همهم المصالح الشخصية فقط .. واتمني من كل قلبي ان تهتم الدولة بتوظيف الشباب العاطل وسأظل أقول بأعلي صوت تسلم الايادي تسلم ياجيش بلادي. رؤية الرسول ** صفي لنا شعورك عندما قال لكي الرئيس انك ستحجين هذا العام إن شاء الله؟ ** والله شعور لا يوصف..أحسست وقتها انني امتلك الدنيا كلها بيدي فرحا وابتهاجا بهذه البشري السعيدة التي سربها قلبي وسعد وأحسست عندها أن نور سيدنا رسول الله قد دخل في قلبي حيث سأزور الحبيب صلي الله وسلم وأؤدي المناسك الطواف حول الكعبة والسعي بين الصفا والمروة والوقوف علي عرفة إن شاء الله؟ تبرع لوجه الله ** ماذا تقولين للقراء؟ اؤكد للقراء ولجميع المصريين: مقسمة لهم بالله انني رفضت في بادئ الأمر الحج حتي لا يقال انني الذي طلبت ذلك ولكني أقسم لكم انني حينما أقدمت علي هذا التبرع كانت نيتي خالصة لله وكم كنت أتمني أن امتلك من المال أكثر فكنت وقتها لن أتأخر عن مصر أم الدنيا و ما كنت أتوقع أن اؤدي شعائر الحج والعمرة بهذه الطريقة ولكنها مشيئة الله تعالي النافذة. القتينا مع جيران وابناء الحاجة زينب . فيقول رضا جودة - جار الحاجة زينب -: من الأشياء التي مازالت تذكرها قريتنا ولم ولن تنساها يوم أن حرصت الحاجة زينب علي الذهاب للإدلاء بصوتها في الانتخابات الرئاسية الأخيرة وعقب الإدلاء بصوتها فوجئ من في اللجنة بإطلاق الحاجة زينب لزغرودة مدوية فرحا وابتهاجا منها بنجاح عرس الديقراطية. اما الابن الدسوقي فيقسم بالله أن تبرع والدته لم يكن شو اعلامي ولكنه شو رباني مؤكدا أن ما حدث جاء بإرادة إلهية نافذة حيث انها - أي والدته - تعشق مصر وأصرت علي الذهاب للتبرع ب"الحلق" الذي لا تملك غيره وكانت النتيجة أن عوضها الله تعالي.. وحدث بالفعل عندما أصر الرئيس السيسي علي توصيل والدتي حتي السيارة وعندما قام بمساعدتها في ركوب السيارة اذا بفردة من حذائها قد خلعت وهنا وجدت الرئيس ينزل علي الأرض ليلتقطها وحين حاولت منعه رفض وحين حاول الحرس الجمهوري رفض وقام بكل تواضع بالباسها الحذاء واختتم الدسوقي: لقداكرمني ربي بالفوز معها حيث شاءت ارادة الله أن أكون مرافقا لها في تلك الرحلة المباركة والحمد لله علي ذلك. حفظ الله مصرنا من كل مكروه وسوء وحباها بنعمة الامن والامان اللهم امين.