كثر الحديث عن فريضة صلة الرحم. لكثرة غيابها في مجتمع سيطرت عليه المادة. فأصبحت الدنيا في قلوب الجميع إلا ما رحم ربي. وأصبح الرحم يتعلق بذات الشخص لا يتخطاه إلي أبنائه دون الأخرين. وبحجج عديدة تنقطع الرحم والتي أهمها الآن الخوف من حسد القريب. فصلة الرحم تعني الإحسان إلي الأقربين وايصال ما أمكن من الخير إليهم ودفع ما أمكن من الشر عنهم. لا خلاف أن صلة الرحم واجبة في الجملة وقطيعتها معصية من كبائر الذنوب وقد نقل الاتفاق علي وجوب صلة الرحم وتحريم القطيعةپ. وقد ورد عدد من الآيات القرآنية تدل علي وجوب صلة الرحم ومنها قوله تعالي¢ وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَ بَنِي إِسْرائيلَ لا تَعْبُدُونَ إِلَّا اللَّهَ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً وَذِي الْقُرْبَي وَالْيَتَامَي وَالْمَسَاكِينِ وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْناً وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ ثُمَّ تَوَلَّيْتُمْ إِلَّا قَلِيلاً مِنْكُمْ وَأَنْتُمْ مُعْرِضُونَ¢البقرة:83. وقوله تعالي ¢لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآتَي الْمَالَ عَلَي حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَي وَالْيَتَامَي وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّائِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ وَأَقَامَ الصَّلاةَ وَآتَي الزَّكَاةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُوا وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ الْبَأْسِ أُولَئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ¢ البقرة:177. وغيرها الكثير. ومن السنة النبوية عن أبي أيوب الأنصاري- رضي الله عنه - أن رجلاً قال للنبي صلي الله عليه وسلم: أخبرني بعمل يدخلني الجنة. فقال النبي: ¢تعبد الله. ولا تشرك به شيئاً. وتقيم الصلاة. وتؤتي الزكاة. وتصل الرحم¢ وقوله:¢ من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه. ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليصل رحمه. ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً أو ليصمت¢ وقد اختلف العلماء في الرحم الواجب وصلها فقال جانب منهم: هم المحارم الذين تكون بينهم قرابة بحيث لو كان أحدهما ذكراً والآخر أنثي لم يحل له نكاح الآخر. وعلي هذا القول فالأرحام هم الوالدان ووالديهم وإن علو والأولاد وأولادهم وإن نزلواوالإخوة وأولادهم والأخوات وأولادهن, والأعمام والعمات والأخوال والخالات. وقال جانب آخر: الأرحام هم القرابة الذين يتوارثون. وقال جانب ثالث: الأرحام عام في كل ما يشمله الرحم, فكل قريب لك هم من الأرحام الذين تجب صلتهم. وتختلف صلة الرحم بحسب قربهم وبعدهم من الشخص, سواء البعد في درجة القرابة. والبعد السكني . كما تختلف طريقة الصلة من شخص لآخر بحسب حاجة الموصول وحسب قدرة الواصل, فإذا كان الموصول محتاجاً لشيء ما وأنت تقدر عليه فإنك تصله بهذا الشيء. فهلا وصلنا أرحامنا كبداية لصلة دائمة إن شاء الله.