قضيت اجازة العيد في بلدتي مدينة المنزلة محافظة الدقهلية وهذه مدينة تاريخية يغلب عليها الطابع التاريخي وعبق الماضي فضلا عن الطابع الريفي والعيش علي ثوابت راسخة. ولكن للأسف الشديد انقلب الجيل الجديد.. جيل الشباب والأطفال علي جميع الثوابت التي عاش وتربي عليها الأجيال السابقة ومنها جيلي بالطبع. تغيرت العادات والتقاليد. الثوابت الأصيلة لم يعد لها مكانا في المجتمع. الأخلاق المتوارثة تاهت وأصبحت حطاما داسته أقدام أطفال "النت". كان العيد أيامنا يبدأ مساء يوم "الوقفة" عندما نذهب متلهفين "للترزي" للحصول علي "البنطلون" والبيجامة الكستور ثم نذهب للاسكافي لتحصل علي "الجزمة" ونذهب بكل هذه الأشياء إلي المنزل ونضعها بجوار السرير متلهفين لطلوع الصباح كي نرتدي هذه الأزياء العظيمة بقدوم ليلة العيد بالاستحمام "حموم العيد" ونخلد للنوم ومع صلاة العيد نرتدي الملابس الجديدة والجزمة التي طال الانتظار لارتدائها ونذهب لصلاة العيد في المساجد وبصحبة أعمامي نتجول بالزيارة علي الأهل والأصدقاء ثم اتركهم إلي الرفاق حيث "سوق العيد" فهناك الملاهي والفول المسلوق والحلوي وغيرها وكانت وجبة الفسيخ هي غداء هذا اليوم وتنتهي فرحة اليوم بعد المغرب بعد أن نكون قد استمتعنا بكل مباهج العيد. أما الآن وهذا ما شاهدته ولمسته هذا العام حيث يبدأ العيد مساء "الوقفة" الكل سهران. الأطفال والشباب حتي الشيوخ شباب يلهو في الشوارع وأطفال تلعب أمام منازلهم وغيرهم يجلس أمام "النت" حتي وجبة الفسيخ استبدلها الشباب لعشاء ليلة العيد وتستمر الشباب والأطفال في فرحتهم حتي صلاة الفجر فيتأهب الجميع بملابس جديدة للذهاب لأداء صلاة العيد حيث يخرج الجميع أطفال ونساء ورجال في أزياء جميلة جديدة وتعج الشوارع بالأطفال والرجال والنساء ذهابا لصلاة العيد وعودة منها ثم يذهب الجميع إلي منازلهم.. ويخلدون للنوم وتخلو جميع الشوارع من المارة وتختفي البهجة ويستمر الحال حتي مغرب اليوم الأول من العيد لتبدأ الاحتفالات بعد العشاء واختفت إلي حد ما الزيارة للأهل والأصدقاء ويمر العيد بلا بهجة أو فرحة.. وكأن جيل الشباب قد كتب علي نفسه عدم الفرحة كما يتصورها جيل العواجيز فهنيئا له علي فرحته التي أفقدتنا بهجتنا.